العناوين

افتتاحية: محاكمة الفاسدين حتى ولو كانوا من الملائكة




افتتاحية: محاكمة الفاسدين حتى ولو كانوا من الملائكة

نحن مطمئنون ولدينا ثقة كبيرة بأن لبنان ينتظره مستقبلاً زاهراً، رغم كل الشائعات المغرضة التي تطلقها بعض القوى السياسية المتخصصة في المؤامرات والكذب والحقد من اجل مصالح شخصية، وهؤلاء لا يهمهم إلا وضع العصي والعراقيل في وجه مسيرة إعادة الصلاحيات للرئاسة الأولى وتحقيق الإنجازات والإصلاحات العديدة التي يقوم بها عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مختلف المجالات... لكن كل المحاولات الفاشلة والشائعات المغرضة ستبقى وراء عهد الرئيس القوي.

ويكفي ان لبنان اليوم يحتل مكانة عالية وسمعة جيدة وثقة كبيرة في المحافل الدولية والمجتمع العالمي، وكل ذلك تحقق بفضل الرؤية الثاقبة والخبرة الطويلة التي يتمتع بها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والديناميكية الفريدة لوزير الخارجية جبران باسيل التي أبهرت ليس اللبنانيين وحسب بل معظم زعماء العالم والتي ترجمها الى إنجازات عديدة من أبرزها اعطاء كل مغترب لبناني في دول الانتشار حقه في الاقتراع والترشيح لاحقاً.

وسط التكهنات والثرثرة غير المسؤولة عن احتمال إنهيار لبنان اقتصادياً، يزيد على الطين بلّة، عدم تشكيل الحكومة، الذي أضحى مجالاً للتجاذبات المصلحية وتقسيم الحصص، دون أن يدرك المسؤولون والعاملون في السياسة، مدى خطورة هذا التأخير على بقاء هذا البلد او انهياره على رؤوس المواطنين الفقراء الذين كفروا بما يحصل من استهتار من قبل المسؤولين في إيجاد آلية سياسية واقتصادية لإعادة البلد الى مساره الصحيح.

واذا كانت هذه الحكومة قد تشكّلت بسحر ساحر قبل نهاية العام الحالي، فمن أولى مهماتها في رأينا، "محاربة الفساد وهدر المال العام" لوقف الخطر الاقتصادي، واعلان قانون "من أين لك هذا، حيث في النهاية ستظهر الحقيقة التي هي أقوى من نور الشمس.

فاذا كانت بعض القوى السياسية متورطة حتى أذنيها في نهب مقدرات البلد التي بلغت مئات المليارات من الدولارات، فهل ينتظر الناس أن تعاقب هذه السلطات نفسها؟ واذا كانت هي المولّجة باحقاق الحق وتنفيذ القانون، فهل تقدم هذه السلطات على محاكمة نفسها؟

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل الجهة التي تريد محاكمة السارقين موجودة؟ واذا كانت موجودة، فهل تملك القوة اللازمة لمحاكمة "عتاعيت المال" الذين عاثوا في البلاد فساداً وكذباً وحقداً؟

فيا أهل لبنان... صدقونا أن القصة صعبة... رغم ان رئيس الجمهورية والمخلصين مصممون على محاكمة المتورطين والفاسدين.

ففي السنوات الماضية، لقد سمعنا لغطاً كثيراً وثرثرة عن الفساد، ومن الفاسدين أنفسهم، حتى امتلأت فضاءات البلد بالهذيان الذي يطالب بوقف الفساد، لكننا لم نشهد حتى الآن سارقاً واحداً قد قدم للمحاكمة.

في الختام، نؤكد من جديد أن وطننا لبنان، هو من أجمل أوطان الأرض، وهو تليق به الحياة مع شعبه الطافح بالعنفوان والكرامة... وهنا نحيّي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مواقفه الوطنية الجريئة وجهوده العظيمة من اجل حماية لبنان من كل الاخطار والمؤامرات، وبناء دولة عصرية يسودها الحق والعدل والقانون، تعمل على محاكمة الفاسدين حتى ولو كانوا من الملائكة!

رئيس التحرير




              Pages