نصرالله: "سوف نبقى نتطلع إلى مستقبل واعد للبنان ...، بمسلميه ومسيحييه، نحن نتطلع إلى لبنان القوي، السيد، الحر، العزيز..."

نصرالله: سيأتي اليوم قريبا الذي سيصل فيه كل الشعب الفلسطيني ليعلم وليؤمن وليحسم خياره بأن المقاومة هي الطريق الوحيد




نصرالله: "سوف نبقى نتطلع إلى مستقبل واعد للبنان ...، بمسلميه ومسيحييه، نحن نتطلع إلى لبنان القوي، السيد، الحر، العزيز..."

نصرالله: سيأتي اليوم قريبا الذي سيصل فيه كل الشعب الفلسطيني ليعلم وليؤمن وليحسم خياره بأن المقاومة هي الطريق الوحيد

لبنان - ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة في ختام مسيرة اليوم العاشر من محرم قال فيها: "أنا وأنتم في هذه الساعة نتوجه بالعزاء إلى صاحب العزاء، إلى حفيد الحسين، إلى بقية الله في الأرضين، الإمام الحجة بن الحسن العسكري المهدي، نقدم له عزاءنا ومواساتنا، ونعبر له عن آلامنا وأحزاننا ومشاركتنا له في هذا المصاب الجلل والأليم، والذي يبكي فيه جده بدل الدموع دما، أيضا نتوجه بالعزاء إلى مراجعنا العظام وفي مقدمهم سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي، وإلى كل مسلمي العالم، وإلى كل محبي أهل البيت".

أضاف: "جرت العادة أيها الإخوة والأخوات في يوم العاشر أو في الخطاب العاشورائي أن أتكلم بإختصار شديد، لأنكم في الليل كنتم تسهرون، وقمتم من الصباح الباكر، ومشيتم طوال هذه المسافة والآن لساعات في حر الشمس، لذلك ستكون كلمتي مختصرة، وفيها إشارة إلى بعض المواقف وخصوصا ما يعني في لبنان في آخر الكلمة".

وقال: "أولا أتوجه إليكم جميعا بالشكر على هذا الحضور الكبير والمهيب والمواسي لرسول الله ولآل رسول الله ولصاحب الزمان، وأنتم تعبرون اليوم، كما كنتم تعبرون على مدى أربعين ربيعا وأربعين عاما، عن وفائكم، عن إخلاصكم، عن صدقكم، عن ثباتكم، لم يمنعكم عن التعبير عن هذا الحب وهذا العشق وهذا الولاء، لا حرب ولا قتال ولا سيارات  مفخخة ولا حر ولا مطر ولا ثلج، على مدى الأربعين سنة الماضية. اليوم أيضا نحتشد في هذه الساحة لنجدد بيعتنا وعهدنا وميثاقنا مع رسول الله، مع آل رسول الله، مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، ونقول له كما قلنا ليلة الأمس: يا سيدنا وإمامنا، نحن باقون معك، وفي طريقك نلبي نداءك، نحمل رايتك، نحفظ إسلام جدك الذي أستشهدت من أجل بقائه وحفظه، ندافع عن عز أمتنا، التي أستشهدت من أجل أن تبقى عزيزة، فلا يذلها لا يزيد ولا إبن زياد في عالم مليىء بالطواغيت. نحن اليوم ومن موقع الجهاد وفي ميادين الجهاد نجدد لك يا أبا عبد الله، رجالا ونساء وشيبا وشبانا وصغارا وكبارا، نجدد لك عهدنا وبيعتنا وصدقنا وإخلاصنا وإلتزامنا في هذا الطريق، الذي لن نتخلى عنه مهما كانت التضحيات، فكما كنا نقول على مدى الأربعين عاما في جبهات القتال، في محاور المقاومة، في تشييع الشهداء، في الموقف السياسي، في مواجهة التحدي في كل الميادين: " لبيك  يا حسين".

