في قداس التولية بسيدني اختار المطران انطوان طربية اسم شربل لتلتقي النسكية والقداسة في اسمه (انطوان – شربل) المطران انطوان شربل طربية في قداس التولية: «أرجو أن أكون الراعي الصالح وأقود قطيعي إلى المراعي الخضراء» ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي، اواخر الشهر الماضي، في الصرح البطريركي في بكركي، حفل سيامة الأسقفين الجديدين يوحنا حبيب شامية راعيا لأبرشية مار مارون - الأرجنيتن، وإنطوان شربل طربيه راعيا لأبرشية مار مارون في أوستراليا، بمشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، السفير البابوي غابرييل كاتشيا، رئيس المجمع الشرقي الكاردينال ليوناردي ساندري ممثلا دولة الفاتيكان والبابا فرنسيس، وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان . وحضر ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزير وليد الداعوق، وممثل عن رئيس الوزراء الاسترالي بشخص الوزير طوني بورك، وكان النائب سكوت موريسون ممثلاً زعيم المعارضة الفيدرالية طوني آبوت، وممثل عن رئيس حكومة الولاية بشخص النائب توماس جورج، بالاضافة لشخصيات وزارية ونيابية وديبلوماسية وحزبية، فضلاً عن وفد كبير الجالية الاسترالية اللبنانية وحشد غفير من رجال الدين والمؤمنين. وحضر أيضا رئيس غرفة التجارة اللبنانية الاسترالية في سيدني جو خطار، ورئيس الجامعة اللبنانية في العالم ميشال الدويهي، الزميل انور حرب وفاعليات من الجالية اللبنانية الاسترالية. الراعي وبعد الإنجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان “أنت هو المسيح ابن الله الحي” (متى 16:16)، أعرب فيها عن “الشكر الكبير لقداسة البابا فرنسيس، الذي أوفد رئيس المجمع الشرقي الكاردينال بوناردي ساندي لزيارة كنائسنا”. وقال: “يسعدنا أن نمنح الرسامة الأسقفية للمطرانين الجديدين يوحنا - حبيب شاميه، سليل الرهبانية المارونية المريمية، وأنطوان - شربل طربيه، سليل الرهبانية اللبنانية المارونية. وقد اختارهما الروح القدس، بلسان قداسة البابا فرنسيس وتقديم سينودس أساقفة كنيستنا المارونية: الأول على كرسي أبرشية مار شربل - الأرجنتين، والثاني على كرسي أبرشية مار مارون - اورستراليا. وهما يعلنان اليوم إيمان سمعان بطرس، في قيصرية فيليبس: “أنت هو المسيح ابن الله الحي” (متى 16: 16). تابع: “وبحكم هذا السلطان الإلهي، يجب على جميع المؤمنين أن يطيعوا التعليم المختص بالإيمان والحياة الأخلاقية، ولو أن المصالح الشخصية الرخيصة تبعد بعضهم عن سماع هذا التعليم، أو تحملهم على رفضه أو تعطيله أو مخالفته. ولنقلها مع قداسة البابا فرنسيس: الكنيسة لا تريد “مسيحيي صالون ومنابر”، ولا مسيحيي انتماء على الهوية وقيود النفوس، بل مسيحيين ملتزمين بحياة مسيحية شاهدة، قوامها الصلاة والممارسة الأسرارية، والأفعال البناءة، والمسلك الأخلاقي على كل من المستوى الشخصي والاجتماعي والوطني. المجتمع بحاجة إلى مثل هؤلاء المسيحيين لكي ينهض من ازماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويخرج من خيبات الأمل، ويزرع بذور الرجاء في قلوب شبيبتنا والاجيال الطالعة”. قداس التولية في سيدني ترأس راعي الأبرشية المارونية الجديد على استراليا ونيوزيلندا المطران أنطوان شربل طربيه وراعي الإبرشية المنتهية خدمته المطران عاد أبي كرم قداس التولية في كاتدرائية القديس مارون في ردفرن سيدني، عاونه في القداس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله ممثلا البطريرك الماروني مار بطرس بشاره الراعي وخادم كنيسة مار مارون المونسينيور عمانوئيل صقر والمونسينيور شورا مري والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة. حضر القداس لعدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والدينية ورؤساء واعضاء البلديات واهل واقرباء المطران طربيه وممثلو الجمعيات والمؤسسات والنوادي وحشد من أبناء الطائفة المارونية والجالية اللبنانية. استهل القداس بكلمة ترحيب القاها المونسينيور صقر، فكلمة المطران غلاغرالذي قرأ رسالة من قداسة البابا الذي هنأ فيها المطران طربية والطائفة المارونية. وقرأ الإنجيل بالإنكليزية الكردينال جورج بيل فيما قرأه بالعربية الاباتي طنوس نعمة. وبعد القداس تقبل المطران طربيه التهاني من الشخصيات والحضور في صالة «لامونتاج» وأقيم كوكتيل في المناسبة. أما الرقيم البطريركي الصادر عن البطريرك بشارة بطرس الراعي قرأه راعي أبرشية (البترون لبنان) المطران منير خيرالله. المطران أبي كرم بدوره، القى المطران عاد ابي كرم كلمة قال فيها: «انّ في التسليم والتسلُّم، بين مطرانٍ أتمَّ الشوطَ، ومطرانٍ يتأهّبُ للإنطلاق، ما هو أبعدُ من إجراءاتٍ إداريّةٍ فيها الحساباتُ والاحصاءات، وإنّما هو أيضًا، تسليمُ هيكليّاتٍ وتنظيماتٍ، انطَلقتْ، ومجالسَ كهنوتيّةٍ وراعويّةٍ ولجانٍ أُنْشِئَتْ ، وعَمِلتْ، وتعملُ على مُستوى الأبرشيّة، وفي الرعايا، وقد بلغَ عددُها الخمسَ عشرةَ لَجنةٍ تهتمُّ بشتّى القطاعاتِ، الموزَّعةِ بحَسَبِ الأعمار، أو بحسَبِ الحاجات ... فكلُّ هذه، أُسلِّمُها بفخرٍ واعتزازٍ إلى الأسقفِ الجديد، وستكونُ له، بدونِ ريبٍ، الساعدَ المُساعِدَ، والوسيلةَ الأساسيّةَ لعملِهِ الرسولي.» وأضاف يقول: «ويا أخي العزيز المطران أنطوان شربل، أنتَ من حَمَلْتَ في شخصِك رِفعةَ تنّورين، وعُمقَ قنّوبين، وروحانيّةَ رهبنةِ القدّيسين، الرهبانيّةِ اللبنانيةِ المارونيةِ، التي أُحَيّي رئيسَها، ومجلسَ مدبّريها، وكلَّ آبائها، ولاسيّما الذين خدَموا كنيستَنا في أوستراليا، والرهبانيّةُ تَسْعَدُ اليومَ بتاجِكم على رأسِها تقديرًا وعرفانا، كما حَملْتم، يا صاحبَ السيادة، ثقةَ رأسِ الكنيسة، قداسةِ البابا فرنسيس، الممثَل بينَنا بشخصِ سيادة السفير البابوي Most Reverend Paul Gallagher. وختم المطران ابي كرم يقول: «وإني في نهايةِ كلمتي الأخيرةِ هذه، أكرّرُ شكري لله، ولكنيستي، ولأساقفتِها، ولِكَهنتِها، ولأبنائها وبناتها، ولكلِّ من تَعاوَنْتُ معهم ومن أجلِهِم، مُستغفرًا جميعَ مّن أسأتُ إليهِم وإن بغير قصدٍ، ومستعذرًا عن كلِّ تقصيرٍ، حالَ دونَ تحقيقِ كلِّ ما كنتُ أصبُو إليه، حسْبي «أني أتمَمتُ شوطي، وأكمَلتُ خِدمتي، التي تلقَّيتُها من الربّ، وشهِدتُ لبشارة نعمةِالله»، كما قال بولس الرسول. المطران انطوان شربل طربيه وألقى المطران طربية عظة شكر فيها قداسة البابا فرنسيس والكاردينال الراعي والكاردينال بيل والمطران خيرالله والمطران عاد أبي كرم والسفير البابوي ومجلس اساقفة استراليا ومجلس الاساقفة الشرقيين، كما شكر الشخصيات الأسترالية واللبنانية التي شاركت في سيامته في لبنان، وشكر الاباتي نعمه ووفد الرهبانية على المشاركة في قداس التولية كما شكر رهبان دير مار شربل وأهله واقرباءه وجميع الذين رافقوه في رحلة العودة كما شكر أبناء الطائفة والجالية اللبنانية الذين حضروا من مختلف الولايات الأسترالية، وتحدث عن مسيرته الرهبانية. وقال المطران شربل طربية: “الليلة، في بداية فترة ولايتي الأسقفية، تقضي الخطوة الأولى بالنسبة لي بتجديد نذوري التي أكرس فيها حياتي للرب ولخدمته وخدمتكم وخصوصا الصغار. بالنسبة لي لا يمكن إدراك وجه الرب إلا من خلال انعكاسه بطريقة ما في وجه الإنسانية ووجه كل من أبناء الله. وأضاف: “يتجسد جوهر رسالتي ودعوتي في كلمات الرب: لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ» (يوحنا 15:16) وأضاف المطران شربل طربية: :استعدادا لرسامتي الأسقفية، اخترت القيام بالعزلة الروحية في دير سيدة قنوبين في وادي قاديشا المقدس في لبنان. وكانت إقامتي هناك فرصة للبقاء قريباً من جذور كنيستي المارونية، حيث عاش أجدادنا واستجابوا لنداء القداسة وقدموا شهادة حية للرب من خلال حياة الصلاة والتضحية والاستشهاد. وتابع: “بصفتنا أستراليين موارنة فخورين وأوفياء لتراثنا وتقاليدنا، فلنواصل الإسهام في أرض أستراليا الكريمة هذه، أرض الروح القدس وشعبها. ووجه الشكر الى جميع القادة الاستراليين الذين سافروا إلى لبنان لحضور الرسامة الأسقفية. وباعتباري مواطنا أستراليا فخورا، فإنه لشرف لي أن أدعو أستراليا بالوطن منذ عام 2004. وقد أصبحت اليوم البلد الأقرب إلى قلبي لأنها الأرض التي سأنفذ فيها مهمتي، الأرض التي دعاني الرب إلى خدمة شعبه فيها. وقال: “منذ ثلاثين عام، دعاني الرب إلى تكريس حياتي له في الرهبانية اللبنانية المارونية. ومنذ ذلك الحين، أصبح الدير بيتي والأم الروحية حيث نمت مواهبي وترسّخ إيماني وتبلورت شخصيتي. لا يمكن أن أشكر الدير كفاية على كل ما قدّمه لي. ولكن أخص بالشكر قدس الأباتي طنوس نعمة، الذي يعتبر قدوة للحياة الرهبانية والأبوة الروحية. وأضاف: “من المناسب أن أختار القديس شربل، أول قديس طوّب في الرهبانية اللبنانية المارونية، كشفيع لي. وتكريما له، وللقديس أنطونيوس الذي أعطاني والدي اسمه، يصبح اسمي الأسقفي أنطوان- شربل. أطلب إلى القديس شربل، الناسك المقدس الذي وصل إلى ملكوت السماء أن يتضرع لي لأكون الراعي الصالح وأقود قطيعي إلى المراعي الخضراء. وأعرب المطران انطوان شربل طربية عن محبته وتقديره للطائفة المارونية في استراليا وهي «اهم واكبر وانشط ابرشية مارونية في العالم، منوها انه سوف يبقى وفيا ومخلصا للأصول والميراث الماروني في استراليا. وختم يقول: “هل لي بكل تواضع أن أحذو حذو قداسة البابا فرانسيس، عندما سأل المؤمنين الدعاء له في بداية توليه البابوية. والآن أدعوكم، أيها الأخوة والأخوات في المسيح، للصلاة معي ولأجلي إلى ربنا. الوزير طوني بورك خاطب الوزير طوني بورك مجلس النواب الفيدرالي في كانبرا، بعد الزيارة التي قام بها الى لبنان لتمثيل رئيس الوزراء الاسترالي في حفل تنصيب المطران انطوان طربية وهذا بعض ما جاء في كلمته: “فى يوم الخامس والعشرين من مايو/آيار تم إيفادي أنا ونائب منطقة كوك إلى لبنان بمناسبة تنصيب المطران المارونى الجديد. إن سيامة الأسقف الماروني الجديد المطران طربية تمثل لحظة رائعة للكنيسة المارونية فى أستراليا». وأضاف: في اليوم التالي كان لدينا احتفال في تنورين قرية المطران طربيه، هنا استطيع أن أقول أن اللبنانيين يعرفون كيف يحتفلون بطريقة لا يستطيع الأستراليون مباراتهم فيها. وكانت واحدة من الاحتفالات الأكثر استثنائية بل لم ولن نرى مثلها من قبل ولا بعد. بينما كنا نسير في شوارع القرية بالزي التقليدي كان عدد من فتيات المنطقة يرمين الأرز والورود على الناس في كل مكان. وتابع بورك: “في وقت سابق، أتيحت لي الفرصة للقاء الرئيس سليمان، وأنا سعيد جدا سيادة نائب رئيس البرلمان حيث كنت انت أول من أثار معي فكرة زرع أرزة لبنان في أستراليا، تكريما لمناسبة تنصيب المطران طربية. وبالفعل بعد لقائي مع الرئيس سليمان، ذهبت الى
حدائق القصر الرئاسي .. وكان هناك في قلب الحديقة شجرة الأرز القديم، شجرة ارز صغيرة وشجرة زيتون، فانتهزت الفرصة وزرعت معهم شجرة صمغ. وخلال تواجدي في تنورين، قمت بدعوة المطران طربيه، بعد عودته الى استراليا، للمجيء إلى «اللودج» (المنزل الرسمي لرئيس الوزراء الاسترالي) في كانبيرا، حيث زرعت هناك ايضاً شجرة أرز لبنانية بين الأشجارالأسترالية. وقال الوزير بورك: “هناك حالة فخر غير عادية داخل الطائفة المارونية والجالية اللبنانية عموماً، حول التواصل الذي لا يزال قائماً بين لبنان واستراليا في اطار القيم العائلية والايمان. وفود المهنئين وقد استقبل المطران الجديد انطوان شربل طربية، العديد من أبناء الطائفة المارونية والجالية اللبنانية، جمعيات، مؤسسات، تيارات، احزاب وأفراد، فضلاً عن شخصيات سياسية وحكومية ودينية ورجال دين وأعمال وإعلام، بالاضافة لتلقيه العديد من بطاقات وبرقيات التهنئة من داخل استراليا وخارجها. |