التحرير

مجلس شيوخ ينتخب من المغتربين




مجلس شيوخ ينتخب من المغتربين

فيما لا يزال المخاض الإنتخابي في لبنان، قائماً على قدم وساق، وفيما تتوالى مسرحيات العناق والخناق وشد الاطواف، عبر قوانين جديدة وانماط عتاق، يؤكد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان الانتخابات المقبلة ستجري في موعدها المحدد بتاريخ 6 آيار المقبل.

لذلك لا تأجيل لهذه الانتخابات مهما كانت الأسباب، ومهما تمادت نوايا التجديد للمجلس النيابي، الذي كاد يتمزّق من خلال التمديدات السابقة، ونتيجة لما يحصل من عمليات شد حبال، على أرض الواقع في بلاد الأرز.

إننا نرى ان لا ملامح واعدة، في نتائج الانتخابات المقبلة، تستطيع ان تلغي الفساد والصفقات، والشجار الطائفي الذي مزّق الوطن، وحوّله الى محميات طائفية، كادت أن تصبح أوطاناً عديدة، في وطن قيل أنه وطن واحد.

أما نحن في بلدان الإنتشار، الذين لا يزال الوطن يقبض على حواسنا الخمس، كنا قد رأينا في هذا المضمار، أن السماح لنا في المشاركة بالانتخابات، كان عملاً ناجحاً، وإنجازاً مهماً للغاية، قد حققه عهد الرئيس عون، بجهود المخلصين، خاصة صاحب التحرك الدائم الديناميكي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل (مالىء الدنيا وشاغل الناس)، بعد أن كنا نخاله إنه أمراً صعب التحقيق، لأن نتائجه قد تكون عكسية على طوائف أخرى، ليس لديها الكم الكافي من المغتربين، للمشاركة الناجحة في هذه اللعبة.

ولكن بعد أن مرّ قانون انتخاب المغتربين، وجدنا أن الإقبال على المشاركة الإغترابية، لا يزال ضئيلاً بالنسبة لاعداد المغتربين، ورأينا ان الإقبال الإغترابي، ربما قد يكون ناجحاً أكثر، إذا ما كان القانون الجديد، يعطي للمغترب حق الترشيح، كما يعطيه حق الإقتراع في انتخابات آيار المقبل.

لذلك نعتقد، انه إذا ارادت الدولة اللبنانية، ربط المغتربين ربطاً وثيقاً بوطنهم الأم، يجب ان تؤمن لهم، وسيلة اشتراك مرموقة هي «مجلس الشيوخ»، وهذا المجلس قد يتم انتخاب أعضائه في المغتربات فقط، حيث يكون له صلاحيات، كباقي مجالس الشيوخ في العالم.

ومن أهمية هذا المجلس أنه قد يتحوّل، الى رقيب يتصف بالنزاهة ربما، لأن ليس لإعضائه مصالح خاصة على أرض الوطن، ولا صفقات قد هدرت من ميزانية الدولة مليارات الدولارات حتى الآن.

إن هذا المشروع في رأينا، يستطيع أن يعزز مشاركة المغتربين، اشتراكاً فعلياً في أمور الوطن، وقد يكون دافعاً لشحذ الهمم في بقاع الأرض من أجل مساعدة لبنان.

اننا من خلال هذه الرؤية الجديدة، نظن أننا قد وجدنا بعض المحاسبة، للذين عاثوا بذلك الوطن فساداً، في حين أننا ندرك انه حتى مزرب الدجاج، قد يتهدد وجوده بالخراب، إن لم يكن فيه محاسباً.

في أي حال، لقد كنا نسمع أصوات زعماء في السابق، تطالب بإنشاء «مجلس شيوخ»، لكن هدف المطالبة، كان مرتبطاً بتعديل الحصص الطائفية في البلد، وهذا قد لا يزيد في الأمر، إلا على الخراب خراب.

إن لبنان يا ساده، قد يكون البلد الوحيد فوق وجه الأرض، له مغتربين منتشرين في أنحاء الدنيا، ضعف ما له من مواطنين فوق أرض الوطن، وهنا نقول، لقد صدق من قال: «ان هؤلاء بترول لبنان لماذا لا تستخرجوه؟»

نتمنى ان تكونوا جديين في هذا الأمر، لأن حياة لبنان تستمد في النتيجة من حياة مغتربيه!

رئيس التحرير




              Pages