مؤتمر في المركز الكاثوليكي عن رسالة البابا في اليوم العالمي لوسائل الاعلام





مؤتمر في المركز الكاثوليكي عن رسالة البابا في اليوم العالمي لوسائل الاعلام

عقد قبل ظهر امس في المركز الكاثوليكي للاعلام، مؤتمر صحافي بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، للاعلان عن رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثاني والخمسين لوسائل الاتصال الاجتماعي، بعنوان: الحق يحرركم يو8، 32. أخبار مزيفة وصحافة سلام. على أن يترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر القداس الإلهي للمناسبة، الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الأحد في 3 حزيران المقبل في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في بيروت.

وشارك في المؤتمر، إلى المطران مطر، وزير الإعلام ملحم الرياشي، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، في حضور رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، الأمين العام لجمعية الكتاب المقدس مايك بسوس، الأب بيار عطاالله، وعدد من أعضاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام.

وقال المطران مطر: في مناسبة اليوم الثاني والخمسين الذي تحييه الكنيسة الكاثوليكية لتكريم الإعلام والإعلاميين، يشرفنا أن ننقل إليكم مضامين رسالة قداسة البابا فرنسيس التي تحمل في كل عام إرشادات الكرسي الرسولي وتوصياته الثمينة من أجل إعلام يخدم نشر الحقيقة واحترامها، ويسهم في بناء السلام في العالم كله.

لقد اختار قداسته عنوانا لرسالته هذه، وهو استشهاد مقتبس من إنجيل يوحنا الرسول يقول فيه الرب لتلاميذه: تعرفون الحق والحق يحرركم يوحنا 8، 32. وإلى هذا العنوان المقدس والجدير بكل تأمل وشكر، يرفق قداسته إشارة إلى الأخبار الكاذبة والملفقة التي يتعاطاها الكثيرون من ذوي الإرادات السيئة أو الغايات المشبوهة والتي يدعو إلى رفضها والإقلاع عنها كما يشجع أن تنحو الصحافة منحى السلام باعتناق التواصل مع الآخر وتغليب الإيجابيات على كل عمل سلبي.

أضاف: لن ننتظر من قداسته في هذه الرسالة أي موقف سياسي خاص، ولا أي تلميح عن أي شخص مسؤول يقصده بذاته. بل هو ينظر إلى الواقع البشري العام ويدخل في أعماق النفس الإنسانية التي تنغمس في السوء إذا ما انفصلت عن الحقيقة وتخلت عنها لمصلحة الشهوات على أنواعها.

وتابع: ينطلق البابا في مقدمة كلامه من كون التواصل نعمة منحها الله للناس لكي يتعاملوا بفضلها معا ويبنوا لهم في الأرض أخوة صادقة منفتحة على وحدة الحياة. فيقول إن التواصل من شأنه أن يدخل الناس في عالم الشراكة بعضهم مع بعض. والمطلوب من الإعلام والإعلاميين أن يسهلوا هذا التواصل من أجل تحقيق هذه الشراكة المرجوة والمبتغاة.

واعتبر أن مأساة البشر تبدأ بفعل تحريف التواصل الإنساني عن دعوته وعن غاياته النبيلة، فيتشوه واقعه ومحتواه، ويبتعد عن الحقيقة وعن الخير العام، وتدخل فيه كل أنواع الخداع والتضليل، ما يقلب الإنسانية إلى جماعات منفصلة بعضها عن بعض أو معادية بعضها لبعض، بفعل سوء تفاهم مع الآخر يؤدي في النهاية إلى فقدان الأخوة وضرب أسس السلام. وإثباتا لهذا الواقع الأليم يشير قداسة البابا إلى الكم الهائل من الأخبار الكاذبة التي تصدر في كل مكان وتنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، القوية والسريعة الانتشار. إنها، وأنتم تعرفونها جميعا، من نوع المعلومات الملفقة والمختلقة أصلا للنيل من الآخرين وإلحاق الأذى بهم مجانا وبدون وجه حق. أو هي حقائق مقلوبة أو مشوهة يراد عبر تزويرها خلق بلبلة بين الناس أو تغليب فئة على فئة بالتزوير المفتعل والمقصود. وهي كلها أمور تؤدي في آخر المطاف إلى تثبيت عداوات مجانية على أساس من التضليل الفكري ومن تصوير الآخر وكأنه الشيطان وقد تجسد بإنسان أو بجماعة أو طائفة أو شعب من الشعوب.

أضاف: ينهي البابا هذا القسم من كلامه بقوله أن عند الناس بعض الميول إلى تصديق الأقاويل والشائعات، وقد لا يكون هينا تحرير القلوب والعقول مما يصيبها من أضرار أو مما يلصق بها من نتائج الخداع والمخادعين. لكن الشفاء من هذه التأثيرات مهما كان الوصول إليه صعبا فهو يبقى أمرا ملحا لأن القضية تتعلق بمصير الحقيقة بالذات ومصير تغليب الحق على الباطل. فمن دون غلبة للحق لا يمكن أن يستقيم التاريخ. أما استقامة هذا التاريخ فإن قداسة البابا يعالجها في رسالته، مشيرا في أول الأمر إلى ضرورة قصوى للتخلص من سلطان الكذب وللوصول إلى سلطان الحق.

وقال في هذا السياق، يبدأ قداسته هنا بالدعوة إلى كشف ما يسميه منطق الحية التي أغوت أبوينا الأولين كما يصوره الكتاب المقدس، وهي التي تمثل في الفردوس حيل الشيطان وألاعيبه. لقد أجرت الحية أمام حواء عملية إغراء كبيرة، محاولة إظهار الحق الذي من الله بأنه هو الباطل وإظهار الباطل الذي من الشيطان بأنه هو الحق. فتقول الحية لحواء بكل جرأة وبكل حيلة ماكرة أن الله يكذب عليك وعلى زوجك لأنه يعرف أنكما إذا ما أكلتما من الثمرة المحرمة ستصيران من الآلهة تقرران الخير والشر على هواكما، أي أنكما ستصبحان أنتما القانون والوصايا كلها، وستصيران أحرارا مثل الله. عندئذ راقت الثمرة لحواء ودخل إليها الفساد الذي ملأ الأرض بعدها ظلما وظلامات.

هذا هو الزيف الذي يجب كشفه، إذا ما أردنا استرجاع الحرية الحقيقية أي حرية أبناء الله والكف عن الغوص في وحول الحرية الكاذبة التي دعا إليها الشيطان، والتي أوقعت الإنسان في أخطار التسلط والتملك وسائر الشهوات. أما حرية الروح فعندما تتعاطى بأمور الجسد، لا تنقاد إليه صاغرة ولا تصبح عبدة له بل هي التي ترفعه إلى مرتبتها فيصبح الجسد مستنيرا ومزينا بكل عمل صالح.

تكريم الاعلاميين

وكان المطران مطر اقام مأدبة عشاء بمناسبة اليوم العالمي ال 52 للاعلام شارك فيها وزير الاعلام ملحم الرياشي، القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، وأعضاء اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام.

ورحب المطران مطر بالوزير الرياشي وقال له: أحببنا هذا الوجه وكنت عابرا للطوائف والمناطق، وإن لبنان يفتخر بأمثالك ويسير الى الامام أكثر.

أضاف: نحن بمناسبة اليوم ال 52 للاعلام سنعقد مؤتمرا صحافيا في حضور الوزير الرياشي، وسننطلق من كلام الحبر الأعظم أن الحق يحرركم ويقول أكبر نعمة أعطاها الله للإنسان هي التواصل الذي يبني الجماعة والحقيقة، وبحسب رسالة قداسة البابا إن للتواصل أمراضا وخصوصا مرض الكذب، واذا أردنا اعادة بناء مدنية وحضارة علينا محاربة الكذب وقلب الحقائق والزيف، للوصول الى الحقيقة.

وتابع: كونوا متأكدين أن لبنان يتقدم أكثر اذا كان حوارنا مبنيا على الحقيقة والمحبة وعدم الزيف، والبابا يوحنا بولس الثاني قال كلمة في قداس بيروت عام 1997 إنه من غير المقبول أن يعيش أشخاص تحت سقف واحد ويكونوا حذرين من بعضهم، لذا علينا الغاء الحذر وإستبداله بالمحبة والتلاقي حتى يبقى لبنان، وأظن أن للاعلاميين دورا كبيرا في نشر هذا الجو ونشر الحقيقة والتواصل مع الجميع والايمان بأنه لسنا نحن فقط أيادينا نظيفة بل هناك ايضا أياد أخرى نظيفة ولسنا نحن فقط نتمتع بالوطنية إنما هناك وطنية في المقلب الآخر، فلا يجوز إحتكار مثل هذه الامور.

وختم شاكرا الحضور ووزير الاعلام على وضعه لغة التواصل عند الشعب اللبناني ليس فقط بالكلام بل بالفعل وحتى الذين لم يكونوا على تواصل أن يتواصلوا، ونأمل أن نكون امام مرحلة جديدة أصفى من التواصل من اجل تقدم لبنان.

الرياشي

ورد الوزير الرياشي قائلا: كنا نقول في السابق لا نريد 3 جيم: الجوع والجهل والجندرما والآن نعود لنقول لا نريد الجوع ولا الجهل ولا نريد إلا الجندرما اللبنانية لدينا، ومهمتنا التواصل لمكافحة الجهل ومعرفة بعضنا البعض كي نستطيع مكافحة الجوع، لأن كلمة المحبة والعطاء في عز الفقر خصوصا اننا في شهر رمضان الكريم، هو دليل على معرفة اهمية العطاء لأنه، كما تقول الام تيريزا، ليس من الضروري أن تكون مليونيرا كي تعطي فأنت غني بما تعطي ولست غنيا بما تملك. ونحن أغنياء بك سيدنا وبكل الزملاء.