التحرير

الافتتاحية: لا تخرجوا السعودية عن نهجها السلمي فهي صمام الأمان في العالمين العربي والإسلامي




لا تخرجوا السعودية عن نهجها السلمي فهي صمام الأمان في العالمين العربي والإسلامي

بعد ان كانت الحرب الإيرانية- السعودية، او بالأحرى الحرب الشيعية - السنية تجري بواسطة دول وقوى أخرى، نستطيع القول اليوم أن هذه الحرب قد أضحت حرباً مباشرة في اليمن، وهذا في رأينا أخطر ما يمكن حدوثه في تاريخ الصراع الإيراني - العربي.

وهذه الحرب التي بدأ الحشود لها في اليمن من الجانب الإيراني وعدداً من الدول العربية، على رأسها السعودية، يخشى أن تتطور الى حرب عالمية، كون الروس يدعمون إيران والأميركيون يدعمون السعودية مع الأوروبيين، إلا اذا كان هناك اتفاق مخفي بين الدولتين العظميين لضرب العرب بالفرس واقتسام المغانم التي على رأسها الثروات البترولية التي تعتبر من أضخم ثروات الكرة الأرضية.

لقد كان من المؤسف جداً أن تؤدي الاستفزازات الإيرانية في لبنان وسوريا والعراق وأخيراً في اليمن الى اجبار المملكة للخروج عن نمط تصرفها السلمي الذي امتازت به عبر السنوات الماضية. من هنا، أننا نخشى أن لا تكون المحادثات الاميركية - الإيرانية، حول المشروع النووي الإيراني فقط، بل قد تكون هذه الجلسات الحوارية جلسات لتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، وبالتالي لإنهاء نظام الشرق الاوسط الذي نعرفه منذ زمن بعيد.

في أي حال، أن ما يجري الآن على الساحة العربية - الإيرانية من تصعيد عسكري، يخدم من دون شك دولة اسرائيل والدول الأخرى المستفيدة من بيع السلاح.

ان هذا الوضع المأسوي، لا بد من أن يكون للعالم الغربي اليد الأولى، بل اليد الطولى في تسعيره، لأن من يستطيع ان يحاور إيران لمدى سنوات حول مشروعها النووي، يستطيع أيضاً ان يحاورها من أجل وقف محاولاتها التوسعية في المنطقة اذا اراد ذلك.

من جهة أخرى، لا بد أن نعترف أنه اذا طفح الكيل السعودي تجاه ما مارسته إيران في المنطقة، فذلك يكون أمراً طبيعياً، لا بل أمراً مقدساً لأنه يتّجه نحو تخليص شعوب عربية من الاستبداد والظلم المتأتيين من المخطط الإيراني الجديد. وكذلك أنه من المضحك المبكي أن تنشغل القوى العظمى بالمشروع النووي الإيراني، وبمحاولة تنظيمه لدرء أخطار محتملة... بينما نرى أن ما تفعله إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن هو الخطر الأكبر الذي يدمر المنطقة أكثر من القنبلة النووية بحد ذاتها.

وإذا سلمنا جدلاً بأن الصراع الاميركي - الروسي، قد وصل الى ذروته في التحدي الحاصل بين الدولتين، بالنسبة للشرق العربي واوكرانيا، فهنا نأمل، لا بل يأمل سكان الكرة الأرضية، أن يكون للدول الأوروبية، دوراً عاقلاً للغاية، يعمل على تبرير الأمور بين العملاقين الجبارين، لأن حرباً عالمية ثالثة، تستعمل فيها أسلحة الدمار الشامل، ستؤدي فعلاً الى دمار العالم.

قد يقول البعض، أننا نفرط في التشاؤم مما يحصل... لكننا نقول، إن الضوابط الكونية للحروب قد أضحت قابلة للتردي والإنحلال، طالما دمار البشر والحجر قد أصبح ممارسة يومية عند ذئاب الدول، وفي النهاية نعود ونقول: "لا تخرجوا السعودية عن نهجها السلمي، فهي صمام الأمان في العالم العربي، والمرجعية الواعية في العالم الاسلامي".




              Pages