سلطان: التعاون الصادق بين الثقافات يخدم البشرية





وقع النسخة الفرنسية من «تحت راية الاحتلال» وزار المكتبة الوطنية

سلطان: التعاون الصادق بين الثقافات يخدم البشرية

26/03/2017

باريس: أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن المحافل الفكرية تجمع عشاق الثقافة وعشاق المعرفة، والرجوع إلى الثقافة هو رجوع إلى العقل.

جاء ذلك في كلمة لسموّه، ألقاها ليلة أمس الأول، أمام حضور حفل تدشين النسخة الفرنسية من كتاب «تحت راية الاحتلال»، الذي ضم عدداً من الوزراء والمفكرين والدبلوماسيين والأكاديميين، وأعضاء الوفدين الثقافي والإعلامي للشارقة، وأصحاب دور النشر وممثلي وسائل الإعلام المختلفة، في باريس.

أوضح سموّه، في كلمته، بعد أن تقدم بخالص شكره للضيوف على حرصهم، على الحضور في هذا الحدث، بأن الكتاب، ومن غلافه الخارجي يعبّر عمّا جاء في متنه وسطوره، حيث إن القواسم، استُبدلت برايتهم الحقيقية، رايةٌ اختارها الاحتلال، ورفعت على مبنى الإدارة والحكم، ما استدعى أن تكون كل القرارات في تلك الفترة تحت راية الاحتلال، بل تحت فوّهات المدافع كذلك.

وقال صاحب السموّ حاكم الشارقة: «نحن هنا نقدم كتاباً ضمن سلسلة من الكتب، لم نترجمها كلها إلى الفرنسية، حيث تبدأ السلسلة بكتاب «صراع القوى والتجارة في الخليج»، ويأتي بعده «العدوان البريطاني على القواسم»، وبعده كتابنا المحتفى به «تحت راية الاحتلال»، ويلحق به كتاب «سيرة مدينة»، وبعده الكتاب الذي أنا بصدد تجهيزه ونشره «الشارقة بين الحماية والاستعمار»، وبعده يأخذنا كتاب آخر مباشرة إلى نشأة دولة الإمارات، وأنا أكتب في تلك الفترة عن طفولتي وهو كتاب«سرد الذات»، ومترجم إلى الفرنسية، ثم يأتي كتاب «حديث الذاكرة» في ثلاثة أجزاء عن فترة حكم الشيخ زايد، رحمه الله، هذه المجموعة بالنسبة للقارئ الفرنسي، بعضها ناقص وغير مترجم، وأعدكم، إن شاء الله، في السنة القادمة، عند مشاركتنا في معرض كتاب باريس، بأن نتمم ترجمة كل المجموعة إلى الفرنسية، وسنعمل على جعل السلسلة في كتاب واحد».

وتطرق صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلى الحديث عن شغفه بالثقافة ومدى ارتباطه بكل ما ينمّي العقل، ويخدم الإنسانية؛ حيث قال: «أنا صديق كل ما أحتاج إليه من ثقافات، والثقافة التي نشأت في فرنسا في عصر الأنوار، كانت تحفزني دائماً، وتدفعني لتقديم الأكثر والأفضل، ومكتبتي تزخر بكثير من الكتب الفرنسية، التي تعبر عن شغف الفرنسيين بالثقافة، خصوصاً تلك التي تتحدث عن مصر وكنوزها العمرانية والتاريخية والبيئية، وإرثها الإنساني والأدبي والفكري والفني».

واختتم سموّه كلمته بقوله: «نأمل بأن يعود ذلك التعاون الصادق بين مختلف الثقافات، خدمة للبشرية، وليس للمصالح الشخصية، أوالإقليمية. وأشكر لكم تلبيتكم الدعوة، وأنا على يقين بأنكم ما أتيتم إلا وأنتم عشاق للثقافة، وعشاق للمعرفة، وهذا الحشد يسعدنا، والرجوع إلى الثقافة يعني الرجوع إلى العقل».

وكان الحفل، استهل بفيلم تسجيلي قصير، استعرض مواضيع الكتاب وأهم أحداثه بأسلوب مبتكر ومشوّق.

وقدم رونو دوفابر، وزير الثقافة الفرنسي السابق، قراءة تفصيلية للكتاب المحتفى به، أوضح في مستهلها عمق العلاقة التي تربط دولة الإمارات، وجمهورية فرنسا. وعبّر عن فخره بأن تزخر المكتبة الفرنسية بمؤلفات سموّه.

وقال: «إن صاحب السموّ حاكم الشارقة، في مؤلفه، يظهر مدى صداقته للتاريخ الرصين والفكر الواعي، وصاحب رؤية قوية مستندة إلى السلام واحترام القانون والتسامح والتنوع الثقافي، ما دعاه إلى أن يدعو وفي وقت مبكّر، إلى وقف ثورة الكونكريت، والالتفات إلى ثورة الثقافة، وحشد جهوده لخدمة الثقافة والفنون بمختلف مجالاتها، ولا شك أن ذلك نابع من حكمة يسعى من خلالها إلى جعل الشارقة عاصمة إقليمية للثقافة والفنون».

وعن كتاب تحت «راية الاحتلال»، قال دوفابر: «كان الوصف التاريخي لتلك الحقبة دقيقاً بكل تفاصيلها، حين كانت الشارقة تخضع للاحتلال البريطاني، والقواعد التي فرضتها القوات البريطانية على سفن القواسم وسفن الخليج في التبادل التجاري مع الهند، ومن هذا المؤلف نستشف حيل البريطانيين إزاء سكان الشارقة، حيث كانوا يستخدمون القوة تارة والخديعة تارة أخرى؛ لفرض هيمنتهم على المنطقة. كما استعرض الكتاب جملة من الأحداث البحرية التي كان يُتهم بارتكابها سكان الشارقة، ما شكل لهم أضراراً جسيمة، ونتابع في هذا المؤلف، مناضلة القواسم وسكّان الشارقة، للكثير من الصعوبات، الداخلية والخارجية، وهنا يجب أن نشير إلى مدى تمكن المؤلف وقدرته وجهوده الواضحة في التوثيق التي تطلبت منه، كما يبدو لنا، وقتاً طويلاً في جمع كل تلك الوثائق التي جمعها لإنتاج هذا المرجع التاريخي المهم، ولَم يكتفِ الكاتب بعرض الوضع السياسي للشارقة، إنما ذهب بِنَا لعرض جغرافيتها واقتصادها».

بعدها تفضل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بالتوقيع على مجموعة كبيرة من النسخة الفرنسية، من كتاب «تحت راية الاحتلال»، وقدمها إهداء لحضور الحفل.

شهد الحفل، حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، ورونو دوفابر وزير الثقافة الفرنسي السابق، وجاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس، ومعضد الخييلي، سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية، وعبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية في باريس، ومحمد حسن خلف، المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام، وعبد الله النعيمي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونيسكو، ومحمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، وعدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية الإماراتية، وجمع غفير من المفكرين، والأدباء، وأصحاب دور النشر، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.