"...والله، والله، لبنان أكثر أمنا من أي ولاية في الولايات المتحدة الأميركية، هذا لبنان، لبنان أكثر أمنا من واشنطن نفسها..."

نصرالله: العقوبات على القطاع المصرفي هي لإحداث الفتنة بين اللبنانيين وتحريضهم ليحملوا المقاومة المسؤولية




"...والله، والله، لبنان أكثر أمنا من أي ولاية في الولايات المتحدة الأميركية، هذا لبنان، لبنان أكثر أمنا من واشنطن نفسها..."

نصرالله: العقوبات على القطاع المصرفي هي لإحداث الفتنة بين اللبنانيين وتحريضهم ليحملوا المقاومة المسؤولية

11 تشرين الثاني 2019

لبنان- أحيا "حزب الله"، "يوم الشهيد"، باحتفالات مركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الهرمل وبعلبك وصور والنبطية.

وأطل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، عبر شاشات كبيرة في المناطق الخمس، لإلقاء كلمة، استهلها بتقديم التعزية بوفاة العلامة السيد عبدالله شرف الدين نجل الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، ثم هنأ بذكرى المولد النبوي الشريف.

بعد ذلك تحدث عن المناسبة، مذكرا بأن "اختيار يوم 11 تشرين الثاني لإحياء "يوم الشهيد"، سببه أنه في يوم 11 من شهر تشرين الثاني سنة 1982، اقتحم الشاب الاستشهادي، الذي بات بحق لاحقا، فاتح عصر الاستشهاديين وأمير الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير، مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي المحتل في مدينة صور، بسيارته المليئة بالمتفجرات، وقام بتدمير المبنى بشكل كامل، مما أدى باعتراف العدو نفسه، إلى مقتل أكثر من مائة ضابط وجندي، بينهم جنرالات كبار في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية".

واعتبر أن عملية الشهيد أحمد قصير "كانت عملية تاريخية وعملية مدوية ومزلزلة، حتى الآن، عندما تعرض المشاهد كيف يقف شارون على أطلال المبنى المدمر والأشلاء المقطعة، شارون الذي كان يفاخر بإنجازه العظيم في احتلال لبنان ووصوله إلى العاصمة بيروت، وقف ذليلا وكئيبا وحزينا ومحبطا أمام هذه الهزة العنيفة، التي لحقت بجيشه، وألحقها شاب واحد اسمه أحمد قصير، واضطرت حكومة العدو أن تعلن الحداد العام في كيان العدو، أمام هول المصيبة التي لحقت بهذا الجيش".

وقال: "أنا في كل سنة كنت أقول، والآن أعود وأقول: الآن نحن في العام 2019، حتى الآن ما زالت عملية الاستشهادي أحمد قصير هي الأهم على الإطلاق في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، وفي تاريخ المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، من حيث الحجم والنوعية، ومستوى الخسائر الهائلة التي لحقت بالعدو في دقيقة واحدة وفي ضربة واحدة، بالرغم من تطور الكثير من العمليات النوعية، منها العمليات الاستشهادية، ومنها العمليات النوعية غير الاستشهادية، لكن ما زالت عملية الاستشهادي أحمد قصير تحتل المرتبة الأولى، بانتظار أن يأتي يوم وتنافسها عملية أخرى تتقدم عليها".

وأوضح "من هذه العملية، من تاريخها المميز، لأن الحدث هو الذي يعطي للزمان أحيانا قيمته وعظمته وأهميته، اخترنا أن يكون يوم الاستشهادي أحمد قصير، يوم العملية التاريخية، أن يكون يوما لشهيد حزب الله، اليوم هو بمناسبة الذكرى السنوية لكل شهدائنا فردا فردا، تعلمون أنه نحن عادة يعني مركزيا لا نقيم لكل شهيد ذكرى سنوية، لأن هذا قد يكون مربكا للناس وللحالة العامة، نتيجة كثرة عدد الشهداء، فغالبا نقيم له ذكرى اليوم الثالث أو الأسبوع السبعة أو الأربعين، يمكن في السنة الأولى، ولكن في الأعم الأغلب إلا بعض الاستثناءات، أهاليهم الذين يقيمون مجلس عزاء أو مناسبة في البلدة أو في القرية أو في حسينية قريبة".

وقال: "نحن نعتبر يوم الشهيد يوم 11/11 يعني هذا اليوم هو بمثابة الذكرى السنوية لكل شهيد من شهدائنا، الشهداء العلماء والشهداء القادة، أسماؤهم كلها معروفة لكم، الشهداء الاستشهاديون العظام، الشهداء المجاهدون الذين استشهدوا في العديد من الساحات والجبهات والمواقع، الشهداء من الرجال والنساء والولدان، الذين ينتمون إلى مسيرة المقاومة، هذه هي ذكراهم. وأهم صفة في شهداء هذا اليوم، أنهم كانوا أهل إيمان، أهل عقيدة وأهل رسالة، إيمانهم الكبير بالله تعالى، وسعيهم للحصول على رضا الله، وخوفهم من الله وحده، وطمعهم بما عند الله وليس بما عند الناس، وحبهم لله تعالى، وشوقهم إلى لقاء الله تعالى، هذه مميزات روحية ومعنوية ونفسية عالية جدا".

