قضية لاسا: احتقان ينذر بتصعيد كبير!





قضية لاسا: احتقان ينذر بتصعيد كبير!

28/5/2020

لبنان: يعكس تصدر "هاشتاغ" #ايدك_عن_لاسا على موقع تويتر، الاحتقان الذي يسود الساحة الداخلية وينذر بتصعيد طائفي كبير لا يمكن ضبط ايقاعه، لاسيما وأننا نتحدث عن مناطق جبل لبنان وما تكتنزه تلك المناطق من تاريخ محفور في تفكير اهالي القرى المرتبطين بأرضهم في علاقة لا يمكن أن تختصرها حسابات سياسية أو "زرعة" في ذقن نائب من نوابها.

ينطبق مثل "مال السايب يعلم الناس الحرام" على ما يجري في لاسا وكل الاراضي المشابهة التي تحولت الى "كبش محرقة" بين الاحزاب والقوى السياسية على ما يؤكد عدد من فعاليات المنطقة حيث تكمن المشكلة في هجرة الاهالي الى المدينة والطلاق مع الريف واعمال الاراضي التي يمكن استثمارها.

ويقود هذا الواقع الى السؤال التالي: "اذا تدخل الجيش والقوى الامنية ومنعوا اهالي لاسا من دخول اراض الوقف، من يضمن وجود المسيحيين ليستثمروا في تلك الاراضي"؟، يأتي الجواب مكرسا عمق الازمة وهي قضية انتماء الى الارض من جهة، واستغلال بعض اهالي لاسا "فائض القوة" لديه لوضع يده على اراضي الكنيسة.

يُوصف راعي ابرشية جونية المطران انطوان نبيل العنداري الوضع في لاسا بالوضع المسيحي في هذا الشرق حيث هجر الاهالي القرى والبلدات: "نركض خلف السهولة والمَدَنية والربح السريع..

فلاح مكفي سلطان مخفي" يقول العنداري الذي يؤكد ان اهمال الارض امر خطير وعلينا أن نزرعها ونتعب لاجلها.

يعرج المطران في حديثه لليبانون فايلز على آخر تطورات أزمة لاسا، مشيرا الى ان الاتصالات لم تهدأ مع الابرشية كما بكركي من قبل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الرئيس نبيه بري والاحزاب والقوى في المنطقة لحل الخلاف، لافتا الى ان التواصل لم ينقطع بل جرى الاتفاق قبل حصول الحادثة مع المزارعين، حيث استجابت الابرشية واصحاب المشروع لطلب اهالي لاسا زيادة عدد العائلات من قبلهم لاستثمار الاراضي ضمن مشروع النائب شوقي الدكاش، الا ان الجميع فوجىء بدخول البعض على الخط بهدف العرقلة لغايات شخصية او لخلق أمر واقع يقول المطران الذي يؤكد الانفتاح على الحوار في المسائل التي يمكن أن تحل عبر هذا الطريق، او اللجوء الى القضاء حيث تدعو الحاجة، الا ان الثابت بحسب العنداري هو مواصلة المشروع وعدم التراجع عنه ايمانا بالبلد وليس من قبيل التحدي.

يرفض راعي ابرشية جونية توريث أزمة لاسا الى الاجيال القادمة، بل ان الكنيسة تولي اهمية كبيرة لحل المسألة بسلام وحضارة ولديها العزم والارادة لذلك ولكنها تأمل من الطرف الآخر التجاوب وتغليب لغة العقل والقانون.

يرمي المطران العنداري كرة الاهمال في ملعب المرجعيات السياسية والمؤسسات في البلد، حيث يعمد هؤلاء الى المماطلة والتسويف لحل الخلافات.

خلافا لكلام رجل الدين يذهب النائب زياد حواط في حديثه عن خلاف لاسا، ويرى في حديثه لليبانون فايلز أن المشكلة ليست في عقار بل هي شعور بفائض القوة لدى طرف سياسي يحاول فرض شروطه وعدم التقيد بالقانون والقضاء معتمدا على سلاح غير شرعي، لافتا الى ان لاسا هي نموذج عن كيفية تعاطي هذا الفريق مع الاطراف الاخرى في لبنان.

يشدد حواط على خيار الدولة لأخذ الحقوق، ويقول" لن نحمل بندقية للدفاع عن أراضنا فهذه الامور من المسلمات التي لا يمكن التراجع عنها"، موضحا في الوقت عينه انه وضع الملف للمرة "الخمسين" لدى الرئيس نبيه بري، وينتظر الحل لأن أي كلام غير ذلك يعني رسم جبهات بين طرفين ووضع حياة الناس على "كف عفريت".

ولكن تهديد حواط لا يمكن صرفه الا بالسياسة، فالوقائع تشير عكس ذلك، لاسيما وان الاحداث كثيرة في هذا الاطار من "مُصلى أفقا" الى اراضي الرويسات والزعيترية في المتن الشمالي، واراضٍ تم "قَضمها" ولم يحرك احد من الاحزاب على الساحة المسيحية ساكنا، كما أن ربط هذه الخلافات بالسياسة يقودنا الى عمق الصراع لاسيما بين المكونات السياسية، فاذا اتفق تيار المستقبل والقوات اللبنانية تحل "بركة القرنة السوداء" بين بشري وبقاعصفرين قضاء الضنية واذا انتهت التباينات بين حزب الله حركة أمل من جهة والتيار الوطني الحر من جهة أخرى تعود مياه لاسا الى مجاريها.