العناوين

س س.. طريق السلام إلى المنطقة




س س.. طريق السلام إلى المنطقة
كم كانت المنطقة العربية، التي أرهقتها الحروب والخلافات والصراعات لسنوات عديدة، بحاجة إلى فتح طريق جديد للسلام مرة أخرى، ليتجدد دماء الوحدة والألفة العربية، فكانت خطوة عودة العلاقات السعودية السورية، بعد انقطاع زاد عن عقد من الزمان، بمثابة عودة الروح للجسد العربي، فعودة العلاقات السعودية مع سوريا تعتبر بمثابة طريق كبير للسلام في المنطقة بأسرها، لاسيما لبنان، الذي عانى هو الآخر، من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية طاحنة، غير مسبوقة في تاريخه، فعودة العلاقات السعودية السورية، لسابق عهدها، بمثابة دفعة قوية لاستعادة لبنان عافيته، ومن هنا يحضرنا ما قاله ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز، آنذاك إثر لقائه المتوتر مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري: «مهما حصل، يبقى لبنان وسورية دولتين شقيقتين»، وهذه الكلمات تكشف الترابط القوي الذي يجمع سوريا ولبنان.
والحقيقة، أن إعلان عودة العلاقات، وما قالته الخارجية السعودية عن خطوات لتسوية سياسية شاملة لحل الأزمة السورية، وتحقيق المصالحة الوطنية، والعمل الجاد على عودة سوريا إلى محيطها العربي، قد لاقى ترحيبا كبيرا عربيا وعالميا، فضلا عن أن زيارة وزير الخارجية السعودي تأتي قبيل شهر من استضافة المملكة القمة العربية المقررة في 19 مايو/ أيار المقبل، سيعزز توقعات عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، بعد تعليق عضويتها بها منذ عام 2011، أو اتخاذ خطوة جدية على هذا المسار في تلك القمة، التي ستكون قمة فارقة في عودة السلام الشامل داخل المنطقة العربية.
كما أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية، من جهود مضنية، ومساعي محمودة وخيرة، نابعة من حكمة ورؤية قيادتها الرشيدة، بالتأكيد ستعود هذه الجهود بالخير والأمن والاستقرار على المنطقة، ولاسيما ستعود العلاقات الطبيعية والمودة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، الذي لا يمكن أبداً، أن ينسى خير المملكة منذ أيام المؤسس الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، «طيب الله ثراه»، حتى وقتنا الراهن تحت القيادة السعودية الحالية وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «أطال الله في عمره».
ومن يتابع التاريخ سيدرك أن العلاقات السعودية السورية راسخة، رغم بعض الهزات التي طالت العلاقات بينهما، حتى أثناء حرب الخليج الأولى التي ساندت فيها المملكة بشكل صريح نظام صدام حسين في حربه على نظام الخميني، كان حافظ الأسد يقف بقوة بجانب إيران، ورغم ذلك، ظلت العلاقات السعودية السورية قوية.
 في النهاية ما تعيشه المنطقة حاليا، مع عودة العلاقات السعودية مع سوريا وإيران، سيكون بداية وخطوة جيدة نحو تعزيز الاستقرار في محيطنا العربي، وعودة قوية للعلاقات السورية واللبنانية مع دول مجلس التعاون الخليجي، فهو الوضع الطبيعي الذي تأخر كثيرا عن عالمنا العربي الذي ظل لأكثر من عقد، يعيش في حالة من عدم الاستقرار واتساع فجوة الصراعات، ولكن جاء إعلان عودة العلاقات السعودية السورية بمثابة قبلة الحياة للمنطقة بأسرها.
رئيس التحرير



              Pages