العناوين

يدعو «إعلان الكويت» لتعزيز العلاقات بين الدول العربية، التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني

أمير الكويت: « ضرورة نبذ الخلاف العربي والعمل الجاد على وحدة الصف




يدعو «إعلان الكويت» لتعزيز العلاقات بين الدول العربية، التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني

أمير الكويت: « ضرورة نبذ الخلاف العربي والعمل الجاد على وحدة الصف»

اكتسبت القمة العربية هذا العام اهتماماً مميزاً خاصاً، لانعقادها في دولة الكويت، برئاسة سمو أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبالتالي لما تضمنته كلمته من مواقف صادقة وحريصة على دعم الاستقرار والسلم في المنطقة العربية، عكست مبادرات سموه الخيرّة والإنسانية وديبلوماسيته الحكيمة وبذله الغالي والنفيس في سبيل وحدة وحقوق أمته العربية وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، خاصة في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تعيشها المنطقة العربية والإقليمية.

شمس الصباح في الكويت تبقى أقوى من كل الاجواء فتخرق الضباب، وتتخطى المطبات وتحقق النجاح، وذلك بفضل حكمة وحنكة سمو أمير الكويت، وما ورد في كلمته من إيجابيات عززت الآمال والتفاؤل للمستقبل، كما ووضعت الأمور على سكة الحلول والمصالحات.

ان نهج وثوابت القيادة الرشيدة للكويت الهادفة دائماً الى التضامن والوفاق والمصالحة، أعطت «قمة التضامن من أجل مستقبل أفضل» قوة معنوية عظيمة خليجياً وعربياً ودولياً، كما وساهمت في إنجاح الآمال لتحقيق الطموحات وتعزيز التضامن العربي وإقامة علاقات متينة ترتكز على المصارحة والاحترام المتبادل.

وقد أكد القادة العرب الشهر الماضي في مدينة الكويت التزامهم بميثاق جامعة الدول العربية  والتضامن العربي-العربي في مواجهة استمرار التوتر في الشرق الأوسط.

ناقشت القمة التي استمرت يومين عددا من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، بالإضافة إلى التطورات على الجبهة الفلسطينية والأزمة السورية، وكذلك ما يتعلق بتعزيز نظام الجامعة العربية.

تمت مداولات القمة العربية الـ25 العادية التي عقدت تحت شعار «قمة التضامن من أجل مستقبل أفضل» وانها الأولى التي تستضيف الكويت منذ انضمامها الى المنظمة العربية في عام 1961.

صدر إعلان الكويت في ختام القمة العربية الـ 25 التي يرأسها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأبرز النقاط التي وردت في إعلان الكويت هي:

اعتماد الحوار البناء والشفافية لإنهاء الخلافات العربية.

دعم تلك البلدان التي تشهد التحولات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك الدعم المالي والتقني .

تعزيز الأمن القومي لضمان سلامة أراضيها، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية .

التأكيد على أن القضية الفلسطينية تبقى القضية الجوهرية بالنسبة للدول العربية والإسلامية، والتأكيد على التزامهم بالعمل لإقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها وفقا لـحدود 4 يونيو 1967. كما حث القادة العرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى التحرك بسرعة لحل النزاع.

رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة فضلا عن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الجديدة .

إعادة تأكيد دعمهم لـ سوريا واستعادة مرتفعات الجولان تحت حدود حزيران 1967.

الاستمرار في تقديم الدعم السياسي والمالي في لبنان لضمان وحدته الوطنية وأمنه واستقراره.

الإعراب عن تأييدهم للائتلاف الوطني للثورة في سوريا كممثل شرعي للشعب السوري.        

ماذا قال القادة:

سمو أمير الكويت

دعا سمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في افتتاح القمة التي استضافتها بلاده الى وقفة صادقة لوضع حد للخلافات العربية مشددا على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك عبر النأي عن الخلاف والاختلاف.

وطالب امير الكويت الى ضرورة نبذ الخلاف العربي والعمل الجاد على وحدة الصف لافتا إلى أن مساحة الاتفاق أكبر من مساحة الاختلاف.

وشدد على ضرورة استثمار مساحة الاتفاق لرسم فضاء عربي حافل بالأمل والانجاز لتحقيق الانطلاقة المنشودة.

وتطرق سمو الأمير إلى انتشار ظاهرة الارهاب قائلا سموه انها تتطلب مضاعفة جهود الدول العربية بالتعاون مع المجتمع الدولي بهدف وأد هذه الظاهرة الخطيرة.

وحول الوضع في سوريا دعا سمو أمير الكويت مجلس الأمن إلى أن يعيد للعالم مصداقيته لحفظ الأمن والسلم الدوليين وأن يسعى إلى وضع حد للكارثة الإنسانية في سوريا.

