قادة الطاقة في العالم يحدّدون من أبوظبي أجندة 2018





المنتدى الثاني يبحث التحديات الجيوسياسية التي تواجه الاستدامة

قادة الطاقة في العالم يحدّدون من أبوظبي أجندة 2018

13/01/2018

أبوظبي: برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أطلق المجلس الأطلسي أمس النسخة الثانية من منتدى الطاقة العالمي السنوي في العاصمة أبوظبي، وذلك قبيل انطلاق أسبوع أبوظبي للاستدامة. ويجمع المنتدى الذي يمتد ليومين كوكبة من القادة الدوليين والإقليميين في قطاع الطاقة في أبوظبي، ويتطرق للتحديات الجيوسياسية التي تواجه قطاع الطاقة والاستدامة، والفرص المستقبلية المتاحة.

ويقام المنتدى بالشراكة مع وزارة الطاقة في دولة الإمارات وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة مبادلة للاستثمار.

قال سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، في كلمته أمام منتدى الطاقة العالمي: «تماشياً مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، يوفر منتدى الطاقة العالمي الذي ينظمه المجلس الأطلسي منصة رائدة تمكن القادة وصناع السياسات في قطاع الطاقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي من وضع جدول الأعمال الخاص بالطاقة لعام 2018. وفي ظل التزايد المستمر للطلب، بات من الضروري ضمان استدامة موارد الطاقة من أجل تحقيق نمو اقتصادي قوي وتوفير بيئة صحية في المستقبل. ولا شك أن الرؤية المشتركة التي نتجت عن منتدى الطاقة العالمي ستسهم بشكل إيجابي ودائم في مستقبل القطاع على الصعيد العالمي».

وأضاف المزروعي «أن منتدى المجلس الأطلسي يعقد للمرة الثانية في أبوظبي والمنطقة؛ حيث تحرص أبوظبي بوصفها عاصمة عالمية للطاقة على عقد مثل هذه المؤتمرات التي تضم خبراء في مجال الطاقة والسياسة للحديث عن مستقبل الطاقة في المنطقة والعالم، موضحاً أن كثافة المشاركة من كثير من الدول في المنتدى تسهم في تعزيز فعاليات الحدث الذي يركز على الجوانب الجيوسياسية وعلاقتها بالطاقة وكيفية رسم استراتيجية متزنة ومناقشة التحديات.

وأفاد أن هناك حاجة للتعاون لضمان توفير الطاقة وتحسين الكفاءة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والذي نخطط لخفضه في الإمارات بنسبة 70 % ضمن استراتيجياتنا.

وذكر وزير الطاقة والصناعة في تصريحات صحفية على هامش المنتدى، أن الإمارات تقود المنطقة لتحقيق التوازن في مجال توفير الطاقة وتنويع مجالاتها والاستفادة من الاستثمارات التي تقوم بها أدنوك».

مؤكداً «أن الإمارات تتطلع لمجال أوسع وأرحب في مجال الطاقة من خلال الحوارات البناءة في منصات مختلفة مثل أديبك وأسبوع الاستدامة واجتماعات الأطلسي».

وقال، إن أوبك تعمل على عوامل السوق من عرض وطلب؛ وذلك بالتعاون مع المنتجين من خارج أوبك.

وأكد المزروعي أن أبوظبي باتت عاصمة الطاقة العالمية؛ حيث أصبح بالفعل لديها منصات متكاملة للطاقة المتجددة ونظيرتها الأحفورية قَلّ أن تجد مثيلاً لها في العالم.

ومن جانبه، أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، أن النمو المتوقع في الاقتصاد العالمي، ولا سيما في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، سيؤدي إلى رفع الطلب على الطاقة إلى مستويات لا يمكن تلبيتها عبر مصدر واحد، وإنما من خلال مزيج متنوع من المصادر.

وأضاف في الكلمة التي ألقاها في الدورة الثانية من المنتدى: «الهدف الأساسي لقطاع الطاقة العالمي هو توفير إمدادات آمنة وموثوقة ومستقرة، خاصةً مع التغيرات التي تشهدها الأسواق وزيادة معدلات استهلاك الطاقة المتوقع أن ترتفع بنسبة 25% بحلول عام 2040».

وتابع: «نجتمع في دورة هذا العام من المنتدى بالتزامن مع انتعاش الاقتصاد العالمي إلى مستويات هي الأفضل خلال العقد الماضي. وسيسهم هذا النمو الاقتصادي في زيادة الطلب على الطاقة والمتوقع أن يرتفع بنسبة لا تقل عن 25% بحلول عام 2040، وهذا يعني أنه لا يمكن تلبية هذا الطلب من خلال مصدر واحد، وإنما سيتم الاعتماد على مزيج متنوع من مصادر الطاقة. وستستمر الموارد الهيدروكربونية في القيام بدور حيوي في تلبية هذا الطلب، حيث من المتوقع أنه مع نهاية العام الحالي، سيتجاوز الطلب العالمي على النفط وحده، 100 مليون برميل يومياً».

وأكد الجابر على استجابة أدنوك للمتغيرات التي تشهدها أسواق الطاقة قائلاً: «تنفيذاً لتوجيهات القيادة، وضعت أدنوك استراتيجية جديدة تركز على الاستفادة من نموذج عمل الشركة المرن والبناء عليه وتطويره لتعزيز الأداء وإحداث نقلة نوعية قائمة على النمو الذكي وتعزيز القيمة وتحسين هيكلية رأس المال، حيث أصبحت أدنوك تقدم نموذجاً جديداً في منهجية عمل شركات النفط الوطنية».

وبيّن أن استراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي تهدف إلى الاستفادة من النمو الاقتصادي العالمي المتوقع وارتفاع الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية، ولا سيما في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، موضحاً أنه في الوقت الذي تستجيب فيه الشركة لديناميكيات السوق المتغيرة، ستواصل أدنوك توسيع شراكاتها الاستراتيجية وتعزيز العائد الاقتصادي، والسعي إلى زيادة الوصول إلى الأسواق الحالية والجديدة.

وتشمل استراتيجية أدنوك للنمو الذكي، إنشاء أكبر موقع متكامل للتكرير والكيماويات على مستوى العالم في دولة الإمارات، والذي سيسهم في زيادة قدرة التكرير الخام بنسبة 60% وزيادة إنتاج البتروكيماويات بأكثر من ثلاثة أضعاف. وعند اكتمال مشروع التوسعة، ستقوم أدنوك بتحويل 20% من النفط الخام إلى مواد كيميائية، وتنويع مجموعة منتجاتها عالية القيمة للحد من تأثير تغيرات أسعار النفط. كما أعلنت أدنوك عن خطط للتوسع في إنتاج الغاز لتلبية النمو في الطلب المحلي، وذلك من خلال استغلال المكامن غير المطورة، والاستفادة من الأغطية الغازية، وزيادة إنتاج الغاز الحامض.

وأوضح الدكتور سلطان الجابر في كلمته، أنه مع تسارع وتيرة الابتكارات الجديدة، يجب أن يتحلى قطاع الطاقة بمزيد من المرونة والذكاء والقدرة على الاستجابة والاستفادة من هذه الابتكارات، وأن يتعاون مع شركاء من خارج القطاع لتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات العالم المتنامية من الطاقة.

وقال: «نحن ندخل حقبة من الزمن أصبحت فيها التكنولوجيا قادرة على توفير ميزة استباق الفرص والبقاء في الطليعة، حيث بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في تحويل آليات العمل في قطاعات متنوعة مثل الصناعة وتجارة التجزئة والخدمات المالية، والآن يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، حيث تشمل فوائده المحتملة ضمان استقرار الإنتاج والإمدادات، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وخفض التكاليف».

وأوضح الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في النقلة النوعية التي تشهدها أدنوك قائلاً: «نعمل على استكشاف الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساهمة في رفع الكفاءة وتعزيز المرونة والارتقاء بالأداء، وكذلك إمكانية الاستفادة من تحليل البيانات لتكوين معرفة دقيقة عن العمليات سواء فوق سطح الأرض أو تحتها».

وفي ختام كلمته، أشاد د. سلطان أحمد الجابر بمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي ودوره في تسليط الضوء على توجهات قطاع الطاقة العالمي، وفي توفير منصة تجمع الأطراف الفاعلة على مستوى العالم لمناقشة أهم المواضيع المرتبطة بالقطاع، وكذلك في توفير منصة مثالية تجمع قيادات وشخصيات مؤثرة للتباحث والخروج بأفكار تُسهم في تقدم قطاع الطاقة.

وينعقد «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» لمدة يومين بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة في دولة الإمارات، وشركات «أدنوك» و«مبادلة» و«آيبيك» و«مصدر». ويشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 350 متحدثاً يمثلون أكبر الشركات والمؤسسات الفاعلة في قطاع الطاقة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتم إطلاق المنتدى في عام 2017، كجزء من أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يضم عدداً من الفعاليات الرئيسية، مثل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، والقمة العالمية لطاقة المستقبل. ويشكل المنتدى منصة مثالية تُسهم في تحديد أجندة الطاقة لعام 2018 وتعزيز التفاهم حول أسواق الطاقة وتحفيز الجهود الرامية إلى ابتكار التقنيات الحديثة في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة.

ويقع المقر الرئيسي للمجلس الأطلسي في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث يمثل مؤسسة بحثية تُعنى بتعزيز الشراكات وتشجيع النقاشات البناءة حول المواضيع والقضايا الدولية المُلحّة، ويوفر المجلس منتدى لمناقشة التغيرات الاقتصادية والسياسية في القرن الحادي والعشرين عبر حشد شبكة مؤثرة تضم قادة عالميين سعياً لتعزيز الأمن والازدهار في العالم.

أبرز المشاركين في المنتدى

سهيل محمد فرج المزروعي وزير الطاقة والصناعة.

الدكتور ثاني أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة.

الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية.

الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة والرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك».

محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز- سلطنة عمان.

محمد بن خليفة آل خليفة، وزير النفط- مملكة البحرين.

جبار علي اللعيبي، وزير النفط- جمهورية العراق.

الدكتور عبد الرحمن عثمان عبد الرحمن وزير البترول والغاز السوداني.

رينر بايك وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والطاقة الألمانية

جابريل ماباغا أوبيانغ ليما، وزير المناجم والصناعات الهيدروكربونية -غينيا .

إيمانويل إيبي كاشيكو، وزير البترول - نيجيريا الاتحادية

كاي رالا زانانا غوسماو وزير التخطيط في تيمور-ليشتي الديمقراطية.

ألفريدو بيريز وزير البترول والثروة المعدنية في تيمور-ليشتي الديمقراطية.

وفاء يوسف الزعابي العضو المنتدب لمؤسسة البترول الكويتية.

عدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

فاتح بيرول المدير التنفيذي في وكالة الطاقة الدولية.

دان برويليت، نائب الوزير، وزارة الطاقة الأمريكية.

فعاليات المنتدى

من المقرر أن يتضمن اليوم الثاني من المنتدى حواراً حول الابتكار في دولة الإمارات مع مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات، شركة مبادلة للاستثمار.

كما يتضمن جدول أعمال اليوم الثاني جلسات عامة تتناول مستقبل منظمة أوبك وأسواق النفط، ومستقبل قطاع النقل؛ والطاقة النووية. إضافة إلى ذلك، سيطلق المجلس الأطلسي مجموعة من التقارير التي تم إعدادها مؤخراً بعنوان «صياغة مستقبل النفط والغاز في العراق»، و«الطاقة: القوة الكامنة وراء زيادة مشاركة المرأة في دول الخليج؟»، و«الاستثمار في الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة».

جدول الأعمال

وضع صناع القرار على الصعيدين العالمي والإقليمي جدول الأعمال الخاص بسياسة الطاقة لعام 2018، وتحديد إطار العمل المنوط بها، ومناقشة الدور الذي سيضطلع به صناع السياسات في مسيرة التحول في قطاع الطاقة والحاجة إلى أطر مالية جديدة للحقبة المقبلة التي سيشهدها القطاع.