التحرير

نريدكم نهجاً جديداً من قمة الرياض الى رياض القمم




نريدكم نهجاً جديداً من قمة الرياض الى رياض القمم

بعد المساعي الجبارة التي قام بها سمو أمير الكويت صباح الأحمد والزيارات التي قام بها الى دول خليجية، وبدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، عقدت القمة الخليجية الاستثنائية في الرياض لرأب الصدع الخليجي والخلاف الحاصل بين مصر وقطر.

قد أثمرت القمة نتائج جيدة، تلخصت بعودة سفراء المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الى دولة قطر، ويكون ايذاناً بفتح صفحة جيدة ستكون بإذن الله مركتزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المشترك والإنطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة.

من جهة أخرى، يبدو كذلك أن قمة الرياض قد اوقفت الحملات الإعلامية بين مصر وقطر، وهي ايضاً قد تدعو قطر الى الاعتراف بثورة 30 يونيو التي أطاحت الرئيس المعزول محمد مرسي وتسليم المطلوبين أمنياً من قيادات الأخوات في الدوحة.

في المقابل، كان الرئيس المصري السيسي قد قال: اننا ندرس العفو عن أثنين من صحفيي الجزيرة.

في ذات السياق، كان لا بد لنا من أن نثني ونشيد بالجهود التي بذلها سمو أمير الكويت، «قائد العمل الإنساني» من اجل انجاح هذه القمة، والتي تمثلت بجولات عدة قام بها الشيخ صباح الأحمد الى عواصم دول خليجية، واجتمع الى المسؤولين فيها تمهيداً لعقد قمة المصالحة.

إن النتيجة التي وصل اليها سمو أمير الكويت بلغ مداها الافاق، حيث تناولت أكبر الصحف العالمية هذا الإنجاز العظيم، في حين كانت توقعات الكثيرين بأن هذا الخلاف، ربما سيتعمق اكثر، وقد يصل الى حد أبعد من سحب السفراء بكثير، بل أن بوادر المصاحلة في واقع الأمر لم تكن مطروحة إلا قبل أيام، عندما سمو الأمير بجولاته لعواصم الدول الخليجية، بغية إيجاد علاج لهذا الجرح المكشوف، الذي بدأ يتغزى منه مرتزقة الخلافات ممن لم ترق لهم هذه الجهود.

في أي حال، اننا نتمنى أن تشهد قمة الدوحة المرتقبة في اوائل الشهر الجاري، تطبيقاً حقيقياً لتلك الأمنيات لأن مصالح الشعوب تبقى دائماً أهم من مصالح المصطادين في الماء العكر، من اجل اشباع رغبات خاصة.

في رأينا اليوم أن على القيادات العربية أن تعمل المستحيل من لقاءات وتنسيق ومؤتمرات، لسدّ الثغرات الخلافية بين الدول العربية التي تمر في مرحلة تعتبر من أصعب المراحل في تاريخها.

إن الدول العربية اليوم، تترنح بين خطرين، خطر الربيع العربي، عفواً «الترويع العربي» الذي دمر دولاً بكاملها، وخطر الارهاب الديني الذي تمارسه «داعش» حتى على المسلمين انفسهم.

من هنا، نرى ليس من واجب القيادات العربية حلّ الخلافات الآنية فقط، كردة فعل، بل من واجب هذه القيادات ان تجتمع من اجل وضع خطة مدروسة ومبرمجة لمحاربة كل من يريد تدمير العروبة وتشويه الديني الإسلامي.

                                                                                       رئيس التحرير




              Pages