وبشأن القضية الفلسطينية أكد الأمير صباح أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مشيرا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية تقف عائقا أمام تحقيق السلام. وتطرق سموه إلى الملف النووي الإيراني داعيا طهران إلى مواصلة تنفيذ التعهدات التي التزمت بها سابقا خلال اجتماعات مجموعة (5+1) تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف تبديد قلق دول المنطقة إزاء برنامجها النووي. (النص الكامل لكلمة أمير الكويت منشورة ضمن الخبر).

نبيل العربي

رحب أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي خلال القاء كلمته، بتشكيل الحكومة اللبنانية، مؤكداً على ضرورة توفير الدعم اللازم للبنان حتى يتحمل أعباء النازحين السوريين. كما اكد “ضرورة التعامل بشفافية وواقعية مع الأسباب التي توتر الدول العربية وتنعكس سلباً على جامعة الدول العربية ويتطلب ذلك مواجهة الأوضاع المتدهورة في الدول العربية”.

ودعا العربي إلى “ضرورة إنهاء الإنقسام الفلسطيني، والبحث عن بدائل وخيارات تقليدية وغير تقليدية ترتكز على أن الإحتلال الإسرائيلي يمثل أخر أنواع الإحتلال، والتفهم العام للأثر المدمر للتعنت الإسرائيلي على المفاوضات”، كما يجب على “الدول العربية تكثيف تقديم الدعم للشعب الفلسطيني والوفاء بالتعهدات والإلتزامات تجاهها”.

وشدد العربي: “على ضرورة السعي لمواجهة الأزمة السورية عبر حل يرضي الشعب السوري، وهذه القضية هي قضية عربية تهدد مستقبل الامن الإقليمي العربي ودول المشرق العربي كافةً، وهي تلقي بتأثيرات كبيرة على الدول العربية، وعلى الرغم من إدراك الجميع لفداحة الأزمة إلا أن مجلس الأمن لا يزال عاجز عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار”.

وأوضح العربي “بالرغم من كل محاولات المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، فإن المفاوضات لم تصل الى حل يضع حد للأزمة”، داعياً مجلس الأمن إلى مباشرة القيام مسؤولياته بجدية لتوحيد صفوف النظام والمعارضة لبناء مجتمع ديمقراطي حر”.

وفيما يتعلق بالأوضاع في الدول العربية دعا العربي إلى تقديم الدعم اللازم لليبيا لتحقيق الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة وتجاوز العقاب التي تواجهها.

ودعا كذلك إلى مواصلة دعم الأردن والعراق ومصر والدول الأخرى المضيفة للاجئين السوريين لمساندتها في مواجهة تلك الأزمة مشيدا في هذا الصدد باستضافة دولة الكويت لأعمال المؤتمرين الدوليين الاول والثاني للمانحين لدعم الاوضاع الانسانية في سوريا.

وجدد دعم الجامعة العربية لموقف دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية جزرها المحتلة من قبل إيران من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

الأخضر الابراهيمي

أكد المندوب الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي خلال كلمته في القمة العربية بالكويت ممثلا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، أن “ما من حلٍ عسكري للنزاع في سوريا داعياً الى وقف تدفق السلاح”، ومشددا على أن “السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة التوصل إلى حل سياسي لها”.

واعتبر الابراهيمي ان “مسؤوليتنا جميعاً المساعدة لانهاء الازمة في سوريا”، مشيرا الى أن “لبنان معرض بشكل خاص لاخطار الازمة السورية،.

وأضاف بأنه “لابد من تضافر جهود المنطقة لحث الافرقاء في سوريا للعودة إلى طاولة المفاوضات”.

وراى الابراهيمي أن “إستمرار سياسة الإستطيان الإسرائيلية تمثل إنتهاكا للقانون الدولي”، مضيفا بأن “المؤتمر الوطني اليمني يثبت أن الحوار الشامل هو الحل الأنسب للانتقال الديمقراطي”، موضحا بان “الشعوب تحدثت بصوت واحد مطالبة بالحرية وكانت منهم راسلة واضحة، فلقد مضى اكثر من 3 اعوام على هذا المشهد حينما اطلق الشاب التونسي تلك الشرارة، من يومها وبات الشرق الاوسط اكثر تعقيدا مما كان عليه”.

أمير قطر

أكد امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح القمة، على علاقة “الأخوة” مع “الشقيقة الكبرى” مصر، بالرغم من الخلاف السائد بين البلدين على خلفية دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين. ودعا الأمير القطري الى حوار وطني في مصر، مضيفاً “نتمنى لمصر الأمن والاستقرار السياسي وكل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها، الذي ضرب امثلة مشهودة في التعبير عن تطلعاته”.

