التحرير

افتتاحية: الأساليب تبدّلت والمؤامرة واحدة!




افتتاحية: الأساليب تبدّلت والمؤامرة واحدة!

كان الاميركيون سابقاً يخوضون حروبهم في الشرق الاوسط بواسطة الآلة العسكرية الضخمة أحياناً بطريقة مباشرة وأحياناً أخرى بطريقة حلفاء او عملاء، والكل يعلم كم كانت هذه الحروب العسكرية مكلفة في السلاح والأرواح.

أما اليوم، نرى المشهد يختلف حيث الأسلوب الاميركي في الحرب قد تبدّل وأصبحت الحروب الاقتصادية هي سيدة الموقف.

واذا عدنا قليلاً الى الماضي، نتذكر الخلاف الأميركي التركي، الذي أدى الى ضغط اقتصادي كبيرعلى الجانب التركي من خلال تدمير العملة التركية ورميها على حضيض الاقتصاد العالمي.

وكذلك، أيضاً وأيضاً كان الاميركيون قد مارسوا الحرب الاقتصادية ضد إيران الى أن كاد هذا الضغط المؤثر يفجّر إيران من الداخل.

وفي السياق نفسه، نرى اليوم الأميركيون يمارسون ذات الضغط الاقتصادي على لبنان بهدف تدميره اقتصادياً في البدء وبعد ذلك قد يطرحون مساعدات مادية لهذا البلد الصغير بقصد تمرير «صفقة العصر» التي تتمثل بتوطين الفلسطينيين في لبنان.

ولبنان اليوم لم يعد يحتمل الخطط والأزمات، وسط محاصرته بقضية النازحين السوريين على أرضه والذين بلغ عددهم المليوني نازح فضلاً عن صفقة توطين نصف مليون فلسطيني في لبنان مقابل إلغاء الدين العام للحكومة اللبنانية الذي يفوق المئة مليار دولار.

وتوضيحاً لهذا الأمر نستطيع القول ان الاميركيين لم يمارسوا الضغط المادي على لبنان من الخارج كما فعلوا مع تركيا وإيران، بل أنهم شعروا أن بعض اللبنانيين يستطيعون ان يدمّروا اقتصادهم من الداخل، لذلك نرى أن الدولة اللبنانية قد نُهبت من مسؤولين لبنانيين قد بلغت ثرواتهم 320 مليار دولار في البنوك السويسرية.

لبنان بلد مستهدف، وتعالوا نرجع بالذاكرة أربعين عاما أو أكثر إلى الوراء ونقف على فتنة «الحرب الأهلية الطائفية» في السبعينات والثمانينات حينها سنعرف أن مؤامرة دولية سعت إلى تخريب هذا الوطن ولا تزال تلعب دورها القذر لكن بأساليب مختلفة فمرة من خلال الأعمال الإرهابية وجرائم التكفيريين وتارة من خلال دفع اللاجئين من سوريا والعراق وغيرهما إلى لبنان، والعجيب أن النازحين يفرّون إلى لبنان والمواطن اللبناني نفسه يهجر بلده وأهله ويلجأ إلى دول أخرى تحت وطأة الفقر، لا تندهش فأنت في زمن العجائب، زمن يراد فيه أن يعيش لبنان وشعبه دوما في أتون الأزمات وحرب اقتصادية ملعونة، وإن اختلفت الأساليب غير أن المؤامرة واحدة .

على الشعب اللبناني وما يمتلكه من وعي وإنتماء أن يتمسك بالوحدة الوطنية ويبتعد عن الخلاف حفاظاً على البلد وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه، ونأمل أن يعي أبناء شعبنا كونهم مقبلون على أزمة اقتصادية مرتقبة، إلى جانب ما هو أخطر والمتمثل في تسارع وتيرة التصعيد والأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة بآسرها، خاصة بعد احتجاز إيران ناقلة النفط «إمبيرو» في مضيق هرمز التابعة لبريطانيا والتي جرى اقتيادها إلى ميناء بندر عباس، جنوبي إيران، فلم نستبعد أن يصل الأمر إلى تدخل عسكري وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على لبنان .

علينا أن نستيقظ وننتبه ونقي أنفسنا شر الأزمات والكوارث ونتصدى لأيادي التخريب (في الداخل والخارج) التي تعبث بأمن لبنان واستقراره وما حادث «قبر شمون» منا بعيد، ونحن لا نزال في دائرة الخطر وهناك فئة باغية من مصلحتها أن يغرق لبنان في فتنة بلا ضفاف لكن هذا الوطن حتماً، سينتصر بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومواقفه الوطنية.

رئيس التحرير




              Pages