المجالس البلدية والتحديات المناخية! من واقع شهدناه مؤخراً في سيدني، تبين ان البنية التحتية في نيوساوث ويلز ربما تحتاج الى إصلاح شامل. على ما يبدو ان بعض مجالس البلدية في بعض مناطق سيدني، غير مستعدة لتبعات الظروف المناخية القاسية. خلال الفترة الأولى مطلع الشهر الحالي، ضربت المدينة عاصفة هوجاء، أدت الى فيضانات مفاجئة وسقوط أشجار وخطوط الكهرباء، ووسط هذه الفوضى العارمة إنقطعت الكهرباء عن 40 ألف منزل ودخل نظام القطارات في حالة من الفوضى، كما حوصر سائقو السيارات في الطرق التي غمرتها الفيضانات. هناك الكثير من اللوم بسبب التقصير في البنى التحتية والخدمات الأساسية هي أقل بكثير من المستوى المطلوب. فلنأخذ سكة الحديد في الولاية على سبيل المثال، التي تستنفد قدرتها الى أقصى حدّ لتلبية طلبات الركاب المتزايدة. وبمجرد الحديث عن الطقس العاصف تنقطع شبكة السكك الحديدية الى حد إلغاء خدمات القطارات أو تأخيرها الى حد لا يطاق. لكن الحقيقة المؤسفة أن هذه الأوضاع المتقلّبة أصبحت أكثر شيوعاً. وفقاً لمكتب الأرصاد الجوية، سجّل شهر كانون الثاني/يناير، أعلى درجات حرارة في تاريخ استراليا على الاطلاق منذ العام 1910. كل هذه الحرارة الزائدة والرياح والأمطار والبَرَدْ تطرح أعباءً إضافية على البنية التحتية للمدينة. السؤال هنا، كيف ستستجيب مجالسنا البلدية؟ يمكن القول... ليس بشكل جيد. سمعنا مراراً وتكراراً شكاوى عديدة من المواطنين عن تدهور الخدمات التي تقدمها المجالس على مرّ العقود. على سبيل المثال، يجب تحسين خدمات صيانة الأشجار في المنتزهات وأرصفة الشوارع التابعة عادة لسلطة البلديات المحلية. في مطلع الشهر الجاري، نجا أحد المشاة في الوسط التجاري لمدينة سيدني من الموت عندما سقطت شجرة طولها 18 متراً. المجالس هي المسؤولة عن ضمان الأغصان الكبيرة للحد من هذه الأخطار التي قد تهدد حياة المواطنين. والأكثر من ذلك تساقط أوراق الأشجار غير المشذّبة التي تنتهي في المزاريب والممرات المائية، لتزيد من إنسداد شبكات الصرف الصحي، وبالتالي تؤدي الى تفاقم الفيضانات. من جهة أخرى، اعتادت مجالس البلدية في مناطق غرب سيدني ان تقوم بجمع أدوات منزلية وآلات ومواد مختلفة (الغير مرغوب فيها وذات الاحجام الكبيرة)، والتي لا يمكن إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها، من على الأرصفة امام المنازل لأربع فترات خلال كل سنة. لكن يبدو ان هذه الخدمة الجديرة بالاهتمام قد تغيّرت عن الماضي. بالنتيجة، وليس من المستغرب، أن بعض شوارعنا المكتظة بالسكان مشوّهة بالحطام الطافي وأوراق الشجر وغيرها من المواد المنزلية. لذلك، ندعو مجالس البلدية المعنية، على غرار المجتمع بشكل عام، أن تكون على استعداد كامل للتحديات الناجمة عن تغيّر مناخنا. رئيس التحرير |