وأضاف آل ثاني “نتمنى أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار المجتمعي الشامل”. الى ذلك، حمل امير قطر بشدة في كلمته على الحكومة العراقية، التي اتهمها بوصم طوائف كاملة بالإرهاب، كما اتهمها بالتغطية على “فشلها” في الحفاظ على الوحدة الوطنية، باتهام السعودية وقطر بدعم الإرهاب في العراق. وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في سياق تطرقه للوضع في العراق “لا يجوز أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة، وأن نلصقه بكل من يختلف معنا سياسياً، فشأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدلاً من أن يعزله”.

الأمير سلمان بن عبد العزيز

وقال ولي العهد السعودي إن التحديات في سورية تواجهها “مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولي وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سورية”. وندد الأمير سلمان بتحول سورية الى “مأساة مفتوحة تمارس فيها كل انواع القتل والتدمير على ايدي النظام الجائر، وتساهم في ذلك اطراف خارجية وجماعات ارهابية مسلحة من كل حدب وصوب”.

ورأى ولي العهد السعودي أن “الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الأرض وتقديم ما تستحقه المعارضة من دعم باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري”، مؤكداً “أننا نستغرب عدم منح مقعد سورية في القمة للائتلاف الوطني بعد أن تمّ منحه هذا الحق” في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة العام الماضي. ودعا ولي عهد السعودية الى “تصحيح هذا الوضع” عبر اتخاذ قرار من شأنه توجيه “رسالة قوية الى المجتمع الدولي ليغير من تعامله مع الأزمة السورية”.

وحول القضية الفلسطينية اكد الامير سلمان موقف بلاده الثابت بشأن ضرورة ان تفضي مفاوضات السلام الى جهود تمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المشروعة وفق مقررات الشرعية الدولية لاقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

دعا الامير سلمان الى أخذ الحيطة والتدابير اللازمة لمكافحة واستئصال جذور ظاهرة الارهاب، مؤكدا ان هذه الظاهرة اصبحت مصدرا خطيرا على امن واستقرار الدول العربية وشعوبها ووسيلة لزرع الفوضى والتفرق والفتنة.

وجدد في هذا الاطار ادانة المملكة العربية السعودية بشدة جميع الاعمال الارهابية مهما كان مصدرها مؤكدا ان السعودية لن تألوا جهدا في مواصلة التصدي لهذه الظاهرة واصحاب الفكر الضال والتنظيمات التي تقف خلفها.

العاهل الأردني

قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إن الأردن يعمل على الالتزام بمبدأ الوسطية والاعتدال، ويجب التصدي بكل حزم لجميع أشكال التعصب الديني والعرقي والمذهبي ومظاهر التطرف والإرهاب وأسبابها .

وأضاف الملك عبدالله خلال كلمته في القمة أن المنطقة أصبحت بيئة خصبة لانتشار التطرف والإرهاب، وهذا يتطلب العديد من العمل المخلص والجاد وإطلاق طاقات رجال المستقبل، وطالب بتفعيل منظومة التعاون والعمل العربي المشترك باعتبار ذلك السبيل الأنجع لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في العيش بأمن وسلام وبناء مستقبل أفضل لها، وأوضح أن المنطقة العربية تعاني تحديات وأخطار ناجمة عن عدم التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع في المنطقة إلى جانب تفاقم الأزمة في سوريا وتصاعد حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري والأعباء التي تتحملها الدول العربية المحيطة بسوريا واستمرار التحديات التي تواجهها بعض الدول العربية لترسيخ أمنها واستقرارها .

الرئيس ميشال سليمان

ودعا الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، القادة العرب في قمة الكويت، مساء اليوم الثلاثاء الماضي، إلى دعم لبنان مادياً وسياسياً، لافتاً إلى تأثر البلاد جرّاء النزوح السوري المتزايد، مؤكداً على ضرورة تغليب قوى الاعتدال في المنطقة.

وأشار سليمان، في كلمة خلال القمة العربية الخامسة والعشرين بالكويت، نقلتها فضائية الجزيرة القطرية، إلى محاولة تحييد لبنان الأزمة السورية، ولكن بعض القوى أقمحت لبنان في هذا المعترك، في إشارةٍ لحزب الله، ومبيناً أن الحل في سوريا سياسي بعيد عن التدخل العسكري.

كما دعا إلى تعزيز وسائل الدعم المادي لوكالة الأونروا، بطريقة تمكنها من تقديم المساعدات الى اللاجئين، ومعتبراً ان المشكلة المتفاقمة للاجئين السوريين باتت تشكل تهديداً وجودياً، ولبنان لم يعد قادراً على تحمل المزيد من اللاجئين.

