العناوين

لبنان الوطن .. والشقيق




لبنان الوطن .. والشقيق

أحداث مؤسفة وتطورات متلاحقة لها انعكاسات خطيرة تشهدها الساحة اللبنانية وتجعل اللبنانيين في اختبار صعب أمام مجموعة من المحن والأزمات التي باتت لصيقة بحياتهم بشكل مزمن. وكأن قدرهم أن يعيشوا في حالة معاناة طوال الوقت يدفعون فيها الثمن الأكبر لأخطاء الآخرين، سواء كانوا قيادات سياسية وطنية أو أطراف خارجية تدس أنوفها في الشأن الداخلي اللبناني، أو تلعب خلف الستار على حساب مصير شعب وحياته، وتحقيقا لأهداف خبيثة لا تعير للمصلحة اللبنانية أي اهتمام.

من أجل ذلك يجب على اللبنانيين من كل الأطياف السياسية والدينية أن يتنبهوا للخطر الذي يحدق بهم جميعا إذا ما تعرض الوطن لأي تهديد لاستقراره وأمنه، وقد أثبتت التجارب الماضية أنه عندما تشتعل الصراعات وتستعر معها نيران الفتنة فإنها لا تميز بين أحد وتلتهم الجميع وتقضي على الأخضر واليابس.

من ينظر للمشهد اللبناني يشعر بخوف كبير وينتابه قلق عميق على مستقبل لبنان ويعصف بقلبه حزن جارف على ما آلت إليه أحوال اللبنانيين من جراء الأزمات المتلاحقة التي  تعكر حياتهم، فلم تكد تمر أيام قليلة على أحداث العنف التي شهدتها بيروت بين المحتجين وقوى الأمن، على خلفية التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت، حتى وقعت أزمة تصريحات الوزير قرداحي مما تسبب في إحداث مزيد من التعقيد السياسي وانعكاساته السلبية على حياة المواطن اللبناني الذي بات غارقاً في معاناة حياتية مزمنة، ولسان حاله يسأل إلى متى تستمر هذه الأوضاع السيئة الصعبة!

إن الشعب اللبناني لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الفقر والحرمان، وليس بوسعه أن يتحمل المزيد من الحروب وأعمال العنف بعد أن ذاق مرارتها وعانى ويلاتها أثناء الحرب الأهلية في القرن الماضي.

لقد آن الأوان لعودة القيادات اللبنانية من مختلف الأطياف لطاولة الحوار والعمل على الوحدة والتضامن حفاظا على سيادة لبنان واستقراره والعيش المشترك، وعليهم جميعا أن يتجاوزوا الخلافات وينحوها جانبا ويضعوا لبنان نصب أعينهم تجنباً لأي فتنة يمكن أن تشعل الحريق من جديد وتقضي على الأخضر واليابس ولا تخدم سوى الطامعين في لبنان.

إن ما يمر به لبنان من أزمات وأوضاع سيئة يجعله في حاجة ماسة لدعم الأشقاء العرب، ومن ثم فإن التطورات المتلاحقة الخاصة بالمقاطعة الخليجية له تعمّق الأزمة وتزيد الجراح ألما، وليس من مصلحة اللبنانيين العداء مع الدول الخليجية أو العربية التي كانت دائما داعما لهم في مختلف الظروف والأزمات. كما أن لبنان يبقى دوما مركزا حيويا للدول العربية وشقيقا لهم ولا يمكن لكليهما الإستغناء عن الآخر وأي شرخ في علاقتهما سيخدم الطامعين والأعداء.

لذلك ندعو جميع الأطراف إلى العمل على رأب الصدع ونبذ الخلافات واحتواء لبنان لتجاوز أزمته. كما نناشد الفرقاء السياسيين في لبنان من مختلف الإنتماءات والقيادات الدينية المختلفة قطع الطريق على الخصوم والأعداء وسد أبواب الفتنة، بإعلاء الولاءات وتوحيدها في الولاء للبنان الأرز لبنان الوطن الذي يحتضن الجميع على أرضه .

رئيس التحرير




              Pages