هناك ثلاثة أمور تتحكم بالأزمة الحكومية...





معادلة "مفتعلة"... تطيل الأزمة وتعطِّل الإنقاذ

8/9/2021

حسـن سـعد

هناك ثلاثة أمور تتحكم بالأزمة الحكومية، وكل أمر منها بمثابة أمر واقع لا فكاك منه ولا علاج له، ولا إنقاذ للبلد وهذه الأمور مجتمعة، من دون عملية جراحية معقدة، لا يبدو أن بمقدور أي جهة داخلية أو خارجية القيام بها في مثل هذه الظروف الدقيقة والحرجة، أو معجزة لا قدرة للجميع ومنهم الشعب اللبناني على انتظار حصولها.

الأمر الأول: "حاجة" لبنان الدولة والشعب إلى الإنقاذ "المُعجَّل" من الأزمات والكوارث والمآسي التي يعيشها.

الأمر الثاني: "خشية" فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من السقوط في فخ التحجيم أو الإقصاء الذي يتهدّده، وربما ينتظره.

الأمر الثالث: "رغبة" معظم أفرقاء منظومة المصالح والطموحات بإعدام حظوظ النائب جبران باسيل بالوصول إلى رئاسة الجمهورية.

اللافت المؤسف حتى الآن، هو أن لا دوافع إنسانية ولا أخلاقية ولا حتى وطنية كافية لدى معظم مكونات المنظومة الحاكمة والمتحكمة تسمح بإعطاء الأولوية المطلقة لـ "حاجة" البلد للإنقاذ، كمصلحة عليا، بدلاً من وضع "الحاجة" رهينة هذه "الخشية" وتلك "الرغبة"، والمعلوم أن منطلق كل منهما حسابات شخصية انتقامية.

هذا الواقع، يؤكد أن البلد أسير عقبة أساسية "متعددة الأفعال والفاعلين"، إذ لا فريق سياسياً طائفياً بريئاً من دور له في افتعالها والتلطّي خلفها، ما تزال تمنع تشكيل الحكومة الموعودة، والأصح "المزعومة"، وجرَّاء هذا المنع تؤخر إطلاق عملية الإنقاذ الذي بات أشبه بالمستحيل.

هذه العقبة، تتمثل في المعادلة "المفتعلة" والقائمة على ثلاثية "حاجة وخشية ورغبة"، والظاهر بوضوح أنها ذات أهداف متناقضة ومتعارضة، التي لا يمكن في ظل مفاعيلها السلبية، الآنية والمتوسطة المدى، انتاج حلّ ينتظره لبنان واللبنانيون على أحر من الجمر والعذاب والإذلال.

"حاجة وخشية ورغبة"، معادلة ثلاثية تطيل الأزمة وتعطِّل الإنقاذ، ومعها لا أمل قريباً بالخلاص، طالما إن الجميع مشارك فيها.