وأضاف سليمان: إن لبنان حاول تحييد نفسه عن التداعيات السلبية للنزاع السوري، ومن هنا حرصنا على تغليب منطق التفاوض والحوار وتشجيع كل جهد يشجع على الحل السياسي، ويوقف المأساة الكبرى، ويحرر المخطوفين، ويضمن مكونات الشعب بعيداً عن أي تدخل عسكري خارجي.

الرئيس عدلي منصور

من جانبه، قال الرئيس المصري المستشار عدلي منصور نجدد دعمنا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وندعو من هذه القمة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة والنماء على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان مرجعيات عملية السلام، لأنها أمور لا تقبل التنازل أو التفريط، وإلا باتت الشرعية محل تشكيك وبات السلام غير قائم على العدل.

وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الممارسات الإسرائيلية وتهديدها لمدينة القدس والحرم القدسي المبارك، لأن الأقصى هو خط أحمر، وهو يخص العالم الإسلامي كاملا، ونرجو أن ترسل قمتنا رسالة قوية وواضحة إلى المجتمع الدولي بهذا الخصوص.

وأدان منصور العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبا المهتمين بحقوق الإنسان رفع المعاناة عن أهل غزة، ومطالبة إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال الوفاء بمسؤولياتها تجاه القطاع.

النص الكامل لكلمة سمو أمير الكويت في القمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أصحاب الفخامة والسمو معالي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أصحاب المعالي والسعادة، ضيوفنا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم تحية أخوية صادقة، وأرحب بكم إخوة كراما، وضيوفا أعزاء في بلدكم الثاني دولة الكويت، شاكرا لكم تلبيتكم دعوتنا لحضور أعمال الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية، والتي تعبر عن حرصكم على التواصل للعمل في إطار جمعنا العربي، وتجسد قناعتكم في أهمية دعم وتعزيز عملنا العربي المشترك، ولا يفوتني هنا الإشادة بما بذلته دولة قطر الشقيقة، بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من جهود مقدرة ومتابعة حثيثة لأعمال قمتنا في دورتها السابقة، وما نتج عنها من قرارات أسهمت في دعم عملنا العربي المشترك.

أصحاب الفخامة والسمو تنعقد أعمال قمتنا هذه في ظل استمرار الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها العالم ومنطقتنا، وما تمثله من تزايد في التحديات والمخاطر التي نواجهها، مما يفرض علينا مسؤوليات جساما في بذل مزيد من الجهد وتكثيف المشاورات لمراجعة وتقييم ما تم اتخاذه من إجراءات واستشراف لآفاق المستقبل لتحديد مسارات تضمن لنا النهوض بعملنا العربي المشترك، والارتقاء به إلى مستوى الطموح، وبما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا في الأمن والرخاء والازدهار.

إننا مدعوون اليوم إلى البحث في الأسس التي ينطلق منها عملنا العربي المشترك، وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل.

ولنا أيها الإخوة في تجربة القمم النوعية ما تحقق لها من نجاح مثال يدلل بوضوح على سلامة هذا النهج، حيث إن ما حققته القمم الاقتصادية العربية من نجاح كبير لامست نتائجه احتياجات أبناء أمتنا، وعملت على تحقيقها يؤكد سلامة توجهنا ودقة رؤيتنا وصواب تفكيرنا الأمر الذي يجعلنا نبحث عن آفاق أخرى جامعة تعزز وحدتنا وتقرب بين شعوبنا. أصحاب الفخامة والسمو، دعوني أتحدث إليكم بصراحة حول أمر محزن يحتاج منا إلى وقفة صادقة وجهد مخلص لإنهائه، ألا وهو الخلافات التي اتسع نطاقها في أمتنا العربية، وباتت تعصف بوجودنا وقيمنا وآمالنا وتطلعاتنا، انشغلنا معها على حساب تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات.

إننا مطالبون بنبذ هذه الخلافات والسعي الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة، والعمل معا في إطار ما يجمعنا ويتجاوز التباعد بيننا، فالأخطار كبيرة من حولنا، ولن نتمكن من الانطلاق بعملنا العربي المشترك إلى المستوى الطموح دون وحدتنا ونبذ خلافاتنا.

إن مساحة الاتفاق بيننا أكبر من مساحة الاختلاف، وعلينا أن نستثمر هذه المساحة من الاتفاق، وأن نعمل في إطارها الواسع لنرسم لنا فضاء عربيا حافلا بالأمل والانجاز حتى نحقق الانطلاقة المنشودة، ونكون قادرين على المضي قدما بعملنا العربي المشترك، فالدوران في فلك الاختلاف الضيق سيرهقنا ويبدد وقتنا ويؤخرنا عن اللحاق بآمالنا.

