التحرير

في الذكرى الأولى للفراغ الرئاسي في لبنان..

لماذا يصرّ بعض المسيحيين على قتل ذاتهم؟




في الذكرى الأولى للفراغ الرئاسي في لبنان

لماذا يصرّ بعض المسيحيين على قتل ذاتهم؟

في الخامس والعشرين من آيار الماضي، يحتفل معطلوا انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، بالذكرى السنوية الأولى للفراغ الرئاسي الذي حوّل لبنان الى مزرعة، والذي كان ولا يزال ذروة في الاستهتار بالشعب اللبناني وبالدستور والقوانين والتاريخ والوجود اللبناني في جميع اقطار الدنيا.

إن مهزلة تدجين اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة لقبول هذه "المجزرة المعنوية" حوّلت لبنان من بلد ذكي له الإعتبار والمجد بين الدول الديمقراطية، الى بلد هش لا يحترم تاريخه وشعبه ودستوره ولا حتى الدجاجات فيه.

فإذا كانت مقارنة هذا الفراغ هي مقارنة مع دول المنطقة الواقعة في آتون القتل والتدمير؟ فهنا ربما يعتبر الوضع مقبولاً الى حد معين.

أما اذا كانت المقارنة مع الدول التي تحترم شعوبها ودساتيرها وقوانينها، فنحن نقول أن مرور سنة كاملة على الفراغ الرئاسي هو وصمة عار على كل لبناني يؤمن بلبنان وبتاريخه وشعبه.

واذا كان المعطلون يبررون فعلتهم بأسباب واهية، فنحن نقول لهم أن لا شيء تحت الشمس يستطيع أن يبرر خيانتهم للدستور والشعب والوطن الذي يجب أن يبقى على مستوى عال في ممارسة الديمقراطية بين دول العالم.

وإذا كان البعض يعزو هذه المجزرة المعنوية الى ضغوط خارجية، فنحن نقول لهم أن مصالح ومعنويات 4 ملايين لبناني هي أهم بكثير من تأمين مصالح الآخرين مستمتعين فوق أرضنا وعلى حساب ابنائنا.

أما اذا كان القصد من هذه المجزرة هو تهميش المصير المسيحي في البلد الى حد استضعاف الذات والرحيل، نقول أن عدم التصدي المسيحي بكامل مكوناته هو مساهمة بذبح الذات، ومساهمة في قتل وطن كانوا العامود الفقري في بنائه المادي والمعنوي.

من هنا، ندعو المسيحيين بكل محبة الى رفض الأمر الواقع مهما كان صعباً، ولا ندعوهم لرفض التدجين فقط، بل لإعلان الثورة على كل من يحاول هدم كيانهم الذي كان وما زال مهدداً بالإنقراض، واذا كانوا عكس ذلك، فأن لعنة التاريخ ستطالهم اينما كانوا.

وفي النهاية، اذا كانت الاهداف الحقيقية من هذه الممارسات هي تغيير النظام وطرح المثالثة كنظام بديل، فليطرح الهادفون هذا الأمر بجدية مطلقة حول طاولة حوار، وليس الضغط من خلال قطع الرأس عن الجسد، لأن قانون الطبيعة يقول: لا يعيش جسد بدون رأس.

ولكن لا ندري اذا كان رئيس الجمهورية في لبنان هو لا يزال يحسب بمثابة الرأس، بعد أن بتروا منه الأنف والأذنين وفقأوا عينيه، وهو لا يملك حالياً سوى الفم الذي يأكل منه، ليبقى فقط على قيد الحياة كشاهد زور لا يليق به البقاء!

رئيس التحرير




              Pages