أضاف: "أعداؤنا يخطئون دائما في فهم حركات المقاومة في منطقتنا، ليس فقط في لبنان، طبعا هذه ليست خصائص فقط شهداء حزب الله، هي من خصائص شهداء الكثير من حركات المقاومة والمقاتلين من أبناء أمتنا، هم يتصورون أن هؤلاء هم مجموعة من المرتزقة، لأنه مثلا اليوم، ترامب هو أصلا يتصرف مع الجيش الأميركي على أنه جيش مرتزقة، مقابل الرواتب التي يتقاضاها ضباط وجنود في الجيش الأميركي، يرسلون لأداء مهمات في العالم، في أماكن مختلفة من العالم، يتقاضى بمقابلها أموالا أيضا، هم يتصورون أن كل الناس على شاكلتهم، ولكنهم لا يفهمون حقيقة هذه الأجيال من الشباب، التي هي ليست أجيال جديدة، هؤلاء هم أحفاد صحابة رسول الله وأهل بيت رسول الله في بدر وأحد، في كل المعارك في صدر الاسلام، المؤمنون بالله، الساعون الى رضا الله، العشاق للقاء الله، طالبو الشهادة والقرب من الله، هذه المسألة أعمق بكثير في خلفيتها الإيمانية والإنسانية والروحية والأخلاقية، وبالتالي تصنع إنسانا آخر ومختلفا، لذلك كان هؤلاء الشهداء، كان قتالهم في سبيل الله، وكان قتلهم في سبيل الله".

وتابع: "أما في الدنيا وما تركوه لنا، تركوا لنا كل هذه الانتصارات والإنجازات العظيمة، الشهداء وعوائل الشهداء عندما أتحدث عن انتصارات هم جزء من المنظومة التي صنعت هذه الانتصارات، حزب الله، بقية حركات المقاومة في لبنان، في المنطقة، محور المقاومة، الجرحى، الأسرى، المحررون، عوائلهم، المجاهدون، المقاتلون، البيئة الحاضنة، المؤيدون، الداعمون، المساندون، كلهم منظومة واحدة، ولكن في الصف الأمامي في هذه المنظومة الشهداء، لأنهم جادوا بغاية الجود وعوائل الشهداء الذين قدموا أغلى ما عندهم من فلذات الأكباد والأعزة والأحبة. أدخلونا في زمن الانتصارات وفي زمن الإنجازات، دائما يجب أن نذكر بإنجازاتهم وانتصاراتهم، وما حققوه لنا، لنعرف فضلهم علينا وعلى الناس، ونشكر لهم هذا المعروف ونعترف لهم بهذا الفضل، دائما عندما نذكر بتحرير الأرض بلا قيد وبلا شرط، خروج المحتلين الصهاينة من أرضنا بلا جوائز وبلا اتفاقيات وبلا مكاسب وبلا ترتيبات أمنية، تحرير الأسرى وأجساد الشهداء سوى بعض الملفات العالقة، طبعا في تحرير الأرض سوى الملف، الذي يجب أن يستكمل في كل الأحوال، مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، من إنجازاتهم، دفع الأخطار الكبرى عن بلدنا كما حصل في السنوات الماضية في مواجهة الهجمة الارهابية التكفيرية، التي لو نجحت لغيرت وجه لبنان، لغيرته ديموغرافيا وحضاريا وإنسانيا وأمنيا، لأصبح لبنان شيئا آخر إن بقي إسمه لبنان".

وأردف: "القوة والمنعة التي ارجعتوها لنا، لنؤمن حماية بلدنا وشعبنا بقوة الردع، الموقع المتقدم والمتين والعزيز في مواجهة العدو، الذي نشهد مظاهره في كل مواجهة. حولونا من بلد يعتقد به الإسرائيلي أنه لا يحتاج لاجتياحه أكثر من فرقة موسيقية، الى بلد ينظر اليه كبار قيادة العدو أنه أصبح تهديدا وجوديا، هذا أصبح أرفع رتبة، وتهديدا مركزيا استراتيجيا، الآن بعد الحديث عن الصواريخ الدقيقة أصبح تهديدا وجوديا، هذا ببركة هؤلاء الشهداء وإخوان هؤلاء الشهداء. وما نحن فيه اليوم من عزة وكرامة واقتدار وحضور وأهمية وموقع، إنما ببركة دمائهم وتضحياتهم وجهادهم، أيضا ببركة عائلات الشهداء، العائلات الشريفة، التي منذ اللحظة الأولى صبرت، واحتسبت، وتحملت، وضحت، وواست، وحملت دماء شهدائها لتستنهض بها الهمم، وتشحذ بها العزائم وتحولها إلى سيل هادر من الحماسة والعنفوان والاندفاع في أجيال من الشباب والشابات والرجال والنساء، وحتى الأطفال".

وأكمل: "ببركة عوائل الشهداء هؤلاء كبرت وتعاظمت هذه المقاومة، وكانوا بحق الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والبنات ومجمل العائلة، كانوا بحق ودائما الصوت الزينبي المرتفع بقوة وبشجاعة، في مواجهة كل الطواغيت. وكانوا بحق، كما أن الشهداء كانوا حجة الله على الناس، فإن عوائل الشهداء كانوا وما زالوا أيضا حجة الله على الناس، بصبرهم ووعيهم واحتسابهم ورضاهم وتألقهم الإنساني والإيماني والأخلاقي ودفاعهم المتواصل عن المقاومة، في كل مرحلة كانت المقاومة تستسهدف فيها ماديا او عسكريا أو أمنيا أو إعلاميا أو سياسيا أو معنويا او دعائيا كانوا دائما في الصف الأمامي يدافعون عن المقاومة، لأنهم يعتبرونها مقاومتهم، لأنهم الأشد صلة بهذه المقاومة، لأنها مقاومة أعزائهم وفلذات أكبادهم وأحبائهم، الذين قدموا أرواحهم وأنفسهم ودماءهم غالية زكية في هذه المقاومة".

