احياء ذكرى الانزاك في استراليا ونيوزيلندا وأوروبا رئيس الوزراء الفرنسي: "أشعر بقلة الحيلة عند التفكير في مشاعر الوحدة الرهيبة التي اجتاحت بالتأكيد الآلاف من الجنود الأستراليين وهم يرون أرواحهم الشابة وهي تُقتصل في دولة أجنبية". احتفلت كل من أستراليا ونيوزيلندا بذكرى الجنود الاستراليين والنيوزيلنديين الذين قتلوا في معركة غاليبولي في 1915 بين قوات التحالف وقوات السلطنة العثمانية، على الرغم من مرور أكثر من على بدء الهجمات الاولى للجنود الاسترالية والنيوزيلندية في شبه جزيرة غاليبولي في غرب تركيا، وهو ما يعرف بيوم أنزاك . خرج الكثير من الأستراليين اليوم للاحتفال بذكرى الانزاك، ولخص الكثير منهم هذا اليوم بعبارة Lest we forget في دلالة على البطولة و الشجاعة وحب الوطن.
إرث الأنزاك لم يتضاءل في جاليبولي أحيا حشد من الاستراليين والنيوزيلنديين ذكرى الأنزاك على شواطئ غاليبولي التركية بعد مرور 103 عام من مواجهة بين الصديق والعدو على بعد أمتار من بعضهما البعض وخوضهم حربا دموية. لقد كانت الأنزاك المعركة الرئيسية الأولى في الحرب العالمية الأولى للقوات الأسترالية والنيوزيلندية الذين تعرضوا لوابل من الرصاص أثناء محاولتهم دحر الإمبراطورية العثمانية. من جانبها، قالت باتسي ريدي حاكم عام نيوزيلندا إن الحجم الهائل لضحايا مجزرة الأنزاك كان غير مسبوق. وأضافت: "حدثت هذه الخسائر في وقت كان ينبغي أن تتعزز القوات النيوزيلندية المشاركة بأكثر 100 % من قوتها الأصلية". ومضت تقول: "تكبدت الوحدات الأسترالية نزيفا مشابها". وقرأ كولونيل بالجيش التركي بصوت مرتفع مقولة للرئيس الأسبق للجمهورية التركية مصطفى كامل أتاتورك أوضح فيها أن هؤلاء الذين ماتوا قبل 103 عام يرقدون بسلام حاليا "على أرض دولة صديقة" بيتر دوتون، وزير الشؤون الداخلية قال إن الهوية الوطنية الأسترالية تشكلت من رحم هذه الخسائر التي لا يمكن سبر أغوارها. وأضاف: "يشعر المرء بالتواضع عندما يقف بين أصدقائنا النيوزيلنديين والأتراك ويتدبر في الخدمات والتضحيات التي قدمها عشرات الآلاف من الأشخاص من الجانبين، وفقدوا أرواحهم في سبيلها". "إنه ميراث من الصمود والعزم ومواجهة القرارات والمشاهد التي لم نكن نتمنى حدوثها". "إنهم في قلب شعبنا وأهدافنا، وسنشعر بالامتنان الأبدي لهم، ولن ننساهم".
سيدني تتذكر ضحايا الأنزاك تجمع الآلاف في سيدني في يوم الأنزاك لإحياء ذكرى الجنود الضحايا. وعلاوة على ذلك، تم تكريم والي سكوت-سميث لجهوده في الاعتناء بالنصب التذكاري بالمدينة على مدى 80 عاما تقريبا. وحضر والي سكوت سميث قداس الفجر للمرة الأخيرة كحارس مقبرة "مارتن بليس"، وهو دور يتطوع به منذ 78 عاما. وحضر المناسبة عدد لا يحصى من الأطفال بين آلاف المشاركين الذين شاهدوا شروق الشمس في مارتن بليس لإحياء الذكرى الـ 103 من هبوط القوات على شبه جزيرة جاليبولي.
رئيس الوزراء الفرنسي يؤبن ضحايا الأنزاك في فرنسا، افتتح رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول مناسبة لتكريم ضحايا الحرب العالمية الأولى من الرجال والنساء. وفي بلدة فيلير- بريتونو، وجّه رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب كلمات تأبين مؤثرة للقوات الأسترالية. وتحدث رئيس الوزراء الفرنسي بكلمات جميلة غير متوقعة أثارت انبهار الحضور. واستمرت كلمة المسؤول الفرنسي لدقائق توقفت فيها القلوب وانهمرت خلالها الدموع. وقال فيليب: "أشعر بقلة الحيلة عند التفكير في مشاعر الوحدة الرهيبة التي اجتاحت بالتأكيد الآلاف من الجنود الأستراليين وهم يرون أرواحهم الشابة وهي تُقتل في دولة أجنبية".
تعرفوا على قصة سيمبسون وحماره الذي أنقذ حياة المئات من الجنود الأستراليين في الأنزاك يعد يوم الانزاك من أهم المناسبات الوطنية في أستراليا التي تحيي ذكرى جنودها الذين سقطوا في الحروب. وترتبط هذه الذكرى بقصص أبطال كثيرين تم تناقلها على مر السنين. ومن أبرز هذه القصص، قصّة جاك سيمبسون وحماره. جاك سيمبسون هو رجل انجليزي وصل إلى أستراليا عبر أحد القوارب .غيّر اسمه ل (جون سايمون) واستقر في مدينة بيرث عاصمة غرب أستراليا. هو يعتبر أحد أشهر أبطال الحرب. عمل سيمبسون كمسعف مع الجيش الأسترالي، وبسبب بنيته القوية كانت مهمته الأساسية في غاليبولي نقل الجرحى على أكتافه لإسعافهم. عمل جاك سيمبسون خلال صغره عند أحد مالكي الحمير بحيث كان يأخذ الأولاد في نزهة عبر الشاطئ على ظهر الحمار. ولما كانت الحمير في غاليبولي تستخدم بشكل أساسي لنقل المياه خطر في باله أن يستعين بها لنقل الجرحى. وقد استخدم العديد منها غير أنه كان هناك حماراً مفضّلا لديه أطلق عليه اسم (دافي). وقد أنقذ جاك وحماره مئات الجرحى من الجنود الأستراليين قبل أن يصاب ويقتل في 19 أيار/مايو 1915 وكان عمره حينها اثنتان وعشرون عاماً فقط. |