وتابع: "في يوم نصرة المظلوم، يوم عاشوراء هو يوم نصرة المظلوم، أبدأ بكلمة للتعبير عن المواساة للمظلومين في نيجيريا، عادة نبدأ من فلسطين، ولكن إسمحوا لي أن أبدأ من نيجيريا، هناك أتباع لأهل البيت ما زالوا حتى الآن في كل سنة عندما يحيون يوم العاشر ويخرجون في مواكبهم السلمية الحسينية، رجالا ونساء، يطلق عليهم النارويسقط منهم الشهداء من الرجال والنساء والصغار، هذه المظلومية ما زالت أيضا في هذا الزمن، تذكرنا بكل الأزمنة الماضية، التي كان يقتل فيها زوار الحسين ويقتل فيها الباكون على الحسين ويقتل فيها من يحيي ذكرى الحسين، للأسف ما زال هذا الزمن قائما، في نيجيريا موجود، في أفغانستان موجود، في أماكن أخرى من العالم موجود، وإن كان ابتعدت وأمنت فيه ساحات كثيرة".

وقال: "على كل، في بداية الكلمة نعبر عن مواساتنا للقائد الكبير في نيجيريا المظلوم المجاهد الصابر والد الشهداء الشيخ الزكزكي ولعائلته ولكل عوائل الشهداء، نسأل الله أن يتقبلهم في طريق الحسين ومع الحسين، وأن يعجل شفاء جرحاهم. المسألة المركزية في يوم المظلوم هي فلسطين، الأرض المحتلة والمقدسات المغتصبة والشعب المظلوم والمعذب والمضطهد. اليوم أيها الاخوة والأخوات يجب أن يكون واضحا لكل ذي عقل وضمير أن معايير الإنسانية، وأن معيار الإسلام، وأن معيار الشرف، ولمن يدعي العروبة أن معيار العروبة هو الموقف من فلسطين، وما يجري فيها، وما يجري عليها. شعبها المظلوم هناك ثابت وأبي وصامد، صباح اليوم يقاتل في نابلس، وبالأمس وعلى مدى أيام يقاتل في غزة لا يلين ولا يضعف ولا يستكين ولا يخضع وبالرغم من الحصار والخذلان والتخلي وسكوت العالم يفرض قواعده ومعادلاته وشروطه على العدو ويزداد إيمانا يوما بعد يوم بالمقاومة كخيار وحيد لتحرير الأرض والمقدسات وحماية الوجود والكرامة، ويوما بعد يوم سيصل كل الشعب الفلسطيني إذا ما زال هناك شريحة معينة، فئة معينة، ما زالت مترددة أو حائرة أو ملتبس عليها الخيارات، سيأتي اليوم قريبا الذي سيصل فيه كل الشعب الفلسطيني ليعلم وليؤمن وليحسم خياره بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير المقدسات ولاستعادة فلسطين ولعودة الفلسطينيين المهجرين في كل دول الشتات والعالم. ونحن لا نتوقع من المستكبرين كالأميركيين وأمثالهم رحمة أو عدلا، ولكن نتوجه إلى من يدعون الانتساب إلى الإسلام أو إلى العروبة ونسألهم أين هم من دماء الأطفال والنساء المسفوكة ظلما في غزة وفي الضفة هذا العام وفي العام الماضي في سيف القدس؟ دماء هؤلاء الشهداء يجب أن نراه دائما، من موقع الإدانة، على وجوه المطبعين وعلى أيدي المستسلمين تصرخ فيهم وتدعوهم إلى العودة والتوبة".

أضاف: "في عاشوراء الحسين عليه السلام نعتز بالمجاهدين والمقاومين في فلسطين الذين قاتلوا ودائما كانوا يقاتلون بثبات وشجاعة وصمود أسطوري، نعتز بقادتهم الشهداء الذين سقطوا في الأيام الماضية. نجدد التزامنا في مسيرتنا اليوم كما كنا نفعل في 40 عاما، نجدد التزامنا بهذه القضية المقدسة القضية الفلسطينية، ونجدد وقوفنا إلى جانب هذا الشعب المجاهد والمقاوم، ونحن الموجودون دائما في الجبهة الأمامية في الصراع مع هذا العدو الصهيوني الغاشم. من أبشع المطبعين أيها الإخوة والأخوات نظام البحرين الذي أظهر في الأيام القليلة الماضية إلى جانب تسلطه وظلمه وطغيانه أنه لا يطيق راية سوداء ترمز إلى الحسين عليه السلام ترفع في شارع في المنامة أو في قرية من قرى البحرين أو على عمود أو على مدخل منزل. ولكنه يطيق الصهاينة الذين يجولون في عاصمته ويرقصون في نواديها، اليوم نستحضر مظلومية شعب البحرين الأبي والصابر والمظلوم أمام طغمة حاكمة فاسدة خائنة تسلبه أبسط حقوقه الطبيعية، وتعتدي على رموزه ومقدساته وتحتضن أعداءه، وتفرض التطبيع وهو الذي يرفض التطبيع ويعلن عداءه المطلق لإسرائيل ونصرته المطلقة لشعبها الفلسطيني ومقاومته الأبية".

وتابع: "في هذا اليوم أيضا في يوم المظلوم نجدد وقفتنا إلى جانب الشعب المجاهد والمقاوم والمحاصر في اليمن الذين يقاتلون منذ سنوات دفاعا عن كرامتهم ووجودهم ووطنهم في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة العدوان وفي مواجهة الإذلال، وفي مواجهة الاستكبار لا يعرفون الكلل ولا الممل. يملأون الجبهات في الحرب وعلى امتداد السنوات، ويملأون الساحات والميادين ولا يغيبون عن مناسبات الأمة لا في يوم القدس ولا في عاشوراء ولا في مولد النبي، ولا في نصرة فلسطين يتظاهرون لها في الوقت الذي تغيب فيه أغلب ساحات العالم العربي والإسلامي وبالرغم من كل آلامهم وجراحهم ومظلوميتهم وغربتهم. هؤلاء الأبطال هذا الشعب الأبي المجاهد في اليمن هو تجسيد حقيقي في القتال والصمود وإباء الضيم والشهادة والصبر وانتصار الدم على السيف والوفاء والثبات تجسيد حقيقي لكربلاء ولسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام".

وقال: "نجدد في عاشورائنا وقفتنا معهم دائما، ولا نخاف في ذلك لومة لائم، لا في لبنان ولا في المنطقة، ولا في العالم. ونؤمن أن نصرتهم باللسان والمال والوقوف إلى جانبهم من أوجب الواجبات على جميع المسلمين والمستضعفين والأحرار والشرفاء في هذا العالم لأن ما يجري في اليمن منذ سنوات هو عنوان كبير وعظيم للمظلومية وللاضهاد وللعدوان الذي يمارس بأبشع ما يكون العدوان، وندعو إلى وقف الحرب عليهم ورفع الحصار عنهم وإنهاء هذا العدوان الغاشم. في العراق الأرض المباركة والمقدسة والتي تحتضن سيدنا، سيد الشهداء وأصحابه وأهل بيته من نحيي ذكراهم هذا اليوم، نرجو أن يتمكن كل الأعزاء هناك من العمل بحكمة ومسؤولية وصدق لتجاوز هذه المرحلة الصعبة لينقذوا العراق من أجل شعب العراق، ولينقذوا العراق من أجل الأمة كلها التي تشتاق إلى موقع العراق ووقفته التاريخية في صميم الأمة وفي جبهة الأمة وفي صراع الأمة في قضاياها الكبرى وفي مواجهة المستكبرين. في سوريا التي تخطت الحرب الكونية عليها، لكنها ما زالت تعاني من الحصار يجب أن يرتفع الصوت أيضا في الأمة في العالم العربي، في العالم الإسلامي ليرفع الحصار عن سوريا، لترفع العقوبات، لإسقاط قانون قيصر، هناك اليوم مناطق ودول محاصرة والعالم الإسلامي والعربي يقف ساكتا، غزة المحاصرة منذ أكثر من 15 عاما، اليمن المحاصرة منذ أكثر من سبع سنوات، سوريا المحاصرة، هذه شعوب ودول وحكومات ومظلومون ويراد إخضاعهم بالحصار والعقوبات بعد أن عجزوا عن إخضاعهم بالحروب الكونية وبالعدوان وبالقتال وبقتل الأطفال والصغار والكبار".

أضاف نصرالله: "إيران الإسلام بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله ستبقى في عيوننا قوة الإسلام الكبرى، وقلب محور المقاومة وطليعة معسكر الحسين عليه السلام في هذا الزمان، وإلى قيام الساعة، وهي التي تحمل رايته وتدافع عن كل مظلومي هذا العالم. نستذكر في عاشوراء الحسين(ع)، سيد شهداء محور المقاومة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ونستذكر أخاه القائد الجهادي الكبير أبا مهدي المهندس".

وتابع: "في لبنان، نحن شعب مصر على الصمود، مصر على السيادة الحقيقية وليس السيادة الوهمية وليس السيادة المزيفة، نحن شعب وتيار نصر على أن نكون سادة قرارنا كما نحن فعلا ولسنا أزلاما في هذه السفارة أو تلك السفارة، نحن شعب واجهنا على مدى أربعين عاما الحروب والمؤامرات والاغتيالات والسيارات المفخخة والفتن ونواجه منذ سنوات الحصار والعقوبات، لكن هذا لن يفت من عزيمتنا شيئا، سوف نبقى نتطلع إلى مستقبل واعد للبنان ولشعب لبنان، لكل شعب لبنان، بمسلميه ومسيحييه، نحن نتطلع إلى لبنان القوي، السيد، الحر، العزيز، القادر على حماية سيادته وكرامته، الآمن والقادر على استخراج ثرواته الطبيعية، أن يبقى نفطه له وغازه له وماؤه له، وأن لا يسمح لأحد أن يسلب منه خيراته وثرواته، وأن اليد التي ستمتد إلى أي ثروة من هذه الثروات ستقطع تماما كاليد التي امتدت إلى أرضنا، إلى دمائنا، إلى شعبنا وإلى قرانا ومدننا. نحن في لبنان، في هذا الموقع الذي نشعر فيه بالمسؤولية تجاه شعبنا، ندعو بكلمات مختصرة إلى أقصى تعاون سياسي وشعبي ورسمي لتجاوز الصعوبات والأزمات الحالية وقادرون على ذلك بإذن الله. ندعو جديا لتشكيل حكومة حقيقية كاملة الصلاحيات وخصوصا أن هناك من يبشرنا بفراغ رئاسي ومن يتهدد لبنان بفراغ رئاسي، لا بد من حكومة حقيقية تتحمل المسؤوليات، فإذا أنجز الاستحقاق الرئاسي فبها ونعمة، وإن لم ينجز ستكون هناك في الحد الأدنى حكومة قادرة على مواجهة الأزمات".

وقال: "على المسؤولين حقيقة أن يشعروا بآلام الناس، بأوجاع الناس، وأنا أقول لكم بصدق وصراحة، الانسان يشعر بأن أغلب المسؤولين في هذا البلد بعيدون كل البعد عن آلام الناس، عن أحزان الناس، عن معاناة الناس، يعيشون في بروجهم العاجية، في ترفهم، في نظرياتهم، في فلسفاتهم، المطلوب أن يعيشوا آلام الناس ليواجهوها وليعالجوها. في مسألة النفط والغاز والحدود البحرية، نحن على موقفنا المعروف، لا حاجة لأن أعيد كل ما قلناه على مدى الأيام القليلة والأسابيع القليلة الماضية، نحن في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على مطالب الدولة اللبنانية وسنبني على الشيء مقتضاه، ولكن أقول لكم في يوم العاشر، في يوم عاشوراء، في يوم البصيرة والوعي، في يوم الصبر، في يوم الثبات، في يوم الفداء، في يوم الدفاع عن الكرامات، أقول لكم ولكل اللبنانيين وخصوصا لجمهور المقاومة وبالأخص لمجاهدي المقاومة، يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات. نحن في هذه المعركة، في هذا الاستحقاق جادون إلى أبعد درجات الجدية وكما قلت في الماضي أعيد اليوم أقول للأميركيين الذين يقدمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا بوسطاء، وأقول للاسرائيليين لبنان وشعب لبنان لا يمكن بعد اليوم أن يتسامح بنهب ثرواته، قلت في السابق وأعيد، نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق فلا يجربنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يهددنا أحد ولا يراهن على أن يخيفنا أحد".

أضاف: "في الأيام القليلة الماضية وحتى في أجواء العدوان على غزة، سمعنا العديد من التصريحات والتهديدات والإشارات تجاه لبنان وبعضهم كان يقول أن فلان - يذكرني أنا بالاسم - كناطق رسمي باسمكم، يذكرون ويقولون أن فلانا يشاهد ما يجري اليوم قطعا في هذه المعركة، ويتلقى الرسائل المطلوبة، نعم، نحن تلقينا الرسائل المطلوبة، ما شاهدناه في الأيام الماضية، ثبات شعب غزة وبطولة قادتها، وتضامن فصائلها وثبات مجاهديها وبصيرة  حتى اطفالها الصغار، ووجدناها صامدة تفرض شروطها وتثبت معادلة ردعها، أما في لبنان فحسابكم معنا وحسابنا معكم، حساب آخر، أنتم تعرفوننا وخبرتمونا على مدى أربعين عاما، وما حرب تموز عنكم ببعيد، واليوم هذه المقاومة كما نكرر ونقول، في رجالها ونسائها، في إيمانها وتوكلها وثقتها، في جمهورها وبيئتها، في إحتضانها وصلابتها، في يقينها وآمالها، في سلاحها، هي أقوى من أي زمن مضى، نقول لهؤلاء لا تخطئوا مع لبنان، ولا مع شعب لبنان ولا مع المقاومة في لبنان، لا في موضوع النفط ولا في موضوع الغاز ولا في موضوع الحدود البحرية، وأيضا لا تخطئوا في أي إعتداء".

وتابع: "سمعنا في الأيام الماضية أنهم يخططون لإغتيال قادة في الجهاد الإسلامي أو في حماس أو في الفصائل الفلسطينية، في خارج فلسطين المحتلة، ومنها لبنان، في يوم عاشوراء نقول لهذا العدو، إن أي إعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى بدون عقاب ولن يبقى بدون رد، للذين يهددوننا ويتوقعون منا وهنا وضعفا، رسالتنا اليوم في هذا الحشد الحسيني الزينبي الكبير، رسالتنا اليوم نذكركم بأننا أحباء وعشاق وأتباع وأنصار ذلك الإمام الذي وقف في مثل هذا اليوم وقال كلمته المدوية للتاريخ "الأ إن الدعي إبن الدعي" وأكبر دعي في هذا العالم اليوم هو هذا الكيان المؤقت الغاصب لفلسطين المحتلة، "ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة"، هيهات منا الذلة، هيهات منا الذلة؟ هذه رسالتنا للعدو ليعرف من يقف في الجبهة المقابلة وهذه رسالتنا للصديق لكل اللبنانيين ولكل المقيمين على الأرض اللبنانية وبالاخص إخوتنا الفلسطينيين الذين يواجهون التهديد، ليعرف كل الاحبة والأصدقاء أن في لبنان مقاومة وأن في لبنان جمهور مقاومة أثبت على مدى أربعين عاما أنه يقهر الجيش الذي قيل أنه لا يقهر، انه يذل الجيش الذي أذل جيوشا عربية متعددة، أنه يلحق الهزيمة بالكيان الذي تصور أن قوته أبدية، وسيطرته نهائية، رسالة اليوم للصديق وللعدو، نحن قوم نرفض أن نعيش في بلدنا أذلاء، نرفض أن تنتقص سيادتنا، نرفض أن تفرض الخيارات من قبل قوى كبرى علينا، لذلك من هذا الموقع نحن نواصل طريقنا في السنوات الآتية إن شاء الله وعبر الأجيال الآتية إن شاء الله، وننظر إلى لبنان، إلى فلسطين التي ستعود كلها من البحر إلى النهر ولن يبقى فيها صهيوني، كل هؤلاء الصهاينة سيعودون إلى الأماكن التي جاؤوا منها، ببركة الإيمان والوعي والبصيرة والحضور والإستعداد الدائم للتضحيات، نحن نرى هذا المستقبل الواعد الذي صنعه ويصنعه في كل يوم إنتصار الدم على السيف".

وختم: "نختم كما بدأنا مع الحسين عليه السلام، يا سيدنا ويا مولانا ويا إمامنا نجدد لك بيعتنا وعهدنا ووفاءنا، لن نغادر لا في ظلام ليل ولا في وضح نهار، وأيا تكن التحديات، يا أبا عبدالله نحن قوم جميعنا، رجالنا ونساؤنا صغارنا وكبارنا شبابنا وشيبنا، نحن قوم لو أنا نعلم أنا نقتل ثم نحرق ثم نذرى في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم نذرى في الهواء، يفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا حسين، عظم الله أجوركم وبارك الله فيكم، وتقبل الله سعيكم وبيض الله وجوهكم، ونصركم إن شاء الله على عدوكم وأعزكم في الدنيا والآخرة ورزقكم شفاعة صاحب العزاء في هذا اليوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فقد حبيبه الحسين".





 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط