التحرير

افتتاحية: هل يمكن لروسيا أن تكون صانع سلام في الشرق الأوسط؟




افتتاحية: هل يمكن لروسيا أن تكون صانع سلام في الشرق الأوسط؟

لا تزال فوضى السياسة الخارجية الأمريكية التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تتردد حتى بعد تركه لمنصبه.

انسحاب أمريكا الترامبية من شمال سوريا ونهجها المتمركز حول الذات (والذي أفاد إسرائيل) قد ساعد على زيادة تآكل الدور الذي كان يأمل الكثيرون أن تلعبه الولايات المتحدة في إيجاد السلام في الشرق الأوسط.

الآن تتجه الأنظار إلى روسيا، وفلاديمير بوتين، في سيناريو يذكّرنا بالحرب الباردة.

لكن ما مدى اهتمام روسيا بأخذ دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كصانع ملوك، أو على الأقل صانع سلام؟

يجادل بعض المحللين بأن القادة الروس يرغبون على الأرجح في أن يُنظر إلى موسكو على قدم المساواة مع الولايات المتحدة وكوسيط إقليمي. سوف يشيرون إلى التدخل الروسي التاريخي عندما أقاموا علاقات في أماكن مثل سوريا وفلسطين ومصر والمغرب.

في الآونة الأخيرة، كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن السلطات الروسية نقلت إلى وفد حزب الله اللبناني في زيارة لموسكو، رسالة من إسرائيل مفادها أن تل أبيب لن تتحمل التصعيد العسكري من قبل الحزب الشيعي من جنوب لبنان.

كما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الجانب الروسي، برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف، رفع مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري خلال زيارة وفد حزب الله الى موسكو مؤخراً.

كما التقى لافروف بالحريري في أبو ظبي منذ أسابيع وبحث معه العراقيل التي تضعها إيران أمام تشكيل الحكومة اللبنانية.

وأضافت المصادر أن موسكو أثارت الموضوع مع الإيرانيين الذين ردوا بضرورة مناقشة هذا الأمر مع حزب الله. ولكن مصادر لبنانية تقول إن طموحات حزب الله بالسيطرة على الحكومة المقبلة هي العقبة الرئيسية أمام حل الأزمة.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أبلغ وفد حزب الله في موسكو أن «الوقت قد حان لتسوية تتجه نحو تشكيل الحكومة».

وعقد بوغدانوف اجتماعا مطولا مع وفد حزب الله بعد مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي.

يرى المراقبون إن روسيا لا تتخلى عن لعب دور مباشر أكثر تشدداً، عندما تتعرض مصالحها للتهديد... ويمكن ملاحظة ذلك في سوريا حيث تقدم روسيا دفاعًا دبلوماسيًا قويًا عن نظام بشار الأسد في الأمم المتحدة وبالتالي تزويد سوريا بالمعدات العسكرية لسحق التمرد. لذلك، إذا سقط الأسد، فستفقد روسيا قاعدتها البحرية، وهي القاعدة الوحيدة المتبقية للروس خارج الاتحاد السوفياتي السابق.

ويقول بعض مسؤولي المخابرات الأمريكية إن روسيا كانت راضية عن الوضع الراهن. وهي غير مهتمة بالديمقراطية... مجرد استقرار.

ومع بروز روسيا كوسيط قوة وطرف فاعل رئيسي في سوريا والمنطقة... السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل إفشال المبادرة الفرنسية وعقدة التأليف هما نتيجة عملية شد حبال بين موسكو وواشنطن وتدخل إقليمي؟.

رئيس التحرير




              Pages