واستطرد: "لذلك اليوم، يوم 11/11/2019 المقاومة التي تنتمي إلى هؤلاء الشهداء، وإلى عوائل هؤلاء الشهداء، هي في أوج قوتها، وحضورها، وفاعليتها، وأهميتها، كجزء أيضا من محور المقاومة في المنطقة، هي تشارك، هي في موقع متقدم، وتشارك في صنع حاضر ومستقبل لبنان وفلسطين والمنطقة، وتتحمل أعباء كبيرة وعظيمة، وتفخر مقاومتنا أنها جزء من محور المقاومة الراسخ والصامد والمتقدم والمنتصر".

اليمن

          ثم انتقل للحديث عن الوضع اليمني، فقال: "الموقف التاريخي الذي أعلنه من اليمن وفي اليمن القائد الشجاع والعزيز السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في هذه الايام أول أمس، بمناسة الاحتفالات اليمنية بذكرى مولد النبي، فيما يعني الصراع مع العدو الإسرائيلي، هذا الأمر توقف أمامه وعنده قادة العدو كثيرا، ويجب أن نتوقف عنده أيضا نحن كأبناء للمقاومة، كشعوب في لبنان وفلسطين وفي المنطقة معنية بالصراع مع العدو الإسرائيلي. قبل يومين هذا القائد الجهادي والعزيز أعلن بوضوح، وردا على تهديدات إسرائيلية، أن الإسرائيلي كان قد هدد بضرب اليمن والاعتداء على اليمن، وقف في حشود كبيرة جدا وهائلة سأعود لها تباعا بكلمة، وقال: "إذا اعتديتم على اليمن فنحن سنرد وبأقصى الضربات، ولن نتوانى عن الرد".

وإذ سأل: "يتكلم من أين؟"، قال: "من اليمن، من صنعاء، من الصعداء، من محافظات اليمن، وأيضا قال إن معركتنا وصراعنا مع العدو الإسرائيلي ينطلق من إيماننا، من ديننا، من التزامنا، هذا يعني أن له خلفية إنسانية وإيمانية وأخلاقية ودينية، لأنهم دائما يحاولون إعطاءه بعدا سياسيا وصراعا بين دول وما شاكل، أهمية هذا الكلام ما هو؟ تارة هناك خطيب إمام مسجد أو أمين عام حزب أو قائد جماعة في مكان ما في العالم العربي أو الإسلامي وخرج يهدد الصهاينة، تارة أخرى لا، هذا التهديد يصدر عن قائد لجبهة ما زالت تقاتل مدة خمس سنوات، قوى العدوان المدعومة أميركيا وبريطانيا وغربيا، جيوش وأسلحة وأعداد هائلة من المرتزقة وفي جبهات واسعة، هذه التهديد صادر عن قائد يقود جبهة بدأت تمتلك، باتت تمتلك أسلحة متطورة ومتقدمة جدا من صواريخ ومن سيارات وغير ذلك، وتمتلك شجاعة استخدام هذه الصواريخ وهذه المسيرات واستخدمتها بالفعل وتحدت بها كل العالم، من موقع الغربة والمظلومية وحق الدفاع عن النفس".

أضاف: "هذا التهديد صادر عن قائد لجبهة، مقاتلوه يقاتلون في كل الجبهات ويحققون انتصارات نوعية، أقرب إلى المعجزات، والمعجزة بالمعنى العسكري، وآخرها كان عملية نصر من الله. إذا نحن هنا نتحدث عن قائد له مصداقية كبيرة، عن قائد يستطيع أن ينفذ هذا التهديد، وكان دائما ينفذ ما يقول وما يعد به. الإسرائيليون هنا توقفوا جيدا، ألقيت خطابات كثيرة في العالمين العربي والإسلامي، لم نجد لها أثرا لا في الإعلام الإسرائيلي ولا عند المسؤولين الإسرائيليين، ولكن هذا الخطاب وجدنا أثره العميق قبل يومين، لماذا؟ لأنه ينطلق من مصداقية، إسرائيل اليوم إذا لديها إعلان واضح وصريح وقوي، إعلان بعنصر أو عامل قوي وإضافي ومهم جدا في محور المقاومة، اليمن".

ورأى أن "اليمن، يمن الإيمان والحكمة والصبر والصمود والجهاد والإنتصارات، هو يعلن بشكل واضح وصريح، وهو قادر على ذلك. شعوب منطقتنا، حركات المقاومة، يجب أن تعتز بهذا الإعلان، وترى فيه عامل قوة جديدا وإضافيا ومهما وإستراتيجيا، لأنه اليمن وموقع اليمن والبحر الأحمر، وأيضا قدرته على الوصول إلى كيان العدو، هو لم يكشف أوراقه، لم يقل ماذا يريد أن يضرب وأين يريد أن يضرب، وفي أي جغرافيا أقصى الضربات، وهذا مهم جدا، وأيضا العدو يجب أن يعرف هذه هي البيئة الإسترايتيجة الجديدة، التي كنتم تهربون منها، التي كنتم تتآمرون مع الأميركيين والعالم كله على شعوبنا، لننسى فلسطين ولننسى العداء معكم، ولتتخاذل هذه الشعوب ولتسكت هذه الشعوب وتتراجع،"، معتبرا أن "هذه هي قوة جديدة وفي بلدان وأماكن وذات مصداقية وحيوية وفعالية وشجاعة منقطعة النظير، تدخل في جبهة المواجهة، هذا تطور على مستوى عال جدا من الأهمية. بعض الناس لا يدركون أهمية ما حصل، ولكن العدو وأبناء المقاومة، كلاهما يدرك جيدا هذا التطور المهم".

وتابع: "أمر أخر، هذه الحشود، هو لم يكن يخطب في مؤتمر صحفي، حشود أود ان أتوقف عندها أيضا لدقيقتين، أعداد هائلة رأيتموها على التلفزيونات، وإن كان أيضا أغلب التلفزيونات لا تنقل هذا الحدث الكبير جدا، حشود هائلة في صنعاء وفي جدة، عفوا في جدة! إن شاء الله في جدة، في صنعاء وفي صعدة وفي حجة وفي المدن المختلفة ملىء العين والبصر، ولا يوجد لعبة كاميرا تجعل الألف 100 ألف و10 آلاف، مئات الآلاف كانوا حاضرين تحت الشمس في منتصف النهار لساعات، يفترشون الأرض والتراب والطرقات وليسوا جالسين في قاعة ولا على الكراسي ولا مكيف ولا شيء، ومحتمل في أي لحظة أن يقصف الطيران، البلد في حالة حرب، ويجلسون ساعات ويستمعون لقائدهم ويؤيدون موقفه ومنطقه، هذا الحشد حقيقة، أنا هذا المشهد جذبني وأذهلني، وأنه حسنا تحت الشمس هذه الأعداد الهائلة والكبيرة وفي هذه الظروف الصعبة، الذي يكشف عن مدى عشقهم ومحبتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا يكشف عن مدى إيمانهم عندما يقال عن يمن الإيمان، وأيضا هو رسالة سياسية، أود أن أختم بها هذا الأمر، عظيمة جدا أنه شعب بعد 5 سنوات حرب وعشرات آلاف الشهداء بالحد الأدنى من مقاتلين ومدنيين، ومئات الآلاف المهددين بالموت، بالكوليرا والمرض، وبلد محاصر إقتصاديا وماليا، وحكومة صنعاء لا تملك حتى أن تدفع الرواتب للموظفين في كثير من الأحيان، ويتعرضون لأشد الصعوبات والتهديد والتهويل والغربة، ومع ذلك يحضرون بهذه الأعداد الهائلة ليعبّروا عن موقفهم وعن ثباتهم، هذه رسالة قوية لكل طواغيت العالم، ولشعوبنا هذه التي تراهنون على خوفها وعلى يأسها وعلى تراجعها وعلى سقوطها، أمام الفقر والجوع والحرمان والحصار لتتخلى عن نبيها أو عن إيمانها أو عن دينها أو عن حريتها أو كرامتها أو مقدساتها أو قضيتها المركزية، هي لن تفعل ذلك على الإطلاق".

 

وأردف: "الشعب اليمني، يثبت ويطلق هذه الرسالة إلى كل أنحاء العالم، وكذلك شعوب أخرى في المنطقة، هنا أعود وأقول تكمن سر القوة في هذا المحور الذي ننتمي إليه، محور قوته الحقيقة في إيمانه وعقيدته وروحيته وفي حبه لله ولرسول الله، في إيمانه بالقضايا الإنسانية، في إيمانه بالمقدسات، في إستعداده العالي للتضحية، وليس مرهونا بما يحصل عليه من مال أو مكتسبات أو إنجازات على المستوى الشخصي او المتاع أو الملذات، وإن كان هذا أمر يسعى إليه الإنسان في الدنيا وبشكل مشروع ويجب أن يتحقق، ولكن لا يتسند إليه لا في إندفاعته ولا في إنطلاقته ولا في موقفه".

إيران

          وتناول موضوع الجمهورية الإسلامية في إيران، وقال: "في الأشهر القليلة الماضية كان هناك شبح حرب، الكل كان يبني، بعض الدول الأقليمية كانت تبني حسابتها على فرضية حرب أميركية على إيران، وأنا ذكرت أن بعض القوى المحلية للأسف في لبنان، كانت تبني حساباتها على فرضية حرب من هذا النوع، أستطيع اليوم بإختصار أن أقول أن هذا الإحتمال إذا كنا لا نريد أن نقول أنه إنتفى بشكل قاطع 100 %، هو إبتعد بنسبة 99,99 %، وعلى كل دول المنطقة وشعوب المنطقة والمحاور المتصارعة في المنطقة أن تبني حساباتها على هذا الأساس، ومن كان يراهن على حرب من هذا النوع عليه أن يضع هذه الحرب جانبا".

ولفت الى "مشهد التبدل في لغة العديد من دول المنطقة وبعض دول الخليج، التي كانت في موقع الصراع مع الجمهورية الإسلامية، دون أن ندخل الآن في التسميات، أيضا في هذا الأمر كان واضحا صمود إيران بعد مضي كل هذا الوقت من خروج ترامب من الإتفاقية وفرض عقوبات شديدة على إيران، إيران صمدت وتجاوزت هذه المرحلة طبعا هذا لا يعني أنها لا تعاني صعوبات، ولكن صعوبات ستتمكن من التغلب عليها، اليوم مراقبون إستراتيجيون في أميركا والغرب وحتى في كيان العدو، يكتبون مقالات تقول في إيران فشلت، لأنه إستراتيجية ترامب ماذا كانت؟ الخروج من الإتفاق النووي، فرض عقوبات على إيران، محاولة لإسقاط إيران من الداخل، الضغط على إيران، التهويل عليها بالحرب لجرها إلى طاولة المفاوضات، هذه إستراتيجية ترامب، الحرب إنتهى إحتمالها، إيران صمدت، وتجاوزت صعوبات الإتفاق ولا زال منذ سنة ترامب جالسا ينتظر الهاتف الذي لن يرن، وبالتالي هذه الإستراتيجية فشلت وإيران اليوم تخرج قوية مقتدرة عزيزة حاضرة في موقعها الإقليمي الكبير، وفي تبنيها لقضايا المنطقة وشعوب المنطقة".

أضاف "طبعا، آخر خبر جميل عندما كنت أقرأه قلت في نفسي، الآن إذا ترامب يستمع للخبر سينفلج وسيجن و"يخوت"، لأن أنتم تعرفون أن ترامب كل حساباته ماذا؟ حساباته نفط ودولار ولا أي شيء آخر، رأينا في شرق الفرات في سورية في لحظة من اللحظات تخلى عن حلفائه الذين قاتلوا إلى جانبه ومعه، جاء أحدهم ووضع نظريات طويلة عريضة وأصبح يقول بأن الأكراد حتى في النورماندي لم يشاركوا معنا في القتال، يعني إستدلال سخيف، لكن ترامب أعاد النظر في قرار الإنسحاب من شرق الفرات وأبقى على قوة أميركية من أجل أي شيء؟ من أجل حقول النفط في شرق الفرات، يعني النفط بالنسبة إلى ترامب هو الذي له قيمة، ليس أنه أقيم أهم أثمن، كلا، هو الذي له قيمة، أما الإنسان حتى لو كان حليفا وصديقا ورفيق سلاح، في أي لحظة من اللحظات ترامب يدير له ظهره ويتخلى عنه، حقول النفط هذه كلنا رأينا أمس سماحة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران الشيخ حسن روحاني يقول، أعلن بشكل رسمي عن إكتشاف حقل ضخم في إحتياطي 53 مليار برميل نفط، ترامب حقيقة سينجلط، جلست لأحسبهم، أنه إذا كل يوم إيران صدرت من هذا في المستقبل، أكيد عندما تعود للتصدير مليون برميل باليوم، كم من الوقت هذا الحقل بحاجة لينفذ؟ كم جيل؟ لن أقول لكم ما هي حساباتي مخافة أن أكون مخطئ في الحسابات، وأوضح سماحته أن هذا الحقل المكتشف مساحته تبلغ 2400 كيلومتر مربع في إقليم خوزستان جنوب غرب البلاد، ويصل عمق الطبقات النفطية في الحقل إلى 80 مترا، الأهم أنه تم إكتشاف الحقل بفضل جهود الشركة الوطنية الإيرانية للنفط منذ عام 2016 حتى الأسبوع الماضي، يعني شركة وطنية إيرانية، خبراء إيرانيون، متخصصون إيرانيون، أنا عن قصد اتكلم بالموضوع من أجل بعد ذلك عندما أتكلم بالوضع اللبناني، حسنا، اليوم الحمد لله إيران تخرج وعلى ذمة الموقع، موقع خبراء إقتصاديين يقدر قيمته على السعر الحالي تقريبا بأكثر من 3 ترليون دولار، يجب أن تقولهم لترامب، يجب أن تقول له كم برميل نفط وبالدولار كم تساوي، لكي تكتمل الجلطة على كلا الحالتين، إذا في المنطقة أيضا يخرج مركز هذا المحور من دائرة إحتمال الحرب ويتجاوز أصعب مرحلة في تاريخه، يخرج قويا مقتدرا ويمن الله تعالى عليه، بهذه الإمكانات والآفاق الجديدة".

لبنان

          وتناول الأوضاع في لبنان قائلا: "النقطة الأولى فيما يتعلق ببحث الحكومة، التكليف والتأليف وطبيعة الحكومة والنقاشات الدائرة في البلد، أنا الآن لن أتحدث بشيء لأن اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة، ثنائيا وثلاثيا وما شاكل ولسنا مضطرين لأن ندلي الآن بأي كلام وبأي موقف، وكل الأبواب نتركها مفتوحة لنصل لأفضل نتيجة ممكنة لبلدنا، والنقطة الثانية وهي نقطة مركزية أود التركيز عليها بالحديث، دائما في الخطب السابقة منذ 17 تشرين بدء الحراك الشعبي في لبنان، أنا دائما كنت أقول يجب أن نبني على الإيجابيات ونركز عليها".

ورأى أن أهم الإيجابيات الموجودة الآن، أن "هناك نقطة إجماع مهمة جدا وتحظى بدعم شعبي قوي جدا في كل الساحات، من نزل إلى الشارع ومن لم ينزل، في موضوع المطالب والقضايا المرفوعة، هناك نقاط خلافية حتى بين المتظاهرين أنفسهم، مثلا مطلب إلغاء الطائفية السياسية ليس معلوما إن كان مطلب الجميع؟ مطلب قانون انتخابي قائم على لبنان دائرة واحدة وعلى أساس نسبي سواء داخل القيد الطائفي، ليس معلوما ان كان مطلب الكل، أو خارج القيد الطائفي أكثر أيضا ليس معلوما أنه مطلب الكل، هناك مطالب عديدة، عناوين عديدة طرحت في الحراك وعبر عنها الناس أو سياسيون او إعلاميون أو قيادات، اعتبرت نفسها أنها معنية بالحراك هي ليست مطالب اجماعية، عندما يأتي البحث الجدي والحوار الجدي، من الواضح أن هذه ليست مطالب اجماعية ولكن هناك مطالب اجماعية سمعناها من كل الساحات، كل الشاشات من كل المعنيين، من كل الناس وفي مقدمها مثلا موضوع مكافحة الفساد ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة والمسروقة، هذا ليس فيه نقاش، هذا فيه إجماع وطني حقيقي عابر للطوائف والمناطق والأحزاب حتى من هو في داخل الحراك لا يريده، وليس مقتنعا به لا يجرؤ أن يخالفه علنا، هذه نقطة إيجابية".

واعتبر أنه "بفضل ما حصل، لا أعتقد ان اليوم يستطيع أحد أن يحمي فاسدا، لا حزب سياسي، ولا قوة سياسية، ولا زعامة، لا مرجعية دينية ولا مرجعية سياسية، ولا طائفة، ولا مذهب، لا يستطيع أحد الآن أن يحمي فاسدين وهذا طبعا تطور كبير حصل في بلدنا، نريد أن نبني على هذه الإيجابية ونأتي نقول: اليوم هناك دعوة حقيقية لمكافحة الفساد ووضع اليد على الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. وهذا الأمر لا يرتبط بأن الحكومة شكلت هذه الجمعة أو الأسبوع المقبل أو تأخر تشكيلها، هذا موضوع منفصل تماما، لماذا؟ لأنه عند القضاء، سأمنح عناية لهذا الموضوع، بالحديث عنه سنتكلم بعقل ومتطق ومسؤولية، وليس خطابا حماسيا وشعارات".

وقال: "بالنسبة لنا نحن بالحملات الانتخابية أعلنا أننا سنكون جزءا من حملة مكافحة الفساد أو مقاومة الفساد، كنا واضحين أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وإلى جهود لا يتوقع أحد منه إنجازات سريعة، ما أود توضيحه اليوم أكثر، لأن هناك كثر يقيسون مكافحة الفساد على مقاومة الإحتلال، هناك فارق بين الاثنين، هناك فروق موضوعية بالأدوات، بالوسائل، بالإمكانات، بالظروف، بطبيعة الاستهداف. الموضوع مختلف، مثلا بمقاومة الاحتلال ما هي أدواته ووسائله؟، أولا، غطاء وطني موجود، غطاء قانوني موجود، غالبية الشعب اللبناني ضد الإحتلال وتعادي إسرائيل، وأكيد هذا المعنى البيئة الحاضنة للمقاومة موجودة وبقوة والمقاومون موجودون، الوسائل، قادة جهاديون، مقاتلون ومجاهدون، سلاح، وإمكانات، وعتاد، وعدة، وعقل عسكري واستطلاع وتخطيط وعمل ميداني واستهداف العدو، صح أم لا، وحتى إذا أخذت أسيرا يمكنك الاحتفاظ به عندك، لا تسلمه للدولة مثلا، لأنه إذا سلمته للدولة وجاء الضغط الأمريكي، في اليوم الثاني سيخرج وكان هذا متفاهما عليه، حتى لا تحتاج أنت في المقاومة إلى غرفة عمليات مشتركة، نحن دائما كنا لا نقبل بغرفة عمليات مشتركة، كنا نقول توزيع أدوار من أجل السرية، من أجل دقة العمل، إذا هذه عناصر المقاومة، مقاومة الإحتلال، تهاجم مواقع الإحتلال وتنصب كمائنا وتضرب وتستنزف العدو وتذله وترعبه وترهبه وتفرض عليه الخروج من أرضك، هذه معادلة المقاومة".

أضاف: "بالنسبة لمقاومة الفساد، الموضوع له أدواته وعناصره المختلفة بالكامل، لماذا مقاومة الفساد؟ انت تتحدث عن بلد فيه مسؤولين فاسدين وفيه موظفين فاسدين وفيه تجار فاسدين وفيه شخصيات مهمة بالبلد فاسدة، أو متورطة بالفساد أو بالحد الأدنى متهمة بالفساد،الهدف هو محاكمة هؤلاء، ومعاقبتهم، واسترداد الأموال المسروقة والمنهوبة منهم، هذا لا يحصل بوسائل مقاومة الإحتلال، هذا وسائله مختلفة. ما هي وسائله؟، طبعا هذا يحتاج بالدرجة الأولى إلى قضاء، قضاة، جهاز قضائي، قاضي نزيه مستقل، شجاع، لا يخاف، لا يخضع لضغوط السياسيين والقوى السياسية، ويعمل ضميره ويتصرف بشكل غير انتقائي، إذا، مطلوب قاضي، وقانون يعمل به القاضي، ومعلومات تقدم كإخبار للقاضي، معلومات حقيقية ليس مثل بعض الحرتقات الموجودة الآن، أن فلان يرفع على الوزير إخبار هدر المال العام وكذا وكذا، يذهب إلى القاضي ليس لديه دليل ولا معطى ولا شيء، هذا لعب أولاد، لا إخبار أو معطيات يمكن أن يؤسس عليها قضية محاكمة عادلة ومنصفة، عادلة ومنصفة، لأنه لا يجوز الظلم بحق أحد، ويجب أن يكون هناك سجن لضب الفاسدـ وآليات لاسترداد الأموال المسروقة والمنهوبة، إذا كانت في البلد أو تم تهريبها إلى خارج البلد".

وتابع: "هذه الإمكانات، هذه ليست إمكانات لا حزب، ولا حركة، ولا تيار، ولا جهة شعبية ولا إمكانات فورة شعبية أو انتفاضة شعبية، حتى بدول العالم عندما تنتصر الثورة تذهب لتقر قانون وقضاء، وتجد سجونا وتخلق آليات وتأتي بالفاسدين وتحاسبهم وتعاقبهم وتسترد الأموال المنهوبة منهم، صحيح أم لا هذا المنطق، إلا إذا كان المطلوب أو بذهن أحد مثلا، أن مكافحة الفساد تعني أن كل شخص متهم بالفساد يأتي أحد ويشكل منظمة ثورية على طريقة الألوية الحمراء تقتل وتخطف وتجزر، هذا لم يعد مكافحة فساد بل أمر آخر،اليوم في هذه المعركة عندما أتحدث عنها الآن بهذه اللحظة لأن هذه لحظتها المهمة".

وأردف: "عندما بدأنا نحن بالفترة الماضية، قلنا سنلجأ إلى القضاء ولن نشهّر بأحد ولن ننزل الملفات بالإعلام، لأن هذا يؤدي إلى التشهير، لذلك هناك أناس يتصرفون بقدر فهمهم: أين ملفاتكم؟ لم تظهر ملفاتنا عند القضاء، نحن لا نريد التشهير بأحد وهناك ملفات موجودة لدينا أخرنا تقديمها لنرى الملفات التي تقدمنا بها لأنه ليس المطلوب أن نغرق القضاء وفقط أنه نحن نبرأ ذمتنا، لا نحن معنيون أن نتابع هذه الملفات بالقضاء، اليوم، هناك قضاة موجودين ولا نقاش مهما كان هناك ملاحظات في الموضوع القضائي، لا نقاش أن هناك قضاة نزيهون وشجعان ويمكن الرهان عليهم، قانون موجود، وقوانين موجودة، المطلوب قوانين جديدة، تطوير القوانين، هذا يعمل عليه في المجلس النيابي وإن كانت جلسة الغد أجلت، فإذا قضاء موجود، القواينن موجودة، ملفات موجودة، يجب أن تفتح، والناس التي تؤمن بمعركة مكافحة الفساد، من لديه معلومات يمكن أن يبنى عليها قضية فليذهب وليتقدم بها إلى القضاء".

وأكد أن "المطلوب اليوم، موقف من مجلس القضاء الأعلى، مطلوب اليوم من القضاة أنفسهم إذا كان هناك كلام يجب أن يقال عن ثورة او انتفاضة أو حركة تاريخية أو خطوة انقاذية كبرى في البلد، ففي الحقيقة اليوم هي مرهونة بالجهاز القضائي وبمجلس القضاء الأعلى وبالقضاة وبضمائرهم وبمسؤولياتهم، اليوم لديهم هذه الفرصة التاريخية، إذا لديه ملف يستطيع أن يستدعي أين كان، مين ما كان، وإن كان عليه حصانة يطلب رفع الحصانة عنه من الجهة المعنية، واليوم بالتحديد، حصل اتفاق بين كتلتي الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير، وأيضا سيتم التواصل مع كتل أخرى، لتقديم اقتراح قانون رفع الحصانة عن الوزراء، ليس الآن، منذ العام 1992، الوزراء الحاليين والسابقين من العام 1992، لتقديم هذا الاقتراح للمجلس النيابي، وبالتالي كل الوزراء الذين تعاقبوا على المسؤولية يذهبون إلى القضاء المختص، لأن مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء ليس فعالا وربما غير موجود".

واستطرد: "اليوم هذه الفرصة متاحة، طبعا، هناك اقتراح قانون آخر مقدم من كتلة "الوفاء للمقاومة" له علاقة برفع الحصانة عن الموظفين، وهناك اقتراح مقدم من تكتل "لبنان القوي" وكتل نيابية أخرى له علاقة برفع السرية المصرفية، هذا يحتاج لعمل، لكن بمعزل عنه اليوم، أنا رسالتي في يوم الشهيد، يوم الشهيد يعني يوم الشجاعة، يوم التضحية من أجل البلد، من أجل حماية البلد، من أجل سلامة البلد، من أجل أمنه واستقراره، من أجل سلامته وعافيته وازدهاره، أنا أقول للقضاة في لبنان: تمثلوا بهؤلاء الشهداء المضحين وليس مطلوبا منكم أن تقدموا دماءكم ولا أن تقدموا أرواحكم، وإنما مطلوب منكم خطوة جريئة وشجاعة وانقاذية، أن تتصرفوا بصلاحياتكم وبالقوانين المعمول بها، وأن تمتلكوا شجاعة عدم الخضوع لأي مرجعية سياسية أو دينية في البلد، واليوم معكم كل الشعب اللبناني في هذه المهمة التاريخية والعظيمة، ويتطلع إليكم. هذه ليست مهمة الحكومة، هي ليست مهمة مجلس النواب، هي ليست مهمة الرؤساء، هي مهمة القضاء الذي عليه أن يتحمل كامل المسؤولية، وباعتبار أن الناس تقول أن القضاء يخاف، أو لا يخاف، "حزب الله" ما بعرف "شو"، هذا ليس إعلانا جديدا، وسابقا تحدذت بهذا الموضوع، لكن الآن سأكرره أيضا في هذه اللحظة الحساسة جدا".

وقال: "أنا بصفتي، مع التواضع، بصفتي أمين عام "حزب الله" والذي هو مرجعية "حزب الله"، الذي هو مرجعية وزرائه في الحكومة، نوابه في المجلس النيابي، ويشكل غطاء في مكان ما لموظفين في إدارة الدولة أو رؤساء بلديات أو ما شاكل وعاملين في القطاع العام، أنا أتوجه الآن إلى مجلس القضاء الأعلى وإلى القضاة المعنيين، إن كان هناك ملف له علاقة بأي مسؤول من حزب الله تفضلوا يا أخي ابدأوا بنا، ابدأوا بنا، وأنا أقول لكم لا تخافوا، أنا أضمن لكم احترام حزب الله لخطوتكم، وأضمن لكم تشجيع حزب الله لعملكم، ومن لديه قضية، ومن لديه إخبار، لأن هناك أناس يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي، شخصيات وهمية أو حقيقية، تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي وتوجه الاتهامات شمالا ويمينا، كلام على الورق فقط، لديك معطيات على فساد، هل أحد من حزب الله نهب مالا عاما، سرق مالا عاما، متورط في فساد مالي أو إداري، تفضل هذه اللحظة التاريخية، اذهب للقضاء المختص وتقدم باخبارك، النائب أو المدعي العام أو الخاص ولا أعرف ما هي اصطلاحاتهم، إذا يعتبر أن هذا الإخبار يمكن أن يبنى عليه قضية، فليقوم باستدعاء الوزير أو النائب او رئيس البلدية او الموظف اذا كان محسوبا على حزب الله، وأنا أضمن له طلب رفع الحصانة عنه إلى حين اقرار قانون رفع الحصانة، ولا تستثنوا أحدا ولا تعملوا على أساس سياسي، وعيب في مكافحة الفساد والفاسدين أن نعمل على أساس ستة وستة مكرر وتوازن طائفي، المكافحة يجب أن تكون عابرة للطوائف، الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين له، تفضلوا، اذا كنا اليوم نحتاج الى خطوة عملية للاستجابة لوجع الناس وآلام الناس اليوم، هذا الأمر مرهون بالقضاء، وعلى كل القيادات السياسية الرسمية والشعبية والدينية الخ.. في البلد ان تغطي قرارا من هذا النوع لأنه المسار السليم".

الاقتصاد والمال

وفي الشأن الاقتصادي والمالي قال: "النقطة الأخيرة المفصلة قليلا: نحن مضطرون بطبيعة الحال في هذه الايام أن نتكلم بالموضوع المالي والاقتصادي، وان كنت لست خبيرا بالشأن المالي والاقتصادي، لكن إن شاء الله نصبح خبراء، بالعسكر ندعي أننا أصبح لدينا خبرة نتيجة تجربة طويلة، يتعلم الانسان، بمقدار ما هو واضح هناك أمور واضحة لا تحتاج الى كثير من الاختصاص ويمكن أن نفهمها، وإن شرحها للناس ممكن، وأنا أود في المقطع الأخير من كلمتي، وإن كنت سوف أحتاج القليل من الوقت الإضافي لأن وضع بلدنا حساس كثيرا الآن، لاتحدث في هذا الموضوع لأقول: لدينا خيارات، لدينا بدائل، ولدينا آفاق، وفي الوقت نفسه أريد أن أبين من زاوية أخرى في الموضوع نفسه، مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية عن الصعوبات الاقتصادية والمالية الموجودة في لبنان، والإعاقة التي تقوم بها الحكومات الامريكية المتعاقبة، وخصوصا الحكومة الأخيرة التي تمنع على لبنان أن يستعيد عافيته وأن يخرج من مأزقه المالي والاقتصادي، بل هي تعمل على تعميق هذا المأزق، لنعرف كما في المعركة العسكرية في المقاومة المسلحة يجب أن تعرف القوى الحليفة والصديقة والخصم والعدو، أيضا في الموضوع الاقتصادي والمالي يجب أن تعرف من الصديق ومن الحليف ومن الخصم ومن العدو ومن يضع يديه في ظهرك من أجل دعمك ومساعدتك من أجل التقدم للامام، ومن يضع خنجرا بظهرك حتى إذا تقدمت خطوة للأمام تشعر انك سوف تقع، هذا أيضا من شروط النجاح في مواجهة الأزمات المالية والاقتصادية".

أضاف: "سوف أدخل من زاوية المسؤولية الاميركية، وسوف أشرح بعض العناوين لأن هذا الموضوع لوحده يحتاج ساعة من الكلام، وكمقدمة، الكل يعلم أنه بالموضوع المالي والموضوع الاقتصادي، وخصوصا حين نذهب الى الموازنات، الدولة لديها إيرادات، هذه الايرادات تدخل لمصلحة الدولة. هذا عنوان ايرادات، وهناك عنوان النفقات، الدولة يجب أن تنفق اموالا، يجب أن تدفع معاشات، يجب أن تبني بنية تحتية، يجب أن تنفذ مشاريع ويجب أن تهتم بالناس، شيخوخة، الأمراض، الأطفال، الصحة الى آخره، لكن هناك ايرادات وهناك نفقات باستمرار، هذه المعلومات لم تعد صعبة، ويجب على كل الناس أن تعلمها، مثل أي شخص في بيته، يعمل ويحصي المال من أجل تأمين حاجات عائلته وأولاده من طعام وطبابة ومدارس وثياب الخ... وبالنهاية ما المقدار الذي يحصله من المال يجب ان يعيش به. اذا كان المال لا يكفيه من أجل العيش، يجب ان يقترض، وسوف يتراكم دينه ويكبر، في الوقت الذي ايراداته على حالها، هنا سوف يقع بالعجز ويصبح لديه وضع حياة صعبة جدا، هذا بالعائلة. الدولة والوطن والشعب هو هذه العائلة الكبيرة الشيء نفسه، اذا إيراداتها أقل من نفقاتها يجب أن تقترض، ويأخذ الدين بالتزايد إلى وقت يصبح لديك حالة عجز، وتصل إلى وقت إذا كان هذا الدين بالفائدة لا تصبح قادرا على سداد الفائدة المتعلقة بالدين، التي يطلق عليها خدمة الدين العام".

وتابع: "من أهم وسائل العلاج ببلد لديه وضع اقتصادي حين نأتي لبلد كلبنان، نجد، وهنا لا نريد أن نحاكم سياسيات، فقط نريد ان نوصف واقعا، القطاع الانتاجي في لبنان مضروب، والقطاع الزراعي في أسوأ حال، والكل يعلم ما هي سياسات الدولة وما هو مقدار اهتمامها بالقطاع الزراعي، والناس تزرع وتستدين بكل المناطق وفي آخر المطاف لا تجد سوقا من أجل تصريف الانتاج أو تبيع انتاجها الزراعي بأقل من كلفة الانتاج، وفي كل عام نجد مظاهرات ل





 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط