العناوين

لبنان لا يزال يواجه مستقبلا غامضا في أعقاب الانتخابات




لبنان لا يزال يواجه مستقبلا غامضا في أعقاب الانتخابات

بينما تتجه انظار معظم دول العالم نحو أوكرانيا، والخوف من إنتشار المزيد من الأوبئة، لا يزال لبنان يواجه ضغوطًا خانقة بسبب استضافة أكثر من 1.7 مليون بين نازح سوري ولاجيء فلسطيني.

علاوة على هذه الكارثة الإنسانية، تضرر لبنان بشدة من جائحة كوفيد19، وانفجار بيروت في عام 2020. فلا عجب إذن أن ما يقرب من 80 في المائة من البلاد الآن تحت خط الفقر؛ وأزمة مالية، يعتقد الاقتصاديون أنها من بين أسوأ المحن التي شهدها العالم منذ أكثر من 150 عامًا.

في 15 أيار/ مايو، أجرى لبنان أول انتخابات برلمانية منذ بداية الأزمة الاقتصادية في البلاد جراء تلك الأحداث المفجعة والفوضى المتتالية.

وفاز حزب الله مع ائتلافه بـ 61 مقعدا من 128 عضوا بالهيئة التشريعية. كما أظهرت النتائج أن الأغلبية ما زالت مع التيار الوطني الحر.

بشكل عام، أحدثت الانتخابات تحولا جديدا في ميزان القوى المضطرب في لبنان، حيث لا يوجد تكتل سياسي واحد يمتلك أغلبية برلمانية. لكن بالطبع الوقت سيحدد، ما إذا كان هذا سيخفف الاضطرابات أو يفاقمها ... ولكن هناك بالفعل علامات مقلقة.

كانت تلك المؤشرات المشؤومة واضحة حتى قبل توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع. كان من المفترض، على سبيل المثال، أن يتم انتخاب ستة نواب من قبل اللبنانيين المغتربين، ولكن تم التخلي عن هذه العملية بسبب تعديلات على قانون الانتخابات، قبل يوم واحد فقط من الانتخابات.

ربما كان هذا التغيير صفعة متعمدة في وجه المغتربين اللبنانيين الذين يعيشون في حوالي 50 دولة في الانتشار، والذين حُرموا فجأة من حقوقهم.

على الرغم من هذه المخاوف، يعتقد بعض المحللين أن وصول وجوه جديدة إلى مجلس النواب قد يضع لبنان على أعتاب «مؤتمر تأسيسي». كما يتوقعوا أن تحقق القوات اللبنانية وحلفاؤها «توازناً ملحوظاً» ضد حزب الله وحلفائه، إما للدخول في حوار جذري مشترك أو لمواجهة لبنان بخطر أكبر، وسط تنوع البيئة السنية، وتقدم القوات اللبنانية مع صمود الحزب الاشتراكي مما يعطي «للسعودية فرصة أكبر ضد إيران من أجل التفاهم».

في غضون ذلك، رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. ناشد المجتمع الدولي المساعدة في تأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين إلى أراضيهم. يبدو ان بيروت مصممة لطرد المهجرين السوريين من البلد المنكوب بالأزمة، حيث باتت مؤسسات الدولة اللبنانية غير قادرة ولا مستعدة للتعامل مع الوضع المتأزم.

لا يسعنا إلا أن نأمل في الأفضل في مواجهة حقيقة واحدة لا جدال فيها، وهي ضرورة تحرك البرلمان بسرعة وحسم، لتشكيل حكومة جديدة شاملة لها صلاحيات، لمباشرة أجندة الإصلاح الأساسية ... ووضع لبنان على طريق الانتعاش».

رئيس التحرير




              Pages