العناوين

افتتاحية عدد يونيو: حرب رعب وخوف!




افتتاحية عدد يونيو: حرب رعب وخوف!

في هذه المرحلة من عمر الدول، تتصف العلاقات الاميركية - الإيرانية بالعلاقات السيئة التي تصل في بعض الأحيان الى التحدي العسكري الذي تخافه باقي الدول الكائنة فوق هذا الكوكب.

في العلن المنظور، تتراءى للدول أن هذه التحديات ناتجة عن اعتبار اميركا نفسها ناطوراً للكرة الأرضية، لكن الحقيقة هي، أن الاميركيين يمارسون هذا الدور، تأميناً لمصالحهم مع بعض الدول العربية التي تؤمن لهم المليارات من الدولارات.

إن هذا الاستغلال التاريخي للخلاف السني - الشيعي المزمن، لم يكن حاداً بهذا الشكل في زمن الشاه الذي كان حليفاً مهماً لأميركا والذي جعل من إيران رابع أقوى دولة في العالم.

في أي حال، ان الصراع الاميركي الإيراني اليوم الذي يراه البعض مرشحاً للإنفجار في أي وقت، هو لن يكون كذلك، لأنه بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية يجب أن يبقى طرفا النزاع، أي الدول العربية وإيران أقوياء لإستمرار النزاع. وحين ينهزم أي طرف من الطرفين ينتهي النزاع الى غير رجعة.

وفي ذات السياق، اننا لا نفهم كيف أن الولايات المتحدة الاميركية تعادي إيران وتهددها بالحرب في بعض الاحيان، ونرى من جهة ثانية ان «حزب الله» اللبناني والذي ينتمي الى ولاية الفقيه، يمارس هدنة عسكرية مع اسرائيل قد تجاوزت العشر سنوات حتى الآن.

لذلك ان قصة التحالفات الاميركية مع الدول العربية غير دقيقة لأنها قائمة على مصالح ظرفية وليس على مواقف مبدئية قد تدوم الى سنوات طويلة.

واذا اردنا ان ننتقل الى حرب اليمن التي لا تزال دائرة منذ سنوات، نجد أنها حرب غير مباشرة بين السعودية وإيران، وهذه الحرب يبدو أنها ستنهك الطرفين معاً، وهذا في المبدأ قد لا يزعج الولايات المتحدة الاميركية، لأن من يضعف يجب ان يستجير بها لتصبح هي سبباً في التفوق.

وفي المحصلة النهائية، نستطيع القول أن لا حرب حقيقية قد تندلع بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران، بل إن الأمر يقتصر حالياً على ضغوط اقتصادية تفرضها اميركا على الإيرانيين بقصد توليد الإنفجار من الداخل، حيث ان الوضع الاقتصادي في ايران، يشهد تراجعاً حاداً قد يولّد نقمة كبيرة في الداخل ضد النظام.

ومن نتائج الحصار الاقتصادي الاميركي على إيران، لجوء “حزب الله» الى جمع التبرعات من مناصريه بدلاً للمساعدات المالية الكبيرة التي كانت تصله من ولاية الفقيه.

لذلك، نرى ان الاميركيين يحاولون تنظيم العداء بين إيران والدول العربية، لكنهم لا يريدون حلّه، بل يعملون على التلويح بالرعب العسكري الذي قد يطول بهدف الاستغلال المادي للدول العربية التي لا خيار لها إلا بقبول هذا الواقع.

والسؤال الأخير هو:

متى يعّي العرب والإيرانيون مخاطر هذا النزيف القاتل، ويجلسون على طاولة حوار واحدة قد تبعدهم عن الموت المحتم الذي يمارسونه كل يوم؟.

رئيس التحرير




              Pages