أصحاب الفخامة والسمو إننا ندرك أن عملنا العربي المشترك لا يمكن له أن يستقيم دون أن نحقق معدلات التنمية المستدامة التي ننشدها لشعوبنا والتي تواجه تحديات جمة، لعل في مقدمتها ما سيشهده العالم من شح في المياه، الأمر الذي يجعلنا مطالبين ببحث دراسة ومصادر توفير هذا العنصر المهم وتعزيزها بما يضمن استمرار تدفقها وإبعاد شبح الصراع والتوتر عن عالمنا والذي توحي به وللأسف مؤشرات عديدة.

أصحاب الفخامة والسمو نعاني جميعا من ظاهرة الإرهاب التي تصاعدت مؤخرا تحت ذرائع وشعارات مختلفة دينية وعقائدية تهدف إلى قتل الأرواح البريئة وترويع الآمنين وتعطيل التنمية، والمستهدف هو أمن العالم واستقراره والبشرية كيانا ومكتسبات.

لقد نبذت الأديان السماوية هذه الظاهرة البغيضة وجرمتها القوانين لتضع على عاتقنا مسؤولية جسيمة في مكافحتها.

إننا مطالبون بمضاعفة جهودنا والانضمام إلى ركب الجهود الدولية الرامية لوأد هذه الظاهرة الخطيرة مهما كان شكلها أو هدفها أو مصدرها وتخليص البشرية من شرورها لينعم العالم بالأمن والاستقرار.

أصحاب الفخامة والسمو، تدخل الكارثة الإنسانية في سوريا عامها الرابع حاصدة عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء من الأشقاء، مدمرة كل مظاهر الحياة، مهجرة ما يقارب نصف تعداد سكان سوريا في ظروف معيشية قاسية في كارثة هي الأكبر في تاريخنا المعاصر، ودعوني هنا أن أتوقف بكل الأسى والألم عند التقرير الأخير الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والذي أكد أن الكارثة في سوريا قد تسببت في ضياع جيل كامل، إذ إن خمسة ملايين وخمسمائة ألف طفل سوري يعيشون في مهب الريح، وأن ثلاثة ملايين طفل هجروا مدارسهم وأن معدل الضحايا من الأطفال هو الأعلى بين أي نزاع في وقتنا الحاضر. إننا أمام واقع أليم وكارثة إنسانية وأخلاقية وقانونية لن تجدي معها عبارات التنديد، ولن تنهيها كلمات الألم والحسرة، فالخطر محدق والخسائر جسيمة، ويخطئ من يعتقد أنه بعيد عن آثارها المدمرة، والأيام أثبتت بأن خطر هذا النزاع المدمر قد تجاوز الحدود السورية والإقليمية، ليهدد الأمن والاستقرار في العالم، وأمام هذا الواقع المرير نكرر الدعوة إلى مجلس الأمن الدولي، ليعيد للعالم مصداقيته باعتباره الجهة المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين، وأن يسمو أعضاؤه فوق خلافاتهم، ليتمكنوا من الوصول إلى وضع حد لهذه الكارثة.

إننا نشعر بمأساة أشقائنا ونعمل جاهدين على التخفيف من وطأتها، إذ استجابت بلادي الكويت مرة ثانية لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، فاستضافت المؤتمر الدولي الثاني لدعم الوضع الإنساني في سوريا، وقد تمكنا بفضل من الله تعالى، ثم بمشاركتكم ومشاركة الدول الصديقة الفاعلة والسخاء المعهود في الوصول إلى الهدف الذي من أجله عقد المؤتمر، لنساهم في التخفيف من معاناة أشقائنا، ونؤكد لهم وقوفنا إلى جانبهم، وقد تم تحويل كامل تعهداتنا خلال المؤتمر إلى الوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، لتباشر بدورها الاستفادة من تلك المبالغ في توفير متطلبات أشقائنا.

قال سمو أمير البلاد في كلمته إن العقلية الإسرائيلية، الرافضة للسلام، والمقوّضة لجميع الجهود التي تبذل لإنجاح مسيرته، ما زالت عائقاً أمام تحقيق أهداف هذه المسيرة التي نتطلع إليها، وذلك عبر إصرارها على بناء المستوطنات والانتهاكات المتطرفة الهادفة إلى السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير معالمه.

إننا لن ننعم بالاستقرار وبالسلام ما لم تتخل إسرائيل عن نزعتها العدوانية وتجنح إلى السلم.

إن السلام العادل والشامل في المنطقة الذي نتطلع إليه جميعاً لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية.

ومن هذا المنبر أجدد الدعوة إلى الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط إلى تحمل مسؤولياتها، والضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لجميع قرارات الشرعية الدولية، ووقف الاستيطان، مشيدين في هذا الصدد بجهد الولايات المتحدة الأميركية ودورها في استئناف التفاوض لعملية السلام في الشرق الأوسط.

جدد سمو الأمير «الدعوة إلى الأصدقاء في إيران لمواصلة تنفيذ التعهدات الواردة في الاتفاق المبدئي الذي وقّع، والذي تضمن خطة العمل المشترك التي وقّعتها مجموعة 5 + 1 (خمسة زائد واحد) وإيران في 24 نوفمبر 2013، بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك لتبديد القلق لدى دول المنطقة بشأن برنامجها النووي، وبما يعزز ثقة المجتمع الدولي ويبعد جميع مظاهر التوتر عن منطقتنا، لننعم بالاستقرار ونركز جهودنا في تحقيق تطلعات شعوبنا».

هنّأ سمو الأمير في كلمته «الأشقاء في اليمن على ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من توافق وطني يعد خطوة ضرورية في هذه المرحلة الدقيقة ستسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الذي يأتي منسجماً مع أهداف المبادرة الخليجية المجسّدة للحرص على وحدة الجمهورية اليمنية، واحترام خيارات شعبها الشقيق».

وقال سمو الأمير: أصحاب الفخامة والسمو، نهنئ الأشقاء في جمهورية مصر العربية على ما تحقق من خطوات مهمة في تنفيذ خارطة الطريق، بما يحقق الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد العزيز، ليعود لممارسة دوره الرائد تجاه قضايا أمتنا العربية، متمنين لهم التوفيق والسداد في تحقيق تطلعات شعبهم الشقيق بالاستقرار والازدهار.

وتابع سموه: «نهنئ الأشقاء في لبنان على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة والتي تأتي استحقاقاً مهماً في هذه الظروف الدقيقة لتتمكن من ممارسة مهامها في كل ما من شأنه استقرار لبنان وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق.

كما نهنئ الأشقاء في تونس على إقرار الدستور الجديد ليرسم مرحلة جديدة تجسّد حرص الأشقاء على تحقيق الاستقرار والتمسك بالديموقراطية والانطلاق في العمل على ازدهار بلدهم وتنميته».

الشيخ سلمان يثني على دور الإعلاميين في تغطية القمة العربية في الكويت

أشاد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام العربية والأجنبية في خلق بيئة ملائمة لتحقيق النجاح في القمة العربية الخامسة والعشرين التي تستضيفها دولة الكويت.

وأدلى الشيخ سلمان، الذي يشغل منصب وزير الدولة لشؤون الشباب أيضا، بهذه التصريحات خلال مأدبة عشاء أقيمت على شرف الصحفيين الذين شاركو في تغطية القمة على مدى يومين.

ونقل تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى الصحافيين.

من جهة أخرى، أكد الشيخ سلمان أهمية الاعلام باعتباره المكمل لأي قمة فهو يعد عين الشعب على هذه القمم وله دور كبير في نقل الصورة للجمهور.

جاء ذلك خلال استقبال الشيخ سلمان الحمود لعدد من الإعلاميين العرب والأجانب الذين حضروا لتغطية أعمال القمة العربية في الكويت.

وبحث الشيخ سلمان مع الاعلاميين عدد من القضايا الاعلامية الراهنة على الساحة العربية وسبل تعزيز التعاون بين وزارة الاعلام ومؤسساتهم الاعلامية بما يخدم الشعوب العربية.

بدورهم، اشاد الاعلاميون بما شهدته القمة من حراك دبلوماسي والدور الكبير الذي قامت به دولة الكويت لاستضافتها في مثل هذا الوقت الحساس بحكمة وخبرة وسياسة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأعرب الاعلاميون عن الشكر على ما لقوه من ترحيب وضيافة وتوفير جميع السبل لتسهيل أداءهم لمهامهم في نقلهم لأعمال القمة مهنئين الكويت قيادة وشعبا على النجاح الباهر الذي تحقق في القمة والذي يدل على تميز الكويت بأجواء الحرية الاعلامية  التي لمسوها خلال أداءهم لأعمالهم.

المركز الاعلامي

وقدم المركز الاعلامي المصاحب للقمة تسهيلات عديدة في اطار توفير كل المتطلبات التي يحتاجها الاعلاميون الضيوف والمراسلين العرب والاجانب في تغطية أعمال القمة.

وتم تجهيز المركز بكافة وسائل الاتصال الحديثة من استوديوهات البث التلفزيوني والاذاعي واكثر من مائة جهاز كومبيوتر وخدمات الانترنيت ذات السرعة العالية والاتصالات الهاتفية وتوفير النشرات الاعلامية والاخبارية والمطبوعات التي ساهمت في تسهيل وانجاح مهمة الاعلاميين.

وزير الإعلام الكويتي سجّل نقلة نوعية في إطار خططه التطويرية والتنظيمية

يتميّز وزير الاعلام الكويتي ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح الحمود الصباح، بالعمل والعطاء، فهو حركة دائمة لا تهدأ (كخلية نحل)، دون ملل او كلل، قد عكست شخصيته الرؤيوية للمستقبل، والشيخ الشبابي المجبول بشهامته الكويتية وأصالته العربية.

لكن الملفت لكل مراقب، وبالرغم من نشاطاته العديدة والتزاماته الكثيرة سجّل الشيخ سلمان في فترة قصيرة، نقلة نوعية قلّ نظيرها في اطار خططه التطويرية والتنظيمية التي أدخلها الى وزارتي الاعلام والشباب، الهادفة الى إبراز ما تملكه الكويت من ثروة إنسانية وشبابية وثقافية في العالمين العربي والخارجي.

ففي اطار التنمية المستدامة للوطن، اعتبر وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح ان المشروع الوطني التطوعي الشبابي (معا..الكويت في التنمية) «اسم جميل» يحمل في اعماقه الكثير لبناء الكويت وتنميتها، مؤكداً ان الشباب هم الثروة الحقيقة التي لا تعادلها ثروة أخرى مبينا ان الدولة تعتبر الشباب في مقدمة مرتكزاتها الأساسية التي تعتمد عليها لتحقيق التنمية المنشودة حاضرا ومستقبلا.

وشدد الشيخ سلمان في المؤتمر الاسلامي الثاني لوزراء الشباب والرياضة الذي عقد في جدة، على وجوب العمل لوضع الأسس العلمية للتعاون المشترك في هذا المجال «لأن الشباب في العالم الاسلامي هم عماد مستقبلنا ما يجعلنا نتطلع الى تحقيق ما تبلور عن المؤتمر من انجازات لتحقيق أفضل أشكال الرعاية الشبابية في الأمة الاسلامية».

وفي مهرجان اجيال المستقبل في دورته الـ25 على مسرح عبد العزيز حسين بمشرف، أكد الشيخ سلمان ان الاطفال والناشئة هم على قمة اولويات الدولة لكونهم صناع الغد المشرق

واضاف: ما يزيد من أهمية مهرجان أجيال المستقبل انه يأتي في خضم الظروف والمتغيرات الصعبة التي يعيشها وطننا العربي، ومن الاهمية بمكان حماية أطفالنا من مظاهر العنف والتعصب، وان نعمل على غرس قيم التسامح والتعايش والمحبة التي جبلنا عليها ونعتز بأننا نتناقلها من جيل الى آخر ونضيف اليها كل ما هو انساني.

واكد الشيخ سلمان خلال استقباله فريق الكويت في منظمة رواد للاعمال العالمية، اهمية دور الشباب الكويتي المستنير في مشاركة الحكومة بعملية صنع القرار وتوجيه السياسات العامة نحو الاصلاح الشامل بشكل عام والاقتصادي على وجه الخصوص.

كما وشدد خلال اجتماعه بفريق عمل دراسة ظاهرة العنف لدى الشباب على أهمية أن تتبنى مؤسسات الدولة مشاريع حيوية لمعالجة هذه الظاهرة المقلقة للعالم أجمع في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يعد أحد أبرز مسببات انتشارها «بعدما أصبح العنف أحد أبرز أساليب الترفيه عبر البرامج الإلكترونية».

الميدل ايست تايمز الدولية -

استراليا

إدارة «الميدل ايست تايمز الدولية»، تشيد بالتنظيم الراقي وتجهيز المركز الاعلامي المصاحب لاعمال القمة بمختلف وسائل الاتصال الحديثة من أجهزة كمبيوتر وانترنت، وبالجهود الكبيرة التي قدمتها وزارة الاعلام بكافة قطاعاتها، وبالاخص الإعلام الخارجي في اطار ما وفره من خدمات وتسهيلات لمهام الاعلاميين العرب والاجانب في تغطية ونقل فعاليات القمة.

 

البدر: الدول العربية تستفيد بنسبة 56 في المئة من اجمالي مساعدات الصندوق الكويتي للتنمية

قال مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عبد الوهاب البدر هنا اليوم ان الدول العربية تستفيد بنسبة 56 في المئة من المساعدات التي يقدمها الصندوق.

واضاف البدر في لقاء مع الاعلاميين العرب والأجانب الذين توافدوا الى الكويت لتغطية اعمال القمة العربية بالكويت ان حصة الدول العربية لا تزال مرتفعة على الرغم من التوسع في نشاط الصندوق في عام 1974 ليشمل دولا افريقية وآسيوية.

وردا على سؤال يتعلق بالدول التي تتخلف عن السداد قال البدر ان المؤسسات التمويلية لا يمكنها الاستمرار في عملها إلا إذا حصلت قيمة القروض التي قدمتها للدول المستفيدة وبالتالي فإن الدول التي تتخلف عن السداد لمدة 45 يوما فإنها لا تتلقى تمويلات جديدة.

واكد البدر أن الصندوق يسعى خلال الفترة المقبلة إلى مواصلة مسيرته التنموية التي تجاوزت نصف قرن والاستمرار في دعمه للتنمية في الدول العربية والدول النامية الأخرى التي يتعاون معها معتمدا في ذلك على موارده الذاتية وخبرته العملية.

واوضح ان الغرض من انشاء الصندوق الكويتي للتنمية عقب استقلال دولة الكويت في عام 1961 هو مساعدة الدول العربية في تنمية اقتصاداتها من خلال تقديم قروض ميسرة لانجاز المشاريع التنموية في مجالات متعددة.

وأشار إلى ان الصندوق الكويتي قدم منذ انشائه وحتى الأن نحو 850 قرضا لنحو 104 دول حول العالم.

وأكد ان كثيرا من دول العالم ابدت استغرابا من قيام الكويت عقب استقلالها مباشرة بتأسيس مؤسسة تنموية لمساعدة الاخرين.

وقال ان “الكويت دائما سباقة في تقديم يد العون وظهر ذلك بوضوح عندما تم تأسيس هيئة الجنوب والخليج العربي في الخمسينيات التي كانت تقدم المنح لدول الجوار لانشاء مشاريع اجتماعية وخاصة المدارس والمستشفيات».

وأكد البدر على ان “فكرة تقديم العون متأصلة لدى الكويت والكويتيين ولكنها تحولت إلى عمل مؤسسي مع إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية».

وذكر ان من أهم اهداف الصندوق تقديم القروض الميسرة للدول المستفيدة بأقل تكلفة ممكنة.

وأوضح أن هناك دولا تحصل على قروض بفائدة تبلغ نسبتها 5ر0 في المئة وأخرى تصل إلى واحد او اثنين في المئة حسب طبيعة المشروع والوضع الاقتصادي للدولة المستفيدة فضلا عن مدة التنفيذ.

وبين أن الصندوق يقدم أيضا المعونات والمنح التي تساعد بعض الدول في عمل الدراسات الخاصة بالمشاريع مؤكدا في الوقت نفسه ان دعم الصندوق ليس قاصرا على دول بل أن دعمه يصل إلى مؤسسات التنمية العربية والإقليمية علاوة على مساهمته في إنشاء مؤسسات تنموية عربية وعالمية.

وذكر ان الصندوق الكويتي للتنمية يعمل في إطار قناعة راسخة بأهمية العمل المشترك ولديه استراتيجية واضحة قوامها التركيز على البنية التحتية والمشاريع الاجتماعية للدول التي تتلقى الدعم مبينا أن الصندوق بدأ يولي اهتماما كبيرا ومنذ عام 2000 إلى هذه النوعية من المشاريع.

واوضح البدر انه منذ عام 2007 مع بدء أزمة الغذاء العالمي يقوم الصندوق بالتركيز على المشاريع الزراعية بشكل موسع.

وأضاف ان الصندوق ساهم في دعم الأبحاث الخاصة باستغلال كل ما هو متاح لدى الدول المستفيدة مشددا على أن الصندوق يولي اهتماما بالدول العربية في جميع مجالات التنمية مثل الزراعة والصناعة والنقل والطاقة.

واستعرض بعضا من اسهامات الصندوق الحديثة في عدد من الدول العربية قائلا انه قدم منحه الى اليمن فيما يعتزم توقيع اتفاقية قرض لتمويل مشروع كهرباء في جيبوتي خلال أبريل المقبل مضيفا ان الصندوق سيقوم ببناء خمس مدارس في فلسطين بالتعاون مع البنك الاسلامي للتنمية.

واعرب البدر عن الأمل في أن يتزايد نشاط الصندوق في مصر خلال الفترة المقبلة لافتا إلى اتفاقية قرض لمشروع كهرباء سيتم توقيعها في اخر يوم من السنة المالية للصندوق والتي تنتهي في 31 مارس الجاري.

وذكر أن الصندوق استأنف نشاطه بعد فترة توقف محدودة عقب غزو النظام العراقي دولة الكويت في عام 1990 من خلال مكتب لندن ليستمر في تقديم التمويلات الخاصة بالمشاريع التي تم توقيع اتفاقياتها قبل الغزو «حرصا على عدم تضرر الدول المستفيدة من توقف مشاريعها التنموية».

وأضاف ان “الصندوق قدم قروضا جديدة للعديد من الدول خلال هذه الفترة العصيبة في تاريخه».

وأكد البدر على حرص الصندوق على التنسيق التام بين المؤسسات العربية التنموية وكذلك الإسلامية أو التابعة لدول أوبك مثل صندوق (أوفيد) لمناقشة المشاريع المشتركة وتبادل الآراء حول قضايا التنمية المختلفة.










              Pages   1 |