العناوين

لم الشمل قوة!




لم الشمل قوة!

بكل أصوات العقل والمنطق الآن تنادي في الوطن العربي بأسره بضرورة الحوار والوحدة والتضامن ونبذ كل الخلافات والانقسامات مهما عظمت، فالمنطقة العربية تمر بمحنة عصيبة لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث، انطلاقاً من هذا الواقع نقول كفى انقسامات وخلافات بين الأخوة العرب وكفى ويلات وحروب في الشرق الأوسط الذي هو مصدر كل الأنبياء والأديان والمحبة والسلام والألفة والتآخي، فالأوضاع الساخنة في منطقتنا العربية تستدعى أن نستمع لصوت واحد هو صوت العقل قبل السقوط الأخير، السقوط الذي سيدخل المنطقة برمتها في مستنقع من فوضى لا نهاية له سوف تقضي على الأخضر واليابس إذا لم نستوعب خطورة ما وصلت اليه الأمة العربية، فاليوم حان الوقت الى لم الشمل بين الأخوة العرب من أجل الحوار والوحدة والتكاتف لإنقاذ المنطقة من الفوضى والانقسامات التي لا تجدي إلا الدمار والفوضى والحروب وسفك الدماء، حان الوقت، لإنهاء الخلافات الخليجية وتفعيل مسيرة مجلس التعاون الخليجي، لأن بالاتحاد قوة.

حان الوقت، لتعزيز دور الجامعة العربية وعودة سوريا إلى ممارسة دورها في الجامعة، من اجل إرساء الأمن والرخاء والسلام في كل منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، نضم صوتنا إلى الدعوة التي وجهها صاحب الحكمة والرؤية الثاقبة سمو أمير الكويت عندما قال: «ندعو الجميع للحكمة والتروي والالتزام بالقيم والأخلاق وعدم الإساءة إلى سمعة الناس وكرامتهم وعدم إطلاق الأحكام دون دليل أو برهان.

وما تشهده وتعيشه المنطقة العربية ليس ببعيد عن لبنان، فكلما أشتدت الأزمات وزادت الفوضى في المنطقة فلا استقرار في لبنان فمنذ أسابيع ولبنان يشهد حراك مدني يعبّر بغضب عن مخزون عمره أكثر من 30 عاماً، وإذ فجأة انحرف عن مساره بدخول مرتزقة وجهات حزبية وخارجية لا تريد للبنان ولشعبه واقتصاده خيرا، وفجأة تحوّلت التظاهرات من المطلب المعيشي والاقتصادي وملاحقة الفاسدين الى قطع الطرق وقطع أرزاق الناس، وتوجيه الشتائم والشائعات والإساءة بحق المواطنين، وغيرها من تعديات على أملاك عامة وخاصة.

هنا ومن خلال تجارب سابقة والمحن الصعبة التي شهدها البلد، نود أن نقترح على الرئيس عون تشكيل حكومة عسكرية مشهود لأعضائها بكفاءتهم ونظافتهم المادية، أولاً للوقوف في وجه الإنهيار الأمني الذي يلوح في الأفق، وثانياً لإسترداد المليارات المنهوبة ومحاكمة الفاعلين.

لذلك، إذا كان التائهون في هذا المجال، لا يدركون الحل الأسرع لهذه الكارثة عليهم أن يبادروا فوراً الى الإستفادة من آبار البترول الموجودة في الأراضي اللبنانية، بدلاً عن الاستجداء من الدول التي من الممكن أن يكون لها مصالح إستراتيجية في عدم تقديم المساعدة.

إذا كان لا بد من تفعيل الوضع الاقتصادي في الداخل لإمتصاص نقمة المتظاهرين من المجدي ان تلجأ الحكومة العسكرية الى تقزيم العمالة السورية في لبنان ليكون البديل خلق نصف مليون فرصة عمل للبنانيين أنفسهم، وايضاً الإستفادة من الحراك لتحقيق الإصلاحات والدولة المدنية، خصوصاً ملاحقة التشديد على إعادة اللاجئين السوريين الى المناطق الآمنة في بلادهم لأن أعدادهم تجاوزت ثلث سكان لبنان.

في الختام، نتمنى كل الخير والنجاح لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان ودولة الكويت وغيرهما .

رئيس التحرير




              Pages