رئيس الجمهورية عرض مع الراعي التطورات





رئيس الجمهورية عرض مع الراعي التطورات: الاقتصاد بند اول في مجلس الوزراء والارث المالي كبير ونعمل باقصى جهدنا لحلول لمصلحة الجميع

21 آب 2019

لبنان- ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، ان "الموضوع الاقتصادي سيكون البند الأول في اهتمامات مجلس الوزراء لمواجهة التداعيات التي يحدثها على حياة المواطنين الذين لم يعد في مقدورهم التحمل اكثر".

وكان البطريرك الراعي وصل عند العاشرة قبل الظهر الى قصر بيت الدين، حيث أدت له التحية ثلة من لواء الحرس الجمهوري واستقبله الرئيس عون في مكتبه، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة ومستجداتها.

الراعي

بعد اللقاء، تحدث البطريرك الراعي الى الصحافيين، فقال: "ان نكون في بيت الدين يعني ان نكون حيث هناك الصفاء والتاريخ. بالطبع لبعبدا قيمتها ولكن لموقع بيت الدين كمركز رئاسة صيفي قيمته، عدا عن كوننا في منطقة الجبل. وقد كانت الزيارة مناسبة لتهنئة فخامة الرئيس بمجيئه الى هذا المكان لقضاء عطلته الصيفية، وكذلك لأن وجوده هنا خلق جوا جيدا بعد التشنجات التي حصلت والتي يعرفها الجميع".

ورأى أن "مجيء رئيس الجمهورية الى هنا في غاية الاهمية، لأنه كرئيس للبلاد وأب للجميع ومسؤول عن الجميع، فقد ساعد حضوره هنا في اراحة الوضع، وشعر اهل الجبل جميعا من دروز ومسيحيين ومسلمين على مختلف اطيافهم، ان هذا الجبل لا يعيش الا بوحدته. ومن هنا فإن مجيء رئيس الجمهورية الى هنا بمثابة تكريس وترجمة للمصالحة التاريخية. وقد اتينا لتهنئته بما قام به من اجل هذه المصالحة، لأن ذلك يأتي في صلب عمله كرئيس للبلاد".

اضاف: "تكلمنا كذلك في الموضوع الاقتصادي الذي يشغل بال الجميع ويطاول بتداعياته الجميع. وفخامة الرئيس يتحدث يوميا في هذا الامر. وهو اكد انه سيكون غدا بندا اول في جلسة مجلس الوزراء لأن المواطنين باتوا غير قادرين على التحمل. تطرقنا كذلك الى مواضيع اخرى اساسية سبق ان تكلمنا بها، لا سيما لجهة كيفية احترام الانسان بكرامته وحقوقه في المؤسسات، من دون ان تكون عرضة لاي تعد في التحقيقات او سواها. وتكلمنا عن رسالة فخامته الى المجلس النيابي لتفسير المادة 95 من الدستور التي هي لخير جميع اللبنانيين، ومن الواجب تطبيقها في الطائف، ولا يجب ان يكون اي خلاف في الرأي بخصوصها، لأن كل ما هو ضمن الدستور يجمع اللبنانيين. كما وانه لا يجب علينا الاخذ بالدستور بصورة انتقائية، بل كمجموعة متكاملة. هناك قضايا عدة يجب الاخذ بها كاللامركزية الادارية ومجلس الشيوخ وغير ذلك. ونأمل ان تشكل الرسالة مناسبة لتطبيق الدستور واتفاق الطائف الذي هو جزء من الدستور".

وتابع: "تكلمنا بكل هذه الامور الى قضايا اخرى يعاني منها اللبنانيون ويعايشها فخامة الرئيس. كذلك، اغتنمت المناسبة لوداع فخامته بداعي سفرنا الى مدينة فاطيما في البرتغال لحضور المؤتمر السنوي للمشرعين الكاثوليك الدوليين الذين يلتقون سنويا في مثل هذا العام في ايطاليا، الا ان هذا العام ولمناسبة الذكرى العاشرة للقاء، فسوف ينعقد في مدينة فاطيما. وكوني عضوا مرشدا لهذا اللقاء الى جانب كاردينال فيينا فأننا نكون حاضرين على الدوام فيه".

