إنّ العدالة الحقيقية لا تتجزأ. بقلم نضال شهاب





عندما تُستنفر الدولة لفرد... ويُقتل المئات بصمت
بقلم نضال شهاب، كاتبة وإستاذة جامعية 

العدالة لا تتجزأ، وأنا أتضامن مع أهل الضحية إيليو أبو حنّا من كل قلبي.
وأقول: من المؤلم جدًا أن يُقتل شاب بطريقة الخطأً في بيروت، ومن الطبيعي أن تنهار المشاعر، وتتحرك القوى الأمنية، وتُفتح التحقيقات على مصراعيها وتتضامن الفعاليات السياسية والإعلامية وغيرهم..
لكن الأكثر إيلامًا أن نرى الدولة تستنفر لجريمةٍ واحدة، بينما يُقتل العدو شهريًا العشرات من الشباب اللبنانيين، دون أن يُحرك أحد ساكنًا.
إنّ مأساة إيليو أبو حنّا يجب ألا تُنسينا المأساة الكبرى التي يعيشها شعبٌ بأكمله خلف الأسلاك والنار، وأيضًا داخل الوطن نفسه.
فهناك حالات مأساوية لا تقل فداحة عم ما حصل للمغدور إيليو  كالسيدة التي استشهد زوجها وأولادها في حادثة مأساوية، والأم التي استشهدا ولداها على مرأى من أعينها، وموظف رسمي يعدم  اثناء نومه واربعمئة  بطل يسقطون ولا يحسبون، أهاليهم يحتسبون ويصيرون ويرابضون …وخسارات في الازراق وليس فقط في الأرواح.. والكثير من الحوادث اليومية التي تهز  القلوب، ولا تلقى سوى صمت رسمي وإعلامي نسبي.
لا نقلّل من فداحة ما جرى في مخيم شاتيلا، فكل روح تُزهق ظلمًا تستحق أن تُبكى وأن يُنصف أهلها، لأنّ العدل لا يتجزأ، والإنسانية لا تعرف انتقاء الألم.
لكن من حقنا أن نسأل:
أين العدالة عندما تتحوّل حياة أبطال إلى نشرات أرقام؟
ولماذا يتحرّك الضمير حين يسقط فرد واحد، بينما تُترك مآسي أخرى دون اهتمام أو متابعة…
إنّ العدالة الحقيقية لا تتجزأ.
ومن يتألم على إيليو، عليه أن يتألم أيضًا على كل من يُقتل يوميًا في وطنه، سواء بسلاح العدو أو بالعنف اليومي داخل المجتمع، لأنّ الدم واحد... والوجع واحد... والإنسانية لا تُقاس بالجغرافيا او بالطائفة  أو بالعدد …
فإن كانت الدولة قادرة على التحقيق في جريمة واحدة، فعليها أن ترفع صوتها أيضًا في وجه كل جريمة ترتكب بحق الأبرياء، داخليًا وخارجيًا، حتى تصبح العدالة حقيقة محسوسة لكل اللبنانيين والفلسطينيين.
بقلم: نضال شهاب
تضامنًا مع إيليو، ومع كل ضحية تُقتل ظلمًا في لبنان وفلسطين ورفضًا للظلم والإعتداءات الهمجية على أهلنا اهل المقاومة والإباء…