"على الحراك التفاعل مع دعوة الرئيس"





"على الحراك التفاعل مع دعوة الرئيس"

"كلن يعني كلن" هذا عنوان بعيد عن المنطق، فهو غطاء لإنقاذ وخدمة الفاسدين على حساب الشرفاء والأوادم ومنهم من ملأ الدنيا وشغل الناس بنجاحه ونشاطه وديناميكيته ونظافة الكف... وهنا ندعو الشباب اللبناني للإستفادة من هؤلاء الاشخاص الذين رفعوا مطالب الحراك قبل أن يكونوا ما يمثلون اليوم، وبالتالي ان يبنوا على نجاحاتهم التي أبهرت الناس في كل مكان بدلاً من توجيه الشتائم.

الحراك كان إيجابياً في بدايته لأنه سلّط الضؤ على وجع الشعب اللبناني، ورفع نفس مطالب الأوادم في السلطة وبطليعتها الفساد والهدر والتراكمات التي يعود عمرها لعقود...، ثم تحوّل الى السلبية عندما إنحرف عن سكته الصحيحة واختُرق من قبل أحزاب لها ارتباطات خارجية لتنفيذ أجندات وأهداف خاصة بها، فضلاً عن لاجئين وهيئات ومرتزقة... فبدأنا نشهد قطع الطرق ولقمة عيش الناس والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، اضافة للصراخ والغوغائية التي ما يوماً شيّدت أوطاناً أو قضت على الفساد.

لقد شهد لبنان في الماضي ثورات وحروب وأزمات وصعوبات وجوع اكثر بكثير مما يشهده اليوم...، ولكن صمود الشعب اللبناني البطل امام كل ذلك، وبقائه مرفوع الرأس رافضاً الاستسلام، طحن الصخور وحوّلها الى زرع ولقمة عيش ولم ولن يركع مهما فعلت قوى الشّر.

الناس " يعني كلن" تؤيد الحراك المنطقي والحضاري وحرية التظاهر الذي هو حق مشروع...، ولكن ليس بقطع الطرقات ومنع حرية المرور، وهنا نتمنى على الشباب اللبناني الواعي ان لا ينسى ما جرى ويجري في المنطقة وحول لبنان منذ سنوات، خاصة وعلى أرضه ميلوني لاجيء وقنابل موقوتة...!

ان مشاكل لبنان كثيرة ومتراكمة تعود الى مئات السنين، منها خارجية ومنها داخلية، أدت الى حروب ودم وتهجير وفساد ونهب وهدر وبطالة وفقر وجوع والى قضايا لا تعد ولا تحصى. وهنا كي نكون عادلين يجب ان نعترف أن المسؤولية لا تقع على الحكومة والسلطة اللبنانية بل على أكثرية الشعب اللبناني، الذي تأخر في حراكه السليم وسط تلهى شبابه بالصراعات الحزبية والأجندات الخارجية، وكثرة الكلام وسهر الليالي مع النرجيلة والتدخين وإضاعة الوقت بإساءتهم في استعمال التكنولوجيا وغيرها فوصلنا الى وصلنا إليه...!

اليوم البلد منهوب واقتصاده على الارض والإفلاس على الأبواب والمطالب عديدة ومحقة... لذلك حل الأزمة وتحقيق الإصلاحات والمطالب المحقة لن يتم إلا من خلال وحدة الشعب اللبناني ودعمه للرئيس في جهوده من أجل حكومة جديدة متجانسة ومنتجة لكي تقر المشاريع والقوانين التي بحاجة الى الإصلاحات والتي ينتظرها الشعب... وأن تعيد الأموال المنهوبة لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص العمل والسير الى الأمام.

في النهاية، أملنا كبير في الشباب اللبناني وندعوه الى المثابرة في حراكه السليم والصحيح، من أجل المطالب المعيشية المحقة، ومحاسبة من كان السبب، وأن لا ينجر الى جماعات مندسّة تابعة إلى جهات خارجية وداخلية مشبوهة كتحريك الطلاب مؤخراً.

رئيس التحرير