التحرير

افتتاحية: زلازل وإنقلابات


افتتاحية: زلازل وإنقلابات

بعد وقوع الانقلاب في تركيا، كانت التفسيرات والتحاليل، قد اختلفت في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، هناك من قال أن الهدف الأساسي للإنقلاب، هو إعادة تركيا الى العلمنة بواسطة الجيش، التي كان قد أسسها سابقاً الزعيم التركي، او محرر تركيا المعروف «اتاتورك».

وبعد ان جنحت البلاد في زمن الرئيس الحالي أردوغان، الى ظلال الدين والطوأفة، ووسط هذه الأجواء، أكدت بعض وسائل الاعلام، ان الزعيم التركي «غولن»، الهارب الى الولايات المتحدة الاميركية، هو الذي يقف وراء محاولة الإنقلاب.

لكن بعض وسائل الاعلام، كانت قد لمحت الى أن الرئيس التركي أردوغان، هو من افتعل هذا الإنقلاب الصوري، بهدف ضرب أعدائه في الداخل، وتصفيتهم قبل أن يستفحل أمرهم.

يقال أن التفجيرات التي حصلت في تركيا، خلال السنتين الماضيتين، كانت تفسر انها من الاسباب المفتعلة، لخلق البلبلة قبل حصول الإنقلاب.

حتى الآن، يبدو أن الأهم في الموضوع الحاصل هو الخلاف الاميركي - الروسي، حول محاولات استقطاب الأطراف في تركيا.

وفي هذا السياق، نرى أن القيادة الروسية، تريد أن تدعم الحكومة التركية الحالية التي يقودها أردوغان، لضرب التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة الاميركية وتركيا. وهذا الأمر قد يبدو ناجحاً حتى الآن، خاصة وان الرئيس أردوغان، يعتبر أن الاميركيين هم الذين قدموا الدعم لـ غولن، الموجود في اميركا منذ زمن.

لذلك، في رأينا أن الاميركيين حتى الآن، قد خسروا أهم حليف في المنطقة، ولا بد من أن تكون هناك ردة فعل كبيرة، للولايات المتحدة على هذا الموضوع، لكن لا يستبعد المحللون، أن يبتدع الاميركيون، حرباً جديدة لتركيا، مع أي دولة حليفة مجاورة، قد تستطيع القيام بهذا الدور.

إن كل ذلك، كان لا بد من ان يحصل خلال «الوقت الضائع»، التي تعيشه الولايات المتحدة قبل الانتخابات.

لذلك، اصبح من غير المستهجن، أن تتحدث وسائل الاعلام عن إنقلاب قد حدث أخيراً في تركيا، لأن المنطقة العربية تعيش اليوم حالة الحروب الدائمة. وفي هذا الاتجاه، أي أتجاه الإنقلابات، ندرك أن في لبنان، قد حصل إنقلاب بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، منذ سنتين تقريباً، لكن هذا الإنقلاب، بمعيار 1،25 على مقياس ريختر السياسي.

يقال أن عدم انتخاب رئيس في لبنان، هو ليس إنقلاب على الدستور، أو على طائفة معينة، ينتخب رئيس البلاد من ابنائها، لأن الاتفاقات التقاسمية قد نصّت على ذلك.

من هنا، نجد ان هذه المجزرة الدستورية، يجب ان تتوقف، رغم أن عملية تدجين المسيحيين للقبول بهذا الواقع المذري، لا تزال قائمة على قدم وساق.

لذلك، حان الوقت لتسمية الاشياء باسمائها، لأن مصير الصيغة اللبنانية، قد أضحى بخطر، واذا استمر السير في هذا الاتجاه، لا بد من أن تكون النتائج مخيفة للغاية. فاذا كانت إيران ممسكة بهذه الورقة، فعلى المجتمع الدولي، أن يحاول محاولات جدية، لإخراج البلد من عنق هذه الزجاجة.

بالطبع، إن قطع رأس الدولة بهذا الشكل، قد يميت جسدها الكامل، فهل المطلوب قتل لبنان من خلال هذه الممارسات؟

وهل بعض المسيحيين يدركون ماذا يفعلون؟  

                                                             رئيس التحرير




              Pages