العناوين

إدعموا وطنكم لا تساعدوا في تدميره!




إدعموا وطنكم لا تساعدوا في تدميره!

ليس لدينا تفسيرا واحدا من إتباع سياسة الحرائق والتكسير والخراب وقطع الطرق في لبنان، من قبل المتظاهرين، كلنا مع حق التظاهر، ومع حرية التعبير لكن دون تخريب في الممتلكات العامة التي هي ملك الجميع، لا تمنحوا فرصة ذهبية للمندسين والمخربين بينكم للنهش في جسد الوطن، فلن تمل أقلامنا من تكرار أن الفساد في لبنان لم يكن وليد اليوم، وإنما هو نتاج تراكمات لعقود طويلة.

ما يشهده لبنان اليوم من صدى طائفي واضح وصريح، يغذيه أصحاب الأجندات الذين لا يريدون الخير إلا لمصالحهم، لهو أمر خطير، ولو لم يستوعب اللبنانيون كارثة الوضع المؤسف الحالي والخطط الخبيثة التي تحاك به الآن، سوف يدخل لبنان نفقاً ربما لن يعود منه مرة أخرى، فالظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة والعالم أجمع أمر غير مسبوق، ولذلك على اللبنانيين تصويب البوصلة نحو الهدف الصحيح وبشكل سريع قبل فوات الآوان، لأن الخطر الكبير الذي يهدد وحدة لبنان يتجسد جلياً في النازحين السوريين، والمثير للدهشة أن نرى قوى لبنانية وبالتنسيق مع قوى خارجية تدعم بشكل أو بآخر بقاء السوريين في لبنان، على غرار ومثال قضية الفساد ونهب الدولة وتجويع الناس.

قلنا عام 2011 ان النازحين السوريين هم قنابل موقوتة... وقلنا أن لبنان يحتضن كل من يلجأ إليه ولم يبخل بتقديم المساعدات سواء للأخوة السوريين أو الفلسطينيين، لكن الآن لبنان يمر بإنهيارات اقتصادية غير مسبوقة، لماذا لا يريد هؤلاء المتمسكون بالنازحين أن يدركوا حقيقة أن السوق اللبناني يدخله سنويا ما يزيد عن 25 ألف شاب وفتاة لبنانية بينما السوق يحتاج فقط 600 وظيفة، فهل من المنطق أن يتحمل مليون ونصف شخص، للأسف أن هؤلاء المخربين والمندسين يلعبون بالنار ويستغلون بعض النازحين لضرب وحدة لبنان لصنع محاولات خبيثة من شأنها خلق فتنة تأكل ما تبقى من وطن الأرز الذي تحملّ أزمات لا تتحملها دول العالم ورغم ذلك نجد من يصرّ على سقوط الوطن في نفق من الخراب والفتن.

لن ينقذ لبنان سوى اللبنانيين لأنهم أصحاب الأرض والوطن والتاريخ، بأن لا يتركوا فرصة أمام هؤلاء الذين يتربصون بالوطن ويستغلون كل أزمة ليشعلوا نار الفتنة بين الشعب الذي شهد له العالم بالاستقرار والتعايش السلمي الفريد، فبالوحدة والحوار والتكاتف وغلق الباب أمام أسياد الفتن يستطيع اللبنانيون العبور بلبنان إلى بر الآمان .

في الختام نقول لكل لبناني وكل الطوائف لا تحموا أصحاب الأجندات والمتأمرين، ولا تجعلوا انتمائكم  لغير وطنكم الغالي، لا سيما في ظل هذا الوباء الذي جعل الملايين حول العالم يستنجدون بالعودة إلى وطنهم لأن لا أمان لأي إنسان سوى وطنه وأهله، حافظوا على لبنان، ولا تحموا الفاسد بل ارفعوا الغطاء عنه وقدموه للمحاكمة لكي يستعيد الوطن عافيته من جديد، كونوا سندا لبلادكم وجيشكم ولا تكونوا شركاء ولو عن غير تعمد في هدم الوطن الحاضن الأول والأخير لكم .

رئيس التحرير




              Pages