العناوين

فجر الجرود او فجر الجنود والحدود




فجر الجرود او فجر الجنود والحدود

في لبنان، يبدو أن اكثر مؤسسات الدولة تحوم حولها وحول ادائها اسئلة كثيرة، إن من ناحية الهدر المالي

 الذي يكاد يدفع البلاد نحو مخاطر مالية كبيرة، وان من ناحية الصفقات الفردية والصفقات السياسية والطائفية، التي أصابت بشكل كبير وطناً عزيزاً، لكن الأمل كبيراً في ظل قيادة رئيس شجاع مصمم على «الاصلاح والتغيير» رغم كل الصعاب والتحديات».

ولكن بكل فخر واعتزاز، نؤكد أن المؤسسة العسكرية، أي مؤسسة الجيش اللبناني تبقى هي المؤسسة الاعظم في حماية حدود الوطن وفرض أمنه.

وكانت عظمة وعنفوان هذا الجيش قد ظهرت في ضراوة وقساوة المعارك التي خاضها لطرد المتطرفين الارهابيين من جرود عرسال، خلال عملية «فجر الجرود».

وفي الواقع، ان هذه العملية ليست هي عملية فجر الجرود فقط، بل أنها فجر الجنود وفجر الحدود ودحر البيارق السود التي فرضت على أهلنا في تلك المناطق ظلالاً وخيمة لا يستطيع أن يتحملّها اليوم أي مجتمع على وجه الكرة الارضية.

إن هذا الإنجاز العسكري، كان اكبر انتصاراً عملاقاً لجيشنا الوطني، قد أبهر العالم، وأظهر ان الجيش اللبناني يستطيع أن ينجح عندما يفشل الآخرون.

وعقب هذا الانتصار الذي نال التقدير والإعجاب إقليمياً ودولياً، سارعت بعض الدول بارسال المساعدات المالية والعتاد، وفي مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وروسيا.

وهذه المساعدات قد جاءت بمثابة اعترافات بقوة هذا الجيش الوطني الصامد، الذي ساهم في دحر قوى المتطرفين والمخربين الذين زرعوا الرعب في خلايا أكثر الدول أهمية فوق هذه اليابسة.

إن عملية “فجر الجرود” قد أثبتت قوة وقدرة وفروسية الجيش اللبناني، على تحدي الأخطار الكبيرة وسط الجرود والجبال والمغاور والالغام، خاصة عندما يتأمن القرار السياسي، الذي يعكس وحدة الوطن، والذي كان مفقوداً في اوقات سابقة.

لذلك، لا نخجل أن نقول ان الجيش اللبناني، قد حقق إنجازاً وطنياً كبيراً ومشرفاً للشعب اللبناني، قد عجزت اعتى الدول، عن قهر متطرفين كانوا قد زرعوها، رعباً وخوفاً حتى الشلل.

فبكل فخر وبكل اعتزاز، نريد هنا ان نوجه التحية والاكبار، الى شهداء الجيش الابطال، وتحية خاصة الى الشهداء العسكريين الذين قتلوا بعد الغدر والخطف من قبل جحافل «داعش» التي كانت تسيطر على قسم كبير من جرود عرسال.

والان لا بد لنا ان نوجه تحية الى فخامة رئيس الجمهورية المفدى ميشال عون، الذي وحّد الاراء السياسية، وعزز الوحدة الوطنية، وأعطى المعنويات للقوات العسكرية حول هذه العملية، والى قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي قدم أفضل أداء عسكري في هذا الانجاز العملاق، الذي أدى الى تحقيق النصر وطرد الارهابيين والمخربين من جرود عرسال الى خارج الحدود والى غير رجعة.

وأخيراً، لنا تحية من القلب نقدمها لشهداء الجيش اللبناني، والشهداء المدنيين الذين استشهدوا خلال المعارك، كما لنا تحية كبيرة لكل الجرحى من عسكريين ومدنيين، فضلاً عن أهالي رأس بعلبك والقاع والفاكهة، الذين صمدوا تحت ظلال الرعب الذي كان يحيط بهم!

وبعد التهنئة لجيشنا الباسل، نخشى ان تكون معاركه المقبلة، ضد النازحين السوريين، الذين نتمنى لهم عودة سالمة الى ديارهم، رغم التلميحات الدولية بتوطينهم حيث هم، وعدم العمل الجدي لإعادتهم، الى الاماكن التي اصبحت شبه آمنة، في معظم المناطق السورية.

في النهاية، لبنان لا يستطيع ان يتحمل هذا الكم الهائل من النازحين، الذين يؤثرون على اقتصاده وأمنه وعلى بنيته التحتية.

لذلك، نناشد كل الاطراف، لبذل اقصى الجهود قبل فوات الآوان، وقبل سقوط الوطن العزيز في هاوية جديدة، قد لا نستطيع انتشاله منها! 

رئيس التحرير




              Pages