وسئل البطريرك الراعي عما اذا كان يخشى ان يؤثر تفسير المادة 95 على الشراكة في البلد ويحدث بعض الزعزعة؟ اجاب: "لا اعتقد ذلك، فالمادة واضحة والمطلوب تطبيقها بموادها كافة، لا بطريقة انتقائية. وهي مادة لا تثير الخوف بل تعطي ضمانة لجميع الناس. لقد اثار البعض حولها ضجة ولم يقرأها. اقرأوها، اذ ذاك ترتاحون جميعا".

وعما يطرح من مبادرة لجمع الاقطاب المسيحيين، قال: "هل تذكرون عندما انتقدنا احدهم يوم جمعنا النواب الموارنة؟ فلنبدأ اولا ببيتنا ومن ثم نسير مع غيرنا. وكلامي واضح اننا نحن نتكلم مع بعض، وانتم كمجتمعين تتكلمون من ثم مع زملائكم. وقد انبثق عن اللقاء الاول الذي عقدناه في حينه، لجنة مصغرة تمثل كل الفئات من احزاب وكتل نيابية وقد اجتمعت مرتين. نحن علينا ان نجتمع كي نوحد رؤيتنا للخروج من الخلافات اليومية ويكون المجتمعون هم من يتعاملون ويتواصلون مع زملائهم الاخرين من مسيحيين ومسلمين. كما اننا نعتبر ان هذا هو دور البطريركية المارونية في جمع وتوحيد اللبنانيين ومساعدتهم، لأننا جميعا ابناء هذا الوطن الذي تكمن قيمته في انه وطن تعددي".

وعن التفسيرات التي اعطيت لكلام رئيس الجمهورية الاخير في ما خص الاستراتيجية الدفاعية، قال: "لم يسنح لي الوقت للكلام مع فخامته حول هذا الموضوع، كما لم اتمكن بعد من قراءة الصحف، لكن مسألة الاستراتيجية الدفاعية اساسية، وقد طرحت اولا في عهد الرئيس ميشال سليمان. وهي ضرورية، فبالنسبة الي الموضوع منته منذ ان تم طرحه. من الضروري ان يتم اعتمادها، فهذه الاستراتيجية الدفاعية ضرورة ماسة في حياة لبنان".

وعما يثار من كلام حول فتح الاستحقاق الرئاسي منذ الآن، ومدى تأثير هذا الامر على الوضع العام، قال: "من المبكر جدا الكلام عن هذا الامر. اعرف ان لدى البعض طموحات ولكن لا طعم لهكذا حديث اليوم. حديث اليوم يجب ان يكون حول كيفية النهوض بالبلد المهدد اقتصاديا وماليا ومعيشيا واجتماعيا قبل ان نفكر بماذا سنعمل بعد عشر او اربع او ثلاث سنوات. علينا ان نبحث في كيفية معالجة موضوع الساعة الملح، واي موضوع آخر لا طعم ولا لزوم له".

وعن مدى التخوف من تداعيات التصنيف الائتماني المرتقب بعد نحو 48 ساعة، اجاب: "المهم انه غدا سيتم البحث في كيفية المباشرة بوضع الخطط التنفيذية للورقة التي اقرت في اجتماع بعبدا الاقتصادي"، مشيرا الى ان "هناك مؤسسات باتت غير قادرة على الايفاء بما يتوجب عليها من مدفوعات، واخرى لها متوجبات على الدولة ولم تقبضها من مستشفيات ومدارس مجانية، اضافة الى من يعمل في مؤسسات وشركات ولم يقبض رواتبه، الى ثلث الشعب اللبناني الذي يعاني من البطالة. نعم نحن امام كارثة اجتماعية واقتصادية علينا مواجهتها فمن يخفي علته يموت بها".

فهد

واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد وعرض معه اوضاع القضاء وعمل المحاكم.

