التحرير

إفتتاحية العدد: غزة في زمن التشتت العربي

غزة في زمن التشتت العربي




إفتتاحية العدد:

غزة في زمن التشتت العربي

ان حرب غزة بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، لا تبدو أنها حرب الصدفة، بل أنها حرب مخطط لها، تصب في مشروع تقسيم المنطقة، وفي زمن تبعثرت فيه القوى العربية حيث تواجه القتل والتهجير، في سياق الربيع العربي القاتم.

من هنا، نرى ان اسرائيل تحاول بعدوانها على غزة تدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء وتهجير المزيد من الفلسطينيين بحجة تدمير الانفاق والحد من قدرات حماس العسكرية، منعاً من ان تنمو وتكبر.

في أي حال، ان الوضع العربي اليوم، يبدو متشرذماً منهكاً، قد يستطيع المخططون إختراقه في أي لحظة. لذلك نستطيع القول، أن ما يحصل في غزة، هو ليس من قبيل الصدفة، بل أنه مخطط له لتهجير المزيد من الفلسطينيين باتجاه لبنان والاردن الذي يساهم بعملية تقسيم المنطقة في إطار مشروع الشرق الاوسط الجديد .

أما من الناحية اللبنانية، فإن محاولات هدم الدولة القائمة على قدم وساق، هي محاولة لإيجاد وضع لبناني جديد يتناسب مع الوضع الفتنوي الذي تشهده المنطقة، مع العلم ان هناك في لبنان اليوم، اكثر من مليوني سوري يمثلون قنبلة موقوتة، قد تنفجر في وجه المسيحيين وغيرهم، عند أول إشارة سلبية في البلد، خاصة وان  داعش والنصرة وغيرهم من التكفيريين والمتطرفين اصبحوا في عرسال وغيرها .

ان الخليط المرّ اليوم في الصراعات العربية، قد يعمل على إنتاج خريطة جديدة للمنطقة، والصراع السني الشيعي، قد يؤدي الى خلق دويلات متطرفة، تسيطر في النهاية على الأقليات، التي بدأت تمارس الهجرة.

وفي هذا السياق، يقول المحللون، ان نزوح المسيحيين من الشرق الاوسط لن ينعكس فقط على التركيبة الديموغرافية للمنطقة، بل سيؤثر ايضا على ثقافة المنطقة، حيث ان المسيحيين هم من يكسبون المنطقة الصفة العربية إضافة الى الإسلامية.

كما سينعكس ذلك على الافكار القومية والهوية الثقافية العربية والعلمانية التي لعبت المسيحية دورا كبيرا في تكوينها بالمنطقة.

في الخلاصة، نريد القول ان كل ما يحصل في المحيط العربي، يحصل لخدمة ومصلحة الكيان اليهودي، ومن هنا نعود للتأكيد، ان لا خلاص للدول العربية، إلا باللجوء السريع الى الوحدة والحوار من جديد، مبنية على أسس منطقية ووسطية وأفعال جدية، بعيدة عن الشعارات الفارغة التى أورثت الأمة العربية العديد من الهزائم.

ان سماء غزة الملبدة اليوم، بالغيوم المشبعة بالدم، نخشى ان تكون العنوان الأوضح، لما قد يجري لاحقاً في حياض المنطقة كلها.

الميدل ايست تايمز تثمّن قرار الشيخ سلمان الحمود

بدورها، إدارة مجلة «الميدل ايست تايمز الدولية، تثمّن وتشيد بالقرار التاريخي، لوزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت، معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، بوقف بث كل الحفلات الغنائية على التلفزيون الكويتي، تضامناً مع غزة.

ان قرار معاليه الوطني والمسؤول، يعكس أصالة وشيم شعب الكويت، وينسجم انسجاماً كاملاً، مع شعور كل عربي شريف، للكارثة الإنسانية التي تتعرض لها غزة البطلة، وأهلها الأبرياء.

كما وان قرار معاليه، يعكس مدى شعوره وألمه، لسيل دم الأبرياء من العدوان الاسرائيلي، خاصة وان معاليه يتحسس تماماً، ما ذاقت الكويت من ألم ومرارة، خلال تعرضها لعدوان وغزو صدام عام 1991.

ان القرار الصائب الذي اتخذه معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح، فهو يستحق كل التقدير والاحترام، لأنه يعتبر وساماً على صدور أبناء الأمة العربية، وسيبقى مدوناً في ذاكرة التاريخ بحروف من ذهب.                          

                                               رئيس التحرير




              Pages