التحدّي الأكبَر… أن نَبْقى ونستَمرّ…!؟





التحدّي الأكبَر…
أن نَبْقى ونستَمرّ…!؟
ليس سهلاً على المرء أن يتحمّل عِبء تاريخٍ مُثْقلٍَ بالأخطاء والخطايا… ليس سهلاً علينا، نحن اللبنانيّين، أن نَثْبُت في قناعاتِنا الوطنيّة، بعد ما اكتَشَفْنا، وللأسف، هشاشة مجتمعنا السياسي، وتهافت خطابه الفارغ من مصطلحات فهرس الكرامة الوطنيّة، ونكران الذات، واحترام الشأن العام… فمنذ أحداث القرن التاسع عشر المؤلمة، في الزمن العثماني، والتي تحمل من الدلالات ما يفيض عن قدرتنا على الإستيعاب؛ منذ ذلك الزمن الأسود، ونحن نحاول انتشال ما تبقّى من وطنٍ كان عُرْضَةً لكلّ أشكال الفرز، والإنقسامات، والإجتهادات، والهرطقات… بدءاً من "نظام، ما سمّي بالقائمقاميّتين"، وصولاً الى "الدستور" الملتَبِس في التسويات الأخيرة: من "الطائف"(١٩٨٩)، إلى "الدوحة"(٢٠٠٧)… مروراً بإعلان "دولة لبنان الكبير"(١٩٢٠) ومرتكزاتها، و"دستور ١٩٢٦" وصورته المؤقتة، و"ميثاق ١٩٤٣" وصيغته التوافقيّة… وفيما بَعد "الوثيقة الدستوريّة"(١٩٧٥)، و"مؤتمر لوزان"(١٩٨٤)، و"الإتفاق الثلاثي"(١٩٨٦)… وما يمكن أن يكون قد عُقِدَ من صفقات في الخفاء.
كلّ ذلك، لم يَبْلُغ بنا حدّ تأسيس نظام سياسيّ عصري، عادل ومستقرّ… ولم ننجح في بَلْوَرة هويّةٍ وطنيّةٍ ناصعة…!؟ ترى، أنحن مصابون بقصورٍ نشوئيّ يمنعنا من اجتراح حلولٍ مستدامةٍ لمجتمعٍ ارتضيناه رغم التجارب القاسية… أم أنّ ثمّة مَن يَمْنع تلك الحلول من أن ترى النور… كما لو أنه كُتِبَ علينا أن نصاب بداء فقدان المناعة… كي نزول…!؟
ناصيف قزّي