العناوين

الافتتاحية: القرار 10 له أبعاد خطيرة!




الافتتاحية: القرار 10 له أبعاد خطيرة!

إعتبر المراقبون أن القرار «رقم 10» الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد بحق اللاجئين السوريين في الخارج، هو قرار غير عادل وغير منطقي، لأنه يحمل في معناه الحقيقي مصادرة أملاك الملايين من هؤلاء اللاجئين إن لم يعودوا الى بلادهم خلال 30 يوماً.

وهنا السؤال على الصعيد السوري أولاً لنقول:

هل إن الاسباب التي هجّرت هذا الكم من المواطنين قد انتهت، وأصبحت حياة هؤلاء الناس آمنة من الموت والقصف والدمار؟ أم أن هذا القرار جاء ليخّير هؤلاء البؤساء بقبول خيار من اثنين هما: اما العودة والقبول بالموت والدمار، واما خسارة كل أرزاقهم واملاكهم. وهنا يبدو لنا أن أي قرار يتخذه هؤلاء هو أمرّ من الآخر، وان الفاجعة تنتظرهم في كلا الخيارين.

وباختصار، إن هذا القرار لم تتخذه بعد أي سلطة أرضية على وجه الأرض، لأنه ذروة الإبداع في القهر والتعذيب، هذا على الصعيد السوري.

لكن على الصعيد اللبناني، فإن قرار رقم «10» قد يهدف مباشرة الى توطين اللاجئين السوريين في لبنان لأن العودة خلال 30 يوماً الى سوريا تعتبر مستحيلة، خاصة اذا كان الوضع الأمني لا يسمح بذلك.

وهذا بالطبع يعني أن اللاجيء الذي لا يعود خلال الوقت المحدد سوف يخسر كل ما يملك، وبمعنى آخر، أنه قد يصبح محكوماً بالبقاء في لبنان. وفي الأساس ربما يكون هذا القرار قد اتخذه الرئيس الأسد بهدف توطين اللاجئين حيث ما وجدوا، وهذا ما يؤشر لمشروع أخطر من التوطين وله أبعاد قد تطال لبنان والاردن تحت غطاء اللاجئين.

وبالنسبة الى موضوع التوطين ايضاً، نرى أن المجلس الدستوري في لبنان كان قد رفض البند «49» من الميزانية العامة، لأنه يسمح لأي لاجيء بالبقاء في لبنان، عندما يشتري مسكناً له. وهذا ربما يسمح للاجيء بدفع عربون مالي على أي شقة سكنية ويشتريها ويبقى في لبنان، فأغلب الظن أن داعمي مشروع التوطين هذا قد يدفعون العربون من اجل تحقيق التوطين الخطير!

وفي هذا السياق، نريد أن نسأل دولتنا العلية عن الذين مرروا هذا البند ضمن الموازنة، وهل هم أغبياء عن النتيجة، او أنهم متورطون بالموافقة على هذا البند بطريقة غير مباشرة؟

ومن جهة أخرى، أن ما يزيدنا خوفاً من هذه المحاولات الخطيرة، هو المناخ العام في مؤتمر بروكسل الدولي الذي تمحور حول التمهيد غير المباشر لهذا التوطين.

لذلك كانت ردود الفعل الرافضة قد ظهرت لدى معالي وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، والتي أكد على رفضها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

في أي حال، بدأت تتوضح الصورة بأن هناك توافقاً إقليمياً ودولياً حول هذا الموضوع، لكننا لا ندرك تماماً كيف ستكون المحاولات اللاحقة لإنجازه، وأين سينتهي... ومن سيدفع الثمن؟

فهل من الممكن أن يلجأ المحاولون الى تفكيك لبنان من الداخل، مثلما حصل أثناء محاولات توطين الفلسطينيين في لبنان يوم اندلعت حرب الـ 75؟

أم ان هناك حرباً إقليمية مدمرة قد ترسم بالدم خريطة شرق أوسط جديد؟ لا شك أننا اليوم أمام مراحل صعبة للغاية، ومطلوب من اللبنانيين في الداخل والانتشار الوقوف في وجهها، لأن الأمر مصيري...، ويجب أن تتلاشى لأجله الخلافات الصغيرة، وعمليات شد الحبال الرخيصة، التي تتمثل في نتائج الانتخابات الأخيرة، ومحاولات التهافت الى كسب الحصص في الوزارة المقبلة التي قد... تعلن في وقت لاحق!

رئيس التحرير




              Pages