واشار القاضي فهد الى انه اعلم الرئيس عون ان "32 قاضيا متدرجا انهوا تدرجهم في معهد الدروس القضائية، واعلن مجلس القضاء اهليتهم وينتظرون صدور مرسوم تعيينهم قضاة اصيلين في ملاك القضاء العدلي".

ولفت الى انه طلب "العمل على استكمال التعيينات القضائية للانتقال الى تشكيلات قضائية كي يصبح في الامكان تعيين القضاة الجدد في المحاكم".

واعلن ان "مجلس القضاء الاعلى يستعد للمشاركة في خلوة عمل وتخطيط دعا اليها وزير العدل البرت سرحان في منتصف الشهر المقبل"، وقال: "اطلعت فخامة الرئيس على مسار عملية التنقية الذاتية التي يتابعها التفتيش القضائي وفقا للاصول القانونية بصمت وفاعلية وخطى ثابتة".

السفير العراقي

واستقبل الرئيس عون سفير العراق الدكتور علي عباس بندر العامري في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الديبلوماسي في لبنان. وقد منحه رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط اكبر، تقديرا للدور الذي لعبه في توطيد العلاقات اللبنانية - العراقية وتطويرها في كل المجالات"، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة.

وفد بلدية دير القمر

من جهة أخرى، واصل الرئيس عون استقبال الوفود الشعبية التي امت قصر بيت الدين للترحيب به، فالتقى وفدا من بلدية دير القمر برئاسة رئيس البلدية السفير السابق ملحم مستو الذي تحدث في مستهل اللقاء باسم الوفد، ناقلا تحيات اهالي دير القمر ومجلس بلديتها الى الرئيس عون، وقال: "نأمل ان تكون اقامتكم مثمرة في الجبل، ونود ان نؤكد لكم على اهمية وجودكم في هذا القصر الذي يضاعف من طمأنينة الشوفيين على مختلف طوائفهم، ويزيد الثقة بالنفس، لا سيما عند المسيحيين منهم".

وشدد مستو على "اهمية ايلاء الرئيس عون العناية بمطالب اهل الجبل، لا سيما العائدين منهم الى قراهم"، وحث "من لم يعد بعد على الاسراع في العودة وتثبيث عودتهم، فعندما يشعر ابن الجبل العائد ان هناك دولة قوية تضمن له حقوقه على القدر ذاته من المساواة بين الجميع، اضافة الى فرص عمل في قراه، فأنه اذ ذاك يبقى في ارضه، والا فالنزوح من الريف الى المدن سيبقى قائما".

وقدم مستو عرضا عن "الدور الذي تلعبه دير القمر وابناؤها في بلدتهم والجوار"، مشددا على "اهمية الانماء المتوازن، لا سيما بعدما زالت عوامل الخوف وبات من الملح تأمين شروط العمل للمقيمين في دير القمر وجوارها لدعم حضورهم ودورهم"، آملا ان "يتم انجاز مستشفى دير القمر الحكومي في عهد رئيس الجمهورية وتدشينه من قبل الرئيس عون نظرا لاهميته والضرورة القصوى لانجازه".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا ومعربا عن سعادته بلقاء الوفد، مشيرا الى ان "ما حدث في الجبل والشوف في ثمانينات القرن الماضي زرع امورا سلبية في النفوس، نعمل على ازالتها وازالة رواسبها وتوطيد الثقة في النفوس"، وقال: "من ابرز اهداف اقامتي هنا المساعدة على توطيد هذه الثقة والتوازن. ونحن نبذل قصارى جهدنا من اجل ارساء الوحدة الوطنية والمساواة بين اللبنانيين. لذلك انا بينكم اليوم، وهذا ليس بأمر عابر بل له مدلولاته الوطنية. ونأمل ان يتكرر كل عام".

ولفت الى ان "موضوع مستشفى دير القمر الحكومي اولوية واعمل على متابعته"، مشددا على ان "الارث الاقتصادي والمالي الذي حملناه كبير، ونحن نعمل باقصى جهدنا للتوصل الى حلول له تكون لمصلحة الجميع".

وفد مصري

وكعادته كