التحرير

تحية من وراء الاوقيانوس للقوات الإماراتية ولشهادئها الأبرار




تحية من وراء الاوقيانوس

للقوات الإماراتية ولشهادئها الأبرار

لو لم تكن الحرب اليمنية، لم نكن ندرك الأهمية الكبرى لقوات الامارات المسلحة، التي ذهبت للقتال هناك، وقدمت الشهداء دفاعاً عن التراب العربي اينما كان.

وهذه القوات كانت لها أدوار عديدة في المجالات الإنسانية في جميع بقاع العالم.

وفي عهد المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت للقوات المسلحة مشاركات ومساهمات عدة، حيث اشتركت في قوات الردع العربية في لبنان سنة 1976. وفي عام 1991، شاركت في قوات درع الجزيرة لتحرير الكويت.

وكانت ايضاً هذه القوات قد انضمت الى قوات الأمم المتحدة، في عملية «إعادة الأمل» للصومال سنة 1992. كما قدمت الكثير من المساعدات للمشردين، والمحتاجين في إقليم كوسوفا عام 1999. كما كان لها الدور الأهم في تطهير الأرض في الجنوب اللبناني من الألغام عام 2001.

وفي عام 2003، شاركت في قوات ايساف في أفغانستان بـ 1200 عنصراً، كذلك شاركت في عمليات الإغاثة للشعب الباكتساني، خلال الزلزال عام 2005. وفي عام 2008، عملت على إغاثة المنكوبين  في اليمن، نتيجة الكوارث والسيول التي ضربت المنطقة. وفي عام 2014، انضمت هذه القوات الى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، حيث شاركت بسرب من الطائرات المقاتلة إف 16.

وتشارك القوات المسلحة الاماراتية حالياً، في عملية (إعادة الأمل) ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، من منطلق الإلتزام بأمن دول مجلس التعاون، والحفاظ على وحدة اليمن والشرعية السياسية والدستورية، وتخفيف معاناة شعبه، ووقف الاختراق والتمدد الخارجي، من جانب قوى إقليمية، تحاول العبث بأمن واستقرار الدول العربية. وهي عملية انطلقت في 26 آذار من هذا العام، ضد المتمردين على الشرعية.

ولأن هذه القوات، هي فخر الامارات وعزتها، قال فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، خلال الاحتفال بعودتها من اليمن والنصر يرافقها:

سلام على ابطال العائدين ببشائر النصر واخوانهم المرابطين الصامدين، وسلام على اخوانهم الذين سينضمون الى ساحة الشرف والكرامة، مدافعين عن الحق ويعلون كلمته، فنحن أمة سلام، لا نتوانى في نشر اسبابه، وإرساء مقومات حفظه واستمراره، نذود عن قيم الخير والحق والعدل، نغيث المحتاج، ونتقدم الصفوف، لنصرة المظلوم اينما كان.

واضاف سموه: إن الأداء المشرف لقواتنا المسلحة الباسلة في ساحة الشرف، وما أسهمت به من دور مؤثر في الانتصارات المتحققة لقوات التحالف العربي، في اليمن الشقيق، هو خير برهان على الجاهزية الدفاعية الرفيعة لجنودنا الشجعان، وارتفاع مستوى اسعداداتهم القتالية، ما يرسخ اطمئناناً للوطن، ودرعاً يدفع الاذعان عن ترابه، وسيفاً يصون أمنه، ويكفل سلامة أبنائه.

وقال سموه: لقد كنتم عند حسن ظن شعبكم بكم، وببطولاتكم، وأثبتم للعالم أن الامارات لا يمكن أن تتأخر يوماً، عن أداء واجبها نحو الاشقاء، ولا يمكن ان تتراجع في مواقفها الثابتة تجاههم، لإيماننا الراسخ، بعمق إنتمائنا العربي، وإلتزامنا الكامل لحفظ أمن واستقرار منطقتنا، مهما كلفنا الأمر، من تضحيات نباهي بها، ونحملها وساماً على صدورنا، تزدان بها هاماتنا، نرفعها شامخة كرامة، وعزة بين الشعوب.

قد يقول البعض أن كلامنا في هذه العجالة فيه الكثير من الاطراء للقوات الاماراتية... وهنا نقول: ان القوات الاماراتية هي قوات الإعتدال، قوات تحمل مشروعاً إنسانياً، قبل ان تحمل البنادق والصواريخ، هي قوات تقدم الشهيد تلو الشهيد، من اجل حفظ كرامة الامة العربية. لذلك أن دورها في اليمن اليوم، لا يروق لفئتين، الفئة الاولى تحمل مشروعاً إيرانياً طائفياً، والفئة الثانية تحمل مشروع الاخوان المسلمين المتطرف.

ان الامارات اليوم، تتحمل مسؤولياتها في اليمن بشجاعة نادرة، فلا بد من أن ينتصر التحالف العربي هناك. لقد اختارت الامارات موقعها الشريف مع أهل الشرف، لقد اختارت قيادتها الرشيدة السلام مع أهل السلام، والحرب مع من يريد الحرب.

إننا من وراء الاوقيانوس الكبير، من استراليا العظيمة، نتوجه للقوات الاماراتية، بتحية الشرف والوفاء، خاصة لشهدائها الأبطال، متمنين على قيادييها الكبار، ان يظلوا رمزاً للخير والوفاء، مدافعين عن التراب، الذي يضم رفاة الأهل والاجداد.

 رئيس التحرير




              Pages