التحرير

لبنان ضحية الأطماع الخارجية وتجار الداخل




لبنان ضحية الأطماع الخارجية وتجار الداخل

اليوم وغداً، سيبقى الاشتباك السياسي مستعراً حول قضية اللاجئين السوريين في لبنان، نظراً لخطرها على البنية السياسية في البلد.

اللبنانيون ليسوا ضد العمل الإنساني، ولم يكونوا ضده عندما أضطر مئات الآلاف من السوريين للفرار إلى لبنان بسبب الحرب التي اندلعت في عام 2011. لكن كانوا ضد الفوضى التي رافقت هذا اللجوء غير المنظم، والذي استباح وما زال سيادة لبنان وقدرة الدولة اللبنانية للتصدي له على المستويات الأمنية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية كافة.

ونحن بكل تواضع قد حذرنا منذ 2013 في أعداد سابقة لـ «الميدل ايست تايمز» من خطورة هذا الموضوع على التركيبة اللبنانية واعتبرنا الأمر بمثابة قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في لبنان بأي لحظة.

وها هو البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يرفع الصوّت ويحذر من خطورة الموضوع بعد الاشتباك الذي وقع بين لبنانيين ونازحين سوريين والذي ترافق مع الانتخابات السورية، «مؤكداً أنه من غير المقبول ان يبقى النازحون بإنتظار الحل السياسي».

وقال: «أسفنا في الأيام الأخيرة للاشتباك الذي حصل على طريق نهر الكلب السريع بين بعض اللبنانيين والسوريين، وأثار مشاعر اللبنانيين في منطقة تعج بالشهداء، في وقت لا يزال ملف المفقودين عالقاً، ومعلوم أن لبنان قام بواجباته تجاه النازحين السوريين، فلسنا بلد إنتظار انتهاء صراعات المنطقة، فلا المنطق ولا التركيبة يسمحان بذلك «.

لن ننتظر إذا بوسطة «عين رمانة» جديد تشعل حرباً أهلية، لبنان كما قال غبطته، قام بواجباته مع اللاجئين السوريين كما قام بواجباته سابقاً مع الفلسطينيين، الذين استباحت قيادتهم سلطة الدولة اللبنانية منذ اتفاق القاهرة. وهكذا أصبحت قيادتهم حين ذاك دولة ضمن الدولة ورفعت شعار طريق فلسطين تمر في جونية، الأمر الذي أشعل الحروب في لبنان وأدى إلى تدميره منذ عام 1975.

وحتى الساعة ما زلنا نعاني من ويلات هذه الحروب، حيث تفككت الدولة اللبنانية والشعب عاجزا حتى على تأمين لقمة العيش.

نحن مع عودة الفلسطينيين إلى فلسطين التي نأمل أن تحقق حلم الدولة المستقلة، وكنا ولا نزال نرفض التوطين الذي يضر لبنان والقضية الفلسطينية. وما زلنا مع المساعدات الإنسانية للسوريين الموجودين في لبنان ولكن مع عودتهم اليوم إلى بلدهم بعد انتهاء الأعمال الحربية، حيث أصبح بإمكانهم العودة والمساهمة في إعمار بلدهم بدلاً من نشر الفوضى في البلد الذي إستضافهم.

إن المجتمع الدولي مطالب بإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة بعد الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة. كما يجب على هذه الدول مساعدة لبنان وغيره من الدول التي تضررت من النزوح واللجوء ودعمه ماديًا بسبب الأعباء الكبيرة التي تحملها مع شعبه بسبب صراعات المنطقة وحروب الآخرين على أرضه.

فالدولة اللبنانية أو ما تبقى منها مدعوة الآن وفوراً لتشكيل حكومة من مهامها العاجلة معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

ومن أهم التحديات رفض توطين الفلسطينيين وعودة اللاجئين إلى وطنهم.

نرفع صوتنا مع جميع المخلصين من أجل لبنان ومن أجل رفع الظلم عنه وعلى شعبه. كفى لبنان قهراً وتهجيراً بسبب الآخرين.

رئيس التحرير




              Pages