التحرير

بعد مرور عامين.. كابوس مرفأ بيروت لن يتلاشى




بعد مرور عامين.. كابوس مرفأ بيروت لن يتلاشى
بعد موجات الصدمة التي أصابت الجسد اللبناني منذ الرابع من أغسطس 2020، هدأ انفجار مرفأ بيروت، وبدأت التداعيات السياسية والانفعالية. 
لازالت هذه التداعيات مستمرة حتى يومنا هذا حيث أن التحقيق القضائي في انفجار المرفأ غارق في مكائد قانونية وسياسية.
وقد تظاهر بعض اللبنانيين، بمن فيهم نواب، احتجاجاً على مجلس القضاء الأعلى، وهو ما أدى إلى منع قاضي التحقيق طارق بيطار من أداء مهام عمله.
للأسف الشديد، أسوأ المخاوف قد تحققت، ويبدو أن العدالة ستُحرم منها عائلات ضحايا الانفجار البالغ عددهم 218 شخصًا والذي وُصف بأنه أكبر انفجار غير نووي في التاريخ وألحق أضرارًا كبيرة مدمرة بمدينة بأكملها.
لقد حاول ضحايا محزونون بالفعل اقتحام قصر العدل حيث سعى كبير المدعين العامين القاضي غسان عويدات لعرقلة جهود القاضي بيطار.
ووصف نواب في التغيير اللبناني والمعارضة جهود عرقلة التحقيق بـ «الانقلاب المدمر الذي بدأ باغتيال العدالة».
لديهم وجهة نظر. مرة أخرى، أظهرت المنظومة السياسية في البلاد أنها لا تستطيع أن تهتم بحكم البلاد من أجل الشعب، بل تريد بدلاً من ذلك تعزيز طموحاتها الأنانية والخاصة.
أشار تحالف قوى التغيير إلى عدم شرعية قرار القاضي عويدات بالعودة الى التحقيق بعد تنحيه لعلاقة وثيقة مع أحد المتهمين والذي له صفة سياسية باعتباره محسوباً على رئيس البرلمان السيد بري.
لقد صورته تصرفات القاضي عويدات على أنه وجه الخطأ في هذا التحقيق، والأكثر من ذلك، هو وجه الخطأ في الأنظمة القضائية والسياسية في لبنان.
يبدو أن الشد والجذب بين القاضي عويدات وبيطار قد زاد من الوضع السئ سوءًا. لا عجب أنه كانت هناك دعوة للتدخل الخارجي. وقد حذر التيار الوطني الحر من هذه النتيجة المحتملة عندما قال إن «النظام» ليس بمنأى عن الإجراءات القضائية الأوروبية.
زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل وصف وضع البلاد بـ «المقلق» من جراء الفراغ السياسي الناجم عن خلو الرئاسة وغير قادر على توفير القيادة التي تشتد الحاجة إليها.
وبالفعل، حتى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يعتبر أن سلطة الحكم غير موجودة في لبنان بسبب عدم تنفيذ اتفاق الطائف.
واقع الأمر أن البطريرك قد منح دعمه للقاضي طارق بيطار، داعياً إياه إلى «مواصلة عمله».
إن لبنان ليس بحاجة إلى هذه الأزمة الآن، فلديه ما يكفيه من أزمات مزمنة مرتبطة بغلاء المعيشة والفساد، والنازحين السوريين إلى داخل حدوده.
لقد كانت 2750 طناً من نترات الأمونيوم التي تم تخزينها في مرفأ بيروت بمثابة قنبلة موقوتة من نوع آخر. انظروا كيف انعكس ذلك على لبنان!
رئيس التحرير



              Pages