التحرير

إفتتاحية: تداركوا الأمر بسرعة لأن العالم بخطر!




إفتتاحية: تداركوا الأمر بسرعة لأن العالم بخطر!

إننا من وسط الغيوم السوداء التي نراها تلّف الكرة الأرضية اليوم، نوّد بداية أن نتقدم بالتعازي القلبية لذوي ضحايا مجزرة نيوزيلندا البشعة التي قتل خلالها 50 إنساناً بريئاً قبل أن نقول مسلماً أو مسيحياً.

وفي ذات الحين نريد أن نتقدم أيضاً من العالم الإسلامي عامة بعد حصول هذه المجزرة الوحشية بأصدق التعازي والمواساة لأن جميع الضحايا الذين سقطوا في هذا العمل الإرهابي كانوا من المسلمين.

وبدون أن نستعرض أسباب هذه المجرزة وأهدافها القريبة والبعيدة نريد أن نطلق صرخة تقول: «إن العالم بخطر» نعم، إننا نشدد على أن العالم بخطر، اذا استمر خطاب الكراحية والبغض وعدم قبول الآخر، وبالتالي اذا ما تتالت ردات الفعل من هنا وهناك ومن منطلق حروب «أخذ الثأر».

وأمام هذه الكارثة الكبرى نريد ان نسأل المسيحيين والمسلمين في الشرق والغرب... من المستفيد؟.

إننا نخشى أن نقول ربما هناك طرفاً ثالثاً قد يكون هو المستفيد الأوحد من هذه الكارثة. كما نرى أن هذه المجازر اذا ما تكررت من كل صوب دون رادع عالمي يدرك ما يحصل، فإن حروب ردود الفعل قد تدوم الى سنوات وسنوات، لتهدد كل إنسان في أي بقعة من بقاع الأرض.

من هنا، نستطيع القول أن ردود الفعل العفوية من مسؤولين كبار في العالم كانت أكثر من رائعة، لكننا نرى أن هذه العفوية لا تكفي أمام الأخطار الكبيرة المحدقة بنا.

ووسط ما نشهده، من إنفلات الانفعالات الرخيصة والاستغلالية من هنا وهناك، يجب تشكيل لجنة عالمية مسيحية - إسلامية تستطيع أن تضرب بيد من حديد كل من يحاول ضرب السلام في العالم.

إن البعض قد يترجم ما حصل لا يستلزم كل هذا الأهتمام على الصعيد الكوني، لكننا من منظارنا الخاص نخشى من استحضار كل الحروب الدينية السابقة من عمق التاريخ لتسعير الحرب الطائفية الموعودة من قبل البعض.

لذلك من الضرورة القصوى، تشكيل لجنة او هيئة عالمية من أجل التحرك السريع لمعالجة الأمور لجماً للمتطرفين الذين يؤمنون بممارسة المجازر توازناً للرعب. وفي هذا السياق نقترح على اللجنة ان تستشف روحية معالجة الوضع من شفافية الرئيسة النيوزيلندية التي كانت أكثر من مبدعة في تطويق تداعيات المجزرة البشعة.

في النهاية، نشك أن يكون منفذ مجزرة نيوزيلندا قد أقدم على إرتكاب هذه المجزرة الوحشية بدافع فردي أو مزاجي. بل أننا نخشى أن تكون أطراف عالمية تدعمه، وبالتالي قد تكون هي المستفيدة من الوضع الجديد.

لذلك نقول للذين يحاولون تدمير العالم من جديد، إن البشرية لا تحيا إلا بالسلام والاستقرار وليس بتوازن الرعب والدمار، فيكفي أن يكون هناك ثلث سكان الكرة الأرضية جيوشاً لتحمي الناس من الناس... ويكفي ان نقول أيضاً، أننا بثمن أسلحة الدمار والقتل نستطيع أن لا نُبقي فقيراً واحداً على وجه اليابسة.

رئيس التحرير




              Pages