غبطة البطاركة المسيحيّون إلى أين معكم ؟ السفير الدكتور جيلبير المجبِّرْ أيُّها البطاركة أيُّها السّادة المطارنة، إنني من الذين عايشوا الأحداث التاريخية – السياسية – الأمنية – الإجتماعية – التربوية الكبيرة وكِدْتُ أكفر بكل مسؤول لولا العناية الإلهية وصلواتي وصلوات المحبيّن، إنني من الذين يسعوّن إلى صناعة السياسة اللبنانية بكل فخر ونُبل بعيدة عن التزّلُف والكذب والسرقة والبيع والرهن للأوطان، إنني إبن المسيح أحمل سلام المسيح بصلابة ووضوح في الرؤية تفتقدونها أنتم جميعًا وإلاّ إشرحوا لي ومسيحيي الشرق لِما نحن على ما نحنُ عليه؟! أحد البطاركة إفتتح مؤتمركم بدقيقة صمت عن أرواح طلاّب قصفتهم طائرات العدو، كان الحرّي بكم عدم التخصيص بل التعميم عن كل أرواح الشهدأ الذين سقطوا على الأراضي العربية يوم كنتم بطاركة لزوم ما لا يلزم، ويوم تهجّر مسيحيّو الشرق دونما أن تحركوا ساكنًا فعلا إذا إبتلينا بالمعاصي فمن أفعالكم وتقصيركم. أيُّها البطاركة أيها السادة المطارنة، محنة المسيحيين في لبنان والمشرق العربي تتمحور حول قادة رأي تجتمعون بهم وتخصصون لهم الوقت الكافي لا لمناقشة أوضاعنا كمسيحيين بل للهروب من الحقيقة المؤلمة وإجتماعاتكم هي بمثابة رفع عتب إننا في الأيام الصعبة و"أيام المُحل"، ومن قلب المعاناة وهذا الواقع المأزوم وخشية على الحرية والتعددية والتنوّع وحتى الديمقراطية أكتبْ هذه المقالة متسائلاً: المسيحيّون معكم ألى أين؟! سؤالي يشمل كل مسيحيي المشرق العربي وخصوصًا مسيحيي لبنان بكل معنى المصير والمستقبل ومثلي مثل سائر المسيحيين سواء أكانوا في لبنان أو في بلاد الإغتراب بإعتبار أنّ مسيحيي العراق وسوريا وفلسطين باتوا بمثابة "العرب الرُحّلْ"، نسأل سوية عن هذه اللامبلاة والقساوة والأنانيات الشخصية التي قضت على الوجود المسيحي السياسي – الديمغرافي – الإجتماعي لا لشيء إلاّ لرغبة مشتركة بينكم وبين الساسة في حب المصلحة العامة. أيُّها البطاركة أيُّها السادة المطارنة، أعذروني على صراحتي وأعتقد أنّ معظمكم خبرني وتعاطى معي إننا في عمق الأزمة وما تفعلونه لا يُجدي نفعًا، إننا في عمق الأزمة أزمة المعاناة الفكرية والوجودية، إنني أسألكم وأجزم أنّ لا جواب لديكم !! أسأل عن المشرق المسيحي – العربي، وبالتالي أستطرد لأوجه سؤالاً لبطريرك الموارنة: أين هو لبنان في هذا المشرق المسيحي المهجّر؟ سؤال حول وطن يا غبطة البطريرك الراعي عَمِلَ موارنتنا الأجداد بعناد وثبات، لبنان كان وطن للحرية والعيش المشترك كان شرقًا مغمورًا بالنزاعات دفع ثمنه المسيحييون قتلاً وتشريدًا، وهذا الأسبوع تتحفونا بـ "لازم نعمل هيك – دقيقة صمت – أحبوا بعضكم بعضًا... وكل هذه المعزوفة..." ألا تخجلون من هذا الواقع طلابنا يفتقدون العلم، مدراسنا الكاثوليكية تتاجر ولا تقوم برسالتها التعليمية، أين رجال الدين، أين الرهبان الذين تمّسكوا بالإيمان وعانوا ما عانوه من قهر وإضطهاد من أجل حرية عقيدتهم وفكرهم وحرية أوطانهم وأملاك أديرتهم وأوقافهم ؟! كلما قرأنا عن رهبانية نُلاحظ أنّ هناك سرقة وتحايل على القوانين الكنسية وسرقة الأوقاف، ناهيك عن أوقاف الكنيسة بما فيها أوقاف بكركي "والرجال يسترجي يسأل دائرة الأوقاف عندكم عن قطعة أرض؟". أيُّها البطاركة أيُّها السادة المطارنة، إنّ تراجعكم عن القيادة والتخطيط هو سبب أزماتنا وهذا ليس بأمر طبيعي لأنكم أصبتحم جزءًا من المؤامرة، وهذه هي رغبة الشياطين الذين لا يرغبون في حضور مسيحي فاعل في لبنان وفي المشرق العربي، أخشى أن تكونوا أدوات لهؤلاء الشياطين!! بطاركة – ساسة – مطارنة، عا مد عينك والنظر ومزايدات وتنازلات عطّلت الأوضاع العامة في كل البلدان العربية وأدتّ إلى إنحدار المجتمع المشرقي المسيحي عامة واللبناني خاصة إلى الإنحدار التدريجي إلى أنْ أصبح شبه معدوم معكم جميعًا وليس بقدرة واحد منكم إعفاء نفسه من المسؤولية... لا تأتوني بجواب: "نحن لا نشتغل بالسياسة، هذا كذب ورياء". أيُّها البطاركة أيّها السادة المطارنة، الأوضاع أكدّت أنكم عاجزون فبالله عليكم إستقيلوا وإسمحوا للنخبة أن تقود بتجرّد أو أنتم سبب تدميرنا في حالة بقائكم على ما أنتم عليه... |