بعد سنوات من العرقلة السياسية، استأنف بيطار التحقيق المتوقف في منتصف كانون الثاني/يناير، واستجوب...





في ظل تغييرات سياسية كبرى.. القاضي بيطار يستجوب كبار القادة الأمنيين السابقين في انفجار مرفأ بيروت
11/04/2025
سيدني - الميدل ايست تايمز الدولية:
في ظل تغيرات سياسية  كبيرة، استجوب القاضي اللبناني الذي يحقق في الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020 اثنين من كبار القادة الأمنيين السابقين يوم الجمعة، من بينهم مدير عام الأمن العام السابق الذي مثل أمام المحكمة للمرة الأولى منذ استدعائه قبل نحو أربع سنوات، بحسب أربعة مسؤولين قضائيين واثنين من المسؤولين الأمنيين.
وتمثل جلسات الاستماع انفراجة نادرة في التحقيق المتوقف منذ فترة طويلة.
وكان اللواء عباس إبراهيم ورئيس جهاز أمن الدولة السابق اللواء طوني صليبا من بين عدة مسؤولين متهمين في إطار التحقيقات المتعلقة التفجير الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً دون أن يتم الكشف عن التهم المحددة.
وقد مثل إبراهيم أمام المحكمة للمرة الأولى، حيث استجوبه القاضي طارق بيطار حول عمليات مديرية الأمن العام خلال فترة ولايته وطلب وثائق ذات صلة، ومن المتوقع أن يقدمها محامي إبراهيم الأسبوع المقبل.
ويُعرف عن إبراهيم، الذي ترأس مديرية الأمن العام بين عامي 2011 و2023، علاقاته الواسعة مع شخصيات محلية وإقليمية ودولية، بما في ذلك جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران والحكومة السورية والدول الغربية، مما يجعله وسيطاً سياسياً رئيسياً.
وقال محامو إبراهيم في بيان لهم إن مدير الأمن العام السابق مثل أمام المحكمة على الرغم من أنه سبق أن تقدم بطعن قانوني ضد القاضي بيطار وعلى الرغم من ادعائه بأنه محصن من الملاحقة القضائية، وفقا لمونت كارو الدولية.
وقال محاموه إنه مثل ”احتراماً لعائلات الشهداء والضحايا وإيماناً منه بالعدالة والحقيقة والتزاماً منه بالتمسك بالإجراءات القانونية ومسار العدالة“.
وقد تعاون صليبا، الذي يمثل أمام المحكمة للمرة الرابعة، مع جلسة الاستماع، حيث قدم وثائق تتعلق بدوره في أمن الدولة، وبعد جلسة الاستماع، وصف صليبا في بيان له الإجراءات بأنها "إيجابية".
في 4 آب/أغسطس 2020، انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم في مستودع في مرفأ بيروت، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 218 شخصًا وإصابة أكثر من 6000 شخص وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة. وتسبب الانفجار، وهو أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، في أضرار بمليارات الدولارات وأحدث صدمة في العاصمة اللبنانية.
بعد سنوات من العرقلة السياسية، استأنف بيطار التحقيق المتوقف في منتصف كانون الثاني/يناير، واستجوب موظفين في المرفأ والجمارك، ومسؤولين عسكريين متقاعدين، والرئيس السابق لأمن المرفأ، ومدير مخابرات الجيش السابق، و12 شاهدًا.
يتزامن هذا التطور مع تغييرات سياسية كبيرة في لبنان، بما في ذلك انتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية وتعيين نواف سلام رئيسا للوزراء، وكلاهما يُنظر إليهما على أنهما من خارج المؤسسة السياسية التقليدية، التي تضم العديد من الشخصيات المتهمة في قضية انفجار المرفأ.
وقد اتهم العديد من المسؤولين المتورطين في التحقيق بيطار بالانحياز، ورفضوا الإدلاء بشهادتهم، وقدموا شكاوى قانونية ضده.
ومن المتوقع أن يستجوب بيطار الأسبوع المقبل كبار القادة السياسيين السابقين. ومن المقرر أن يمثل رئيس الوزراء السابق حسان دياب، الذي كان في منصبه وقت انفجار المرفأ، وهو من بين المتهمين من قبل بيطار، أمام المحكمة في مايو/أيار. وسيعقب جلسة الاستماع إليه استجواب أربعة قضاة.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يقدم وفد فرنسي نتائج تحقيقه في الانفجار في وقت لاحق من شهر أبريل/نيسان. بدأت فرنسا تحقيقها الخاص في الانفجار في عام 2020 بعد مقتل ثلاثة مواطنين فرنسيين في الانفجار. ومع ذلك، واجه القضاة الفرنسيون عقبات في الوصول إلى وثائق التحقيق اللبناني الذي أعاقه التدخل السياسي.