أيها اللبنانيون... لا تعطوا الفرصة للمتآمرين على الوطن!





أيها اللبنانيون... لا تعطوا الفرصة للمتآمرين على الوطن!

ليس من العقل ولا من المنطق أن نعطي الفرصة على طبق من ذهب للمتآمرين على وطن الأرز، الذين ينتظرون الفرصة من زمن، ليغرقوا لبنان في بحور من الفتن لا تنتهي، لا أحد ينكر إطلاقا وجع الشعب اللبناني، ولا الصرخات المكتومة في صدور المواطنين اللبنانيين، لتراكم فساد وأخطاء جسيمة ولدت خلال فترات لحكومات متعاقبة منذ ما قبل الحرب الأهلية حتى يومنا هذا، والأمر لم يعد سرا بأن لبنان يمر بأزمات اقتصادية ضخمة وتحديات كبيرة، يكفي أن لبنان من أكثر دول العالم مديونية، فضلا عن شبح الأزمة الاقتصادية العالمية التي باتت تظهر في الأفق، ورغم ذلك من  حق الشعب اللبناني أن يحتج ويعترض، ولكن عبر صناديق الانتخابات، وليس بالتخريب والتكسير وسرقة الممتلكات العامة والخاصة وزيادة طعنات في جسد الوطن، في الوقت الذي لم يدخر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري جهدًا من أجل الخروج من نفق الأزمة التي يمر بها لبنان المحاصر من قبل أزمات وتحديات كبيرة، واللذين يبذلان المساعي على المستويين الإقليمي والعالمي لإنقاذ البلاد من الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها حاليا.

هذا بجانب الجهود المضنية الواضحة لوزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل الذي يعمل ليلاً نهاراً محلياً ودولياً، لأخذ يد الوطن إلى بر الأمان، كما أنه متفهم للغاية غضب الشارع اللبناني، والذي أكد أن هذه الاحتجاجات نتيجة تراكم أزمات، معتبراً أنها كانت متوقعة، وأن "الآتي أعظم إذا لم يتم الاستدراك"، على حد وصفه، وحذر الرجل من إعطاء الفرصة للمتآمرين على لبنان والذين لا يريدون لوطن الأرز الخير بل يريدون تحقيق مآربهم وحساباتهم الخاصة، من خلال سقوط لبنان في براثن الفتنة والاتجاه بالوطن نحو طريق اللاعودة، كما أن الشواهد والحروب التي تشهدها المنطقة بآسرها، يجب أن تكون لنا درساً للحفاظ على لبنان، الذي استطاع أن يعيش في مأمن وفي سلام واستقرار في عز الخراب الذي طال بلاد عربية ليس ببعيد عن لبنان، فلا بد أن نشكر رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة برئاسة سعد الحريري أنهم حافظوا على لبنان، ومنع وصول نار الفتن والخراب إليه، وجعله بلدا أمنا مستقرا رغم جحيم النار من حوله .

للمرة الأخيرة لبنان يمر بأزمات اقتصادية طاحنة متراكمة، والحكومة لم تدخر جهدا، ومنذ أيام اجتمع الرئيس ميشال عون مع رئيس الحكومة ورئيس النواب نبيه بري ورؤساء الأحزاب والتيارات والقوى السياسية المختلفة، ليتم في النهاية التوافق على إعلان "حالة طوارئ اقتصادية" لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الطاحنة التي يمر بها لبنان، وإقرار خطة إصلاح مالي متوسطة المدى تمتد لـ 3 سنوات "حتى عام 2022" ، ولكن من حق الشعب اللبناني أن يحتج ويعترض، ويرفض أي مسئول مهما كان، ولكن نتحدث عن طريقة التغير والتعبير والتي يجب ألا تتم إلا من خلال صندوق الانتخاب، المهم أن يبقى الوطن متماسكا رغم المحن التي تحيط وتحاك ضده، أيها اللبنانون لا تعطوا الفرصة للمتآمرين على الوطن في إشعال الفتن وتنفيذ الأجندات المشبوهة التي تخدم مصالحهم وأهدافهم الخاصة، فاجعلوا الصندوق سلاحكم للتغير ولا تكونوا أنتم سلاح أعداء الوطن لتخريبه والرجوع به إلى عصر الفتن والضياع .

رئيس التحرير