التحرير

زيارة البابا للاراضي المقدسة




زيارة البابا للاراضي المقدسة

ان زيارة البابا فرنسيس الثاني، يرافقه البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الأراضي المقدسة، هي وهج جديد لقضية فلسطين، لم تكن نكاية بالشعب العربي، او حباً بإسرائيل، بل كانت زيارة للأماكن المسيحية المقدسة، وللأرض التي ولد فيها المسيح، وللقبر المقدّس الذي صعد منه الى السماء.

وهذه الزيارة الجريئة للغاية، تأتي ثانياً للمسيحيين المهمشين، منذ سنوات طويلة في تلك الاراضي، وتجيء ايضاً لتدعم القضية الفلسطينية المعقدة، ولتطالب بالحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.

إن حراك رأس الكنيسة في هذا الاتجاه، نعتقد انه حراك كان يجب ان يتم منذ سنوات، لكنه يبدو أنه قد حصل مع وصول حبر أعظم، يتسم بالشفافية الإنسانية التي من مبادئها الأولى، رفع الظلم عن الشعوب المقهورة.

وكيف لا... وإن البابا فرنسيس، يعمل جاهداً الآن الى إعادة الكنيسة الكاثوليكية، الى جذورها التاريخية، لتشبه المسيح بالمحبة والتسامح.

ومن الممكن القول، أن الحلّ العادل الذي عجزت السياسات الدولية عن إتمامه عبر السنوات، ربما من المستطاع، أن يأتي بواسطة الحراك البابوي، الذي يهدف الى تحقيق السلام ونشر المحبة، والذي نرى منه انقلاباً جديداً على الفجور السياسي، الذي تبنّى قهر الشعوب، وسياسات المصالح، على مر السنين الماضية.

 أما بالنسبة لزيارة البطريرك الماروني، للاراضي المقدسة برفقة الحبر الأعظم، ومحاولة تشويه حقيقتها، فنحن نقول، أن غبطة البطريرك لم يذهب الى الاراضي المقدسة، لإبرام اتفاقيات سياسية، او عسكرية مع اسرائيل، بل ذهب ليحج الى الارض التي ولد فيها سيّده المسيح، ولإعطاء بارقة أمل للمسيحيين الموجودين هناك، وللتأكيد أن الكنيسة تعود الآن اليهم، بعد أن تهشم مصيرهم عبر السنوات.

صحيح أن اسئلة كثيرة قد طرحت حول الزيارة الى دولة عدوة، لكن عدم الزيارة ايضاً، سيبقى قضية فلسطين متحجرة في متاهات الماضي، ولا من إشراقة جديدة، قد تقدّم أملاً نورانياً بحل هذه القضية.

في أي حال، ومهما حاول البعض تشويه الأهداف السامية لهذه الزيارة، سنظل نقول، ان هذه الزيارة هي زيارة تاريخية وشجاعة بامتياز، جاءت من رأس الكنيسة الجديد، الذي يعمل جاهداً، ليعيد روحية السيّد المسيح، التي تؤمن بالمحبة والتسامح والعدالة، ورفع الظلم عن الشعوب المقهورة، كشعب فلسطين.

                                                                                          رئيس التحرير




              Pages