يمكن أن تكون الحياة وحيدة في القمة





يمكن أن تكون الحياة وحيدة في القمة

رئيس التحرير

كل شخص يرتكب أخطاء ولا يوجد أحد مثالي في هذا العالم المثالي.

ولكن في الوقت الذي تكافح فيه رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان تداعيات كشفها عن علاقتها الشخصية الوثيقة مع النائب السابق المشين داريل ماغواير في لجنة الفساد المستقلة، من المهم بالنسبة لكل من يعمل في الحياة العامة التأكد من فصل علاقته الشخصية عن حياته العامة قدر الإمكان.

من العدل أن نحكم على من ارتكب جريمة شراً أو جشعاً، فلا عدالة أن يُحكم الإنسان بنية بريئة، بعيداً عن كل ما هو خبيث.

لكن يجب طرح أسئلة لتحديد براءة تلك النوايا.

هي نفسها قالت "لو علمت أن أي مخالفة قد ارتكبت في أي مرحلة لم أكن لأتردد في التصرف".

وكان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون قد أكد لها على "دعمه المطلق" بينما قال زعيم المعارضة الفيدرالية أنطوني ألبانيز إنها "لا ينبغي الحكم عليها" على أساس العلاقة.

قال المدعي العام لولاية نيو ساوث ويلز مارك سبيكمان: "هناك دعم بنسبة 100 في المائة لغلاديس في الحزب البرلماني الليبرالي"، لكن من الجدير بالذكر أن حديثه يتعلق بالولاء للحزب وليس كمسؤول الادعاء العام للقانون.

قد يكون هذا صحيحًا في العادة ولكن ليس في السياسة ولا عند التعامل مع قيادة أكبر ولاية في أستراليا.

كنا نتوقع أنها ستكون آخر شخص يتحوّل إلى ايكاك، لا سيما في وقت يتفشى فيه الفساد. لقد كرّست كل قوتها وتصميمها لخدمة الناس ومصلحة نيو ساوث ويلز.

منذ أن تولّت منصب رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز، عملت بجد وبدون كلل أو ملل، ليس أقلها في مكافحة جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى جهودها الهائلة خلال حرائق الغابات الصيف الماضي.

أما إعتراف ماغواير بأنه كان يدير عملية النقد من خلال مكاتبه البرلمانية والانتخابية الممولة من دافعي الضرائب كان لا بد أن يطمس الخط الفاصل بين الحياة العامة والخاصة.

وهذه الحالة تؤكد الحاجة للاهتمام والتصرف بحذر نحو شخص ما في دائرة الضوء العام.

لقد رأينا في مكان آخر ما يحدث عندما يعمل المسؤولون في الشأن لخدمة مصالحهم الخاصة.

وهناك جدال من قبل البعض أن إذا أخطأ الشخص في أداء وظيفته وهو منتخب من قبل الشعب، فليس من العدل أن يدفع الثمن أيضًا شخص آخر تربطه به علاقة شخصية. لكن الأشخاص في مواقع السلطة لا يمكنهم تحمّل أن يُنظر إليهم وهم يخونون ثقة الشعب. هناك قول مأثور: "الحياة وحيدة في القمة." لسبب وجيه.

رئيس التحرير