تبديد الخرافات حول تدخين أنابيب المياه لإنقاذ شبابنا، وخاصةً في لبنان

الدكتورة نجاة صليبا الأكاديمية اللبنانية - الأمريكية: "تدخين جلسة مع أنبوب ماء يشبه تدخين عبوتين من السجائر"

أكتوبر 2019

سيدني - الميدل ايست تايمز الدولية: انتشر استخدام أنابيب المياه (النرجيلة / الشيشة) على مستوى العالم كالنار في الهشيم. في سيدني، انفجر استخدامه بين الشباب بعد إدخال نكهات التبغ (أو المعسّل). نما هذا الوباء الناشئ بسبب المزاعم الخاطئة بأن تدخين النرجيلة هو هواية آمنة نسبياً وأن المكونات السامة من دخان أنابيب المياه لا تُستنشق لأنها محاصرة في الماء.

تتحدث الدكتورة نجاة صليبا، المتحدثة التي كانت ضيفة الشرف في عشاء المؤسسة الأسترالية اللبنانية لعام 2019 للمنح الدراسية في سيدني، عن اكتشاف وفهم المواد الكيميائية السامة والمسببة للسرطان في تدخين أنابيب المياه، وقد عملت بجد مع المجتمع العلمي لمدة 15 عاماً لتبديد هذه الخرافات. الدكتور صليبا أستاذ متميز في الكيمياء التحليلية ومدير مركز حفظ الطبيعة في الجامعة الأمريكية في بيروت. حصلت على العديد من الجوائز الدولية بما في ذلك جائزة اليونسكو الدولية للمرأة في العلوم لعام 2019. درست الدكتورة صليبا في الجامعة اللبنانية ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة وحصلت على درجة الماجستير في جامعة ولاية كاليفورنيا.

العميدة فاديا غصين

رئيسة المؤسسة الاسترالية اللبنانية العميدة فاديا غصين قالت في كلمتها: "أود بشكل خاص أن أرحب ترحيباً حاراً بالمتحدث الضيف الدكتور نجاة صليبا وضيوفنا من لبنان، مستشار رئيس الوزراء اللبناني فادي فواز ومنتج ومراسل برنامج "صار الوقت" رودي حشّاش الذين قطعا مسافة طويلة ليكونا معنا. يشرفنا أن نرحب بالدكتورة نجاة صليبا التي أمضت معظم حياتها المهنية في التفكير في المستقبل. سواء من خلال جهودها المعترف بها دوليا لمكافحة تلوث المياه والهواء أو عملها لنشر الوعي حول أضرار النرجيلة على الصّحة، فهي مصممة على ترك العالم مكانا أفضل للأجيال المقبلة.

فادي فواز

شهادات شكر وتقدير للرعاة

والقى مستشار رئيس الوزراء اللبناني فادي فواز كلمة خلال الحفل قال فيها: "بطلنا الكبير، الراحل رفيق الحريري، كان يؤمن بقلبه في التعليم لمكافحة الفقر وتحسين الحرية. آلاف اللبنانيين حصلوا على فرصة الالتحاق بالمدرسة والدراسة في أفضل الجامعات في لبنان والخارج، حتى هنا في أستراليا. لقد علِمَ أن بناء القلوب والعقول التي تملؤها سنوات الحرب هو المهمة الأصعب ولن تتحقق إلا من خلال التعليم.

"... لم يعد بإمكاننا الحفاظ على الفجوة في جودة التعليم بين المدارس الحكومية والخاصة

 فادي فواز، مستشار رئيس الوزراء اللبناني"

التعليم هو القطاع الذي تعتزم الحكومة اللبنانية معالجته؛ لم يعد بمقدورنا الحفاظ على الفجوة في جودة التعليم بين المدارس العامة والخاصة. المشكلة ليست في الافتقار إلى حلول أو نقص التمويل أو الإرادة السياسية التي تبقي المدارس العامة متخلّفة عن الركب. لقد أصبح التعليم العالي للأسف سلعةً مربحة في لبنان.

الدكتورة نجاة صليبا

بدورها أكدت الدكتورة نجاة صليبا خلال القاء محاضرتها ان الخبر السيء هو أن دخان التبغ يقتل. إنه القاتل رقم واحد في العالم. والخبر السّار هو أنه الخطر البيئي الوحيد الذي يمكن التحكم فيه. إن جلسة تدخينٍ واحدة لأنبوب الماء تُعادل تدخين عبوتين من السجائر لجهة أول أكسيد الكربون وثلاث عبوات لجهة القطران وثلاث سجائر لجهة النيكوتين فيما تعادل سبع عبوات من حيث الجسيمات المنبعثة في جلسة تدخين أنبوب ماء واحدة.

يتصدر لبنان العالم في تدخين الشباب لأنابيب المياه. هذا أمرٌ مضرّ للغاية لأن تدخين الشباب لهذه الكمية من النيكوتين سيحولهم إلى مدمنين مدى الحياة. إنها حالة طارئة تتطلب بالتأكيد انتباه صانعي السياسات والمسؤولين الصحيين. لدينا بالتأكيد وباء. وقد بدأ يظهر بالفعل لأن الناس يقولون إنه خلال الثلاثين إلى الأربعين عاماً القادمة سنتصدر العالم بسرطان الرئة. الوحش التالي هو السجائر الإلكترونية (Vaping). ماذا يعني تدخين السجائر الإلكترونية؟ لم يأتي الاسم بالصدفة لأنك عندما تسمع كلمة "البخار" تفكر في بخار الماء. لكن في الواقع هو ليس بخار الماء. بدأت السجائر الإلكترونية مثل السيجارة ثم راحت تتطور لتشمل طرازات وأشكال مختلفة. الطراز الأخير يسمى "جول". إنها سيجارة إلكترونية تشبه "الناقال المتسلسل" أو الـ يو.إس.بي. وقد اجتاحت المدارس الثانوية والشباب. عام 2011، كان هناك 7 ملايين "فابرز" ومستخدم للسجائر الإلكترونية. عام 2016، أصبح الرقم 35 مليوناً، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 55 بحلول عام 2021عام 2014، بلغ حجم سوق السجائر الإلكترونية 7 مليارات دولار و19 مليار دولار عام 2019. زاد انتشار السجائر الإلكترونية التي يستهلكها الشباب بشكل هائل؛ وسجل ارتفاعاً بمعدل 78% من عام 2017 إلى عام 2019.