فرقة هياكل بعلبك تحافظ على الارث والفولكلور والتراث 14/11/2023 نبيل حرب سيدني – الميدل ايست تايمز الدولية: لطالما كانت بعلبك من أهم المناطق اللبنانية التي اختزنت ثقلا ثقافية كبيرا بعدما كان لموقعها الاستراتيجي عاملا في تحديد دورها في العصور القديمة، إذ إنها كانت تقع على مفترق عدد من طرق القوافل التي كانت تصل الساحل المتوسطي بالبر الشامي وشمالي سورية بشمالي فلسطين. شيد الرومان معابد ضخمة فيها إستقطبت لسنوات ماضية وحتى اليوم عددا كبيرا من السياح العرب والأجانب وقد احتضنت مهرجانات عالمية لأشهر الفنانين العرب والأجانب، وما زاد بعلبك جمالاً نخوة أهلها وتقاليدهم التي لا يزالون حتى يومنا هذا متمسكين فيها. ** بعلبك شهدت في السنوات القليلة الماضية تراجعاً ملحوظاً في عدد سواحها، إلا أنه لا يزال أهلها مصرون على إبراز جمالها التراثي الثقافي والعادات فيها كالدبكة وغيرها ولعل من أبرزهم جمعية هياكل بعلبك الناشطة في سبيل جمع وتوحيد صغار بعلبك وكبارها في الدبكة وتطويرها وتقديم صورة جميلة عن الدبكة البعلبكية... حول هذا الموضوع التقينا رئيس جمعية فرقة هياكل بعلبك السيد هيثم عباس الدبس ودار هذا الحوار: -هل أخبرتنا عن جمعية فرقة هياكل بعلبك وعن أبرز أهدافها؟ *جمعية "هياكل بعلبك" هي جمعية تراثية ثقافية مركزها الرئيسي في بيروت- الجديدة أما قاعة التدريب فموجودة في مدينة بعلبك وتضم هذه الجمعية هيئة إدارية وهيئة عامة وفرقة رقص فولكلور ودبكة مؤلفة من 150 راقص وراقصة. تأسست الجمعية عام 1992 وتشكلت نواتها من 6 رجال تعلموا الدبكة القديمة من الرجال الكبار في السن في بعلبك وعلى رأسهم ذكريا صلح "أبو يحيا"، محمد صلح "أبو مجد"، حسن شلحة "أبو مصطفى وغيرهم. حازت الجمعية على ترخيص من وزارة الشباب والرياضة سنة 2003 ومن أهدافها أولاً الحفاظ على التراث الأصيل وبالتالي نشر ثقافة الفرح والسعادة وقد وضعنا إهتمامنا في "الفن" لأنه وسيلة عابرة للطوائف. تقوم جمعية هياكل بعلبك بأعمال تراثية ثقافية للإضاءة على تراث بعلبك الأصيل على مسارح لبنان وعلى شاشات التلفزة من خلال البرامج الفنية ونقوم بنشاطات عديدة في فصل الصيف مثلاً يوم بعلبكي يضم لوحات دبكة، دبكة بعلبكية وركوب خيل وعرض تراث بعلبكي قديم .
**
** - حتى اليوم ما الذي حققته الجمعية وما هي مشاريعكم المستقبلية؟ *قامت الجمعية بتمثيل لبنان بمهرجانات عالمية كثيرة أذكر منها: " القرية العالمية في الإمارات" كما قامت عام 2005 بتقديم عمل فني مسرحي بعنوان "العرس البعلبكي" على مسرح الأونيسكو وأنشأت فرقة هياكل بعلبك أكاديمية لتعليم الدبكة البعلبكية القديمة في بعلبك وفي بيروت-الحازمية. أما عن مشاريعنا المستقبلية، فقد إستحصلت الجمعية على ترخيص لبناء مركز ثقافي في مدينة بعلبك يضم مسرحا وقاعات تدريب ولكن توقف العمل بهذا المركز بسبب جائحة كورونا وحجز الأموال في البنوك ونحن بصدد إستكمال العمل في الفترة المقبلة. - العادات والتقاليد في بعلبك أخبرنا عنها، وكيف تعملون كجمعية للحفاظ عليها؟ *في الحقيقة بعلبك مظلومة كثيراً هناك تهميش إعلامي عليها ويتم التركيز فقط على موضوع القلعة فقط والمهرجانات، ولكن تحمل بعلبك عادات وتقاليد جميلة جداً كالعرس البعلبكي الذي يستمر لسبعة أيام، ولا نزال حتى اليوم نمارس اجمل التقاليد والعادات ونحن نفخر بتراثنا وهناك تعاون كبير فيما بيننا كأهالي بعلبك لحفظ هذه التقاليد كما نتشبث ونتمسك بالفنون الجميلة لأنه من ليس له تاريخ ليس له حاضر ولا مستقبل، إذ أن هذه الدبكة وهذا التراث والملابس التقليدية يضفون جمالاً على اعمالنا بدل إستحضار التراث ألاجنبي... بالتالي الدبكة موجودة في مجتمعنا بالفطرة وتربى اللبنانيون على هذه التقاليد، وهذا ما نقوم به كجمعية هياكل بعلبك أي تعزيز هذه الفنون وتنظيم الفرق والمضمون لتقديمه بطريقة جميلة من خلال المهرجانات، الأعراس، وتمثيل لبنان في الخارج ...وخلا جولاتنا في الخارج اكتشفنا ان المغتربين بشكل عام ما زالوا يحتفظون بهذا الارث ويتقنون الدبكة.
** -كيف أثر الوضع الحالي عليكم؟ وهل من دعم تتلقونه من الجهات المعنية؟ *في الفترات السابقة أي ما قبل الأزمة كان هناك تعاون كبير بيننا وبين وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة وكنا نتلقى القليل من الدعم من قبل الدولة لكن في الفترة الماضية غاب هذا الأمر مع تعرضنا للأزمة الإقتصادية الصعبة إذ باتت القدرة الشرائية لدى المواطنين ضعيفة وبالتالي إنتشار فيروس كورونا وتوقف الإحتفالات والمهرجانات والأعراس كله اثر علينا فتراجع نشاط الفرقة وقد أدى الإنهيار الإقتصادي وضعف القيمة الشرائية إلى تراجع إيرادات الفرقة لكن سعينا للنهوض مجددا رغم الظروف وكان لنا شرف المشاركة بأعمال خارج لبنان. - هل تشهد قلعة بعلبك فورة سياحية كالسابق؟ وما تقييمك للوضع؟ *بدأت الحركة السياحية تتراجع منذ عام 2010 بسبب الحرب في سوريا وتدنت إلى أقصى مستوياتها عند بدء جائحة كورونا والأزمة المالية في لبنان، وعلى الرغم من أن المنطقة تضم أهم آثارات وأماكن سياحية ولكن للأسف بات الإستثمار السياحي شبه معدوم ولأسباب عديدة. بعلبك اليوم بحاجة إلى عناية إستثنائية من خلال تعاون كل الوزارات والإدارات والبلديات لخلق مناخ للإستثمار السياحي وجذب أكبر عدد ممكن من السياح... بعلبك هي كنز وطني وليست ملك أهلها فقط إنما ملك لبنان والشرق بأكمله وهي بحاجة لعناية وإستقطاب... وخلق فرص عمل عن طريق تعاون كل الوزارات والفعاليات الموجودة في المنطقة لإقامة خطة سياحية كاملة لإستقطاب السياح وخطط لمساعدة الإستثمار السياحي من حيث التسهيل في المعاملات والرخص. وختم بالتأكيد إن مهرجانات بعلبك هي من أهم المهرجانات كانت ولا تزال تستقطب أهم الفرق العالمية على مسرح معابد بعلبك وبالتالي فهي تجذب عدد كبير من الحضور من كافة أنحاء العالم. ونطالب الدولة اللبنانية بكل مؤسستها الإهتمام ورعاية مدينة بعلبك لما تضم من مخزون ثقافي وإرث فني مما يخلق فرص عمل كثيرة ويجلب إيرادات إقتصادية من خلال السياحة، لأن بعلبك ممكن أن تكون مصدر دخل لكل لبنان. نبيل حرب |