فوضى أمنية متنقلة لقطاع الطرق!!!





فوضى أمنية متنقلة لقطاع الطرق!!!

28/6/2020

لبنان - الفوضى الأمنية، المخربة، وغير الخلاقة، والحروب الصغيرة آتية إلى لبنان لا محالة! وسينتقل هم اللبنانيين من هم الدولار إلى هم العوز والجوع وهم حماية أنفسهم وعائلاتهم من فوضى أمنية متنقلة، غير منظمة، نتيجة ارتكابات وسرقات، وسط انهيار تام لكافة الدفاعات في الأمن الصحي والأمن الغذائي، بالإضافة إلى سقوط عنصرَي: الحركة في الطاقة، والتواصل في قطاع الاتصالات.

حذرت اللبنانيين منذ أكثر من 7 أشهر، أن الدولار سيتخطى عتبة ال 10.000 ليرة، وأن كافة القطاعات ستنهار، وأن المدارس الخاصة ستتعرض إلى الافلاس، وأن الصيدليات والدكاكين الصغيرة والسوبرماركات ستصبح هدف السرقات الأول، وأن سرقة البنزين سيصبح أهم من سرقة السيارات، ووصفت الوضع في لبنان مرارا في أزمته الحالية بالتيتانيك ... (يومها قيل لي "ليش عم بتخوف العالم"؟!!) وهذه لم تكن تنبؤات! بل كانت قراءة رياضية (Mathématiques ) لتطور الأمور الاقتصادية - السياسية ولرفض الدولة للاصلاح المبني على تغيير الطبقة السياسية أو تغيير أدائها على الاقل!

اليوم، أحذر من جديد، أن الفوضى الأمنية، ستتخطى قدرات القوى الأمنية على ضبطها، لأنها لن تكون نتيجة تنظيم واحد، أو في مكان واحد. بل ستكون صغيرة ومتنقلة، وفي كافة المناطق (حتى الأمنية منها)، وفي الوقت نفسه!!! وإن كنت استبعد حربا كبرى كما في السابق نتيجة غياب أي تمويل أو جهة ممولة لها!!! إلا أن اللعب على الوتر المذهبي (والطائفي، بدرجة أقل) بتحميل تبعات إفلاس الناس ومآسيهم ستكون له وللأسف ترددات فوضى أمنية بدوره!

الإنقاذ ممكن، وإن بدا شبه مستحيل! وهو ينطلق من ايمان الشعب اللبناني: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!"، "قوم يا شعبي، تا قوم معك"... الصلاة وحدها لا تفيد! وانتظار الاعجوبة غير مجدي! أما صنع الاعجوبة فممكن!

إن تجنب غرق تيتانيك لبنان يحتاج إلى إرادة تغيير، لم يعد ممكنا اليوم بتغيير السلطة السياسية لنفسها! فالأنسب هو حماية الجيش للشعب اللبناني، ومساعدته على إنتاج سلطة جديدة وحكومة تحظى بثقة شعبية ودولية، بدلا من الاستمرار بحماية رموز السلطة الحالية. عندها يمكن تنفيذ خطة اقتصادية... سهلة التنفيذ نسبيا! وإلا فإن لبنان سيذهب إلى حكومة (أو حكومات) عسكرية (أو عسكرية شبه مقنعة) على المدى الطويل المنظور!! لنا أن نختار!