العناوين

عهد جديد لبقاء لبنان وسط التحديات الديموغرافية




عهد جديد لبقاء لبنان وسط التحديات الديموغرافية

أخيراً... وبعد مرور سنتين وخمسة أشهر على الفراغ الرئاسي في لبنان، انتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية بأكثرية 83 صوتاً من أصل من 127 نائباً في المجلس النيابي اللبناني، بعد قبول استقالة النائب روبير فاضل.

وكانت هذه النتائج قد جاءت واضحة بعد «خبيصة» مذهلة من التلاعب في التحالفات المحلية والإقليمية ضاعت فيها الطاسة الى حد لم يعد يعرف من هم المتحالفون ومن هم المتخاصمون.

في أي حال، اننا في هذه المناسبة الجليلة، نتقدم من الرئيس الجديد العماد ميشال عون، بأحر التهاني، راجين له التوفيق بمهمته الجديدة، التي نعتبرها مهمة صعبة للغاية، حيث لا يزال يختلط فيها الحابل بالنابل، محلياً وإقليمياً.

وفي هذا السياق، نريد ان نعلن دعمنا للرئيس الجديد، طمعاً بأن يسلم بلدنا لبنان، ويخرج من محنته الحالية القاتلة، التي تهدد مصيره، أكثر من أي وقت مضى.

بعد انتزاع الرئاسة من قلب الفراغ، الذي دام لسنتين وخمسة أشهر، عدنا لنقول ان الوطن قد وضع على سكته الصحيحة من جديد ومع أمل كبير، رغم التحديات العديدة ووجود الملايين من اللاجئين على أرضه التي تضيق بأهلها .

مرحلة جديدة تبدأ مع عهد الرئيس العماد ميشال عون، والشعب اللبناني بكل فئاته ومشاربه، لديه الثقة والأمل الكبيرين، بأن لبنان سينهض من جديد نحو تعزيز المؤسسات والتنمية الاقتصادية والسياحية، رغم التجاذبات والخلافات السياسية من هنا وهناك.

ولكن ما نخشاه هنا، من ان ينتقل فراغ الرئاسة الاولى الى الرئاسة الثالثة، أي الفراغ الحكومي، الذي قد يكون محوره الزعيم السني سعد الحريري، بعد تسميته بـ 112 نائباً. ويجب ان لا ننسى، ان الرئيس المنتخب والمحسوب أصلا على تيار الثامن من آذار، المؤيد لحزب الله وسوريا، عقد اتفاقات مع تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» اللذين يقفان في الجانب الآخر.

اذا كان المعنيون بالامر، قد استطاعوا حل عقدة الفراغ، في الرئاسة الاولى بعد سنتين ونصف، بانتخاب رئيس جديد للبلاد، فهل بإمكانهم حل عقدة تشكيل الحكومة الجديدة، لأن هذا الأمر، يرتبط بقوة في الصراع القائم في المنطقة.

نتمنى من هذه الناحية، أن يكون هناك تحت الطاولة شبه اتفاق بين الاطراف المعنيين، لتسيير أمور البلد، لكن ذلك من الصعب أن يكون سهلاً، لأن الصراع السعودي - الإيراني، لا يزال على حدته، في جميع أنحاء الوطن العربي، المتفجر سياسياً وعسكرياً.

وفي بداية العهد الجديد، ينتظر اللبنانيون المعجزات، لأن الكوارث كثيرة، لكن أبناء وطن الأرز لا يدركون، أن العجائب قد أضحت نادرة في هذا الزمن العجيب.

أننا ندرك يا فخامة الرئيس، أنك ربما تريد أن تكون على مسافة واحدة من الجميع، لكن الصراعات الشرسة الحاصلة في المنطقة العربية، قد تجعل مهمتكم صعبة.

في النهاية، نريد ان نرفع الصوت عالياً قائلين: أننا سنكون معك في الدفاع عن وطننا الحبيب، وعن حقوق شعبه، وسنبقى ننشد ثقافة الحياة، لأنها تليق بنا، مقدّرين موقف الرئيس بري الشجاع، الذي تحدث عن الوفاء مويداً الحريري، وهذا يدل على نبل وأصالة هذا الشعب، وحرصه على سيادة الوطن واستقلاله.

رئيس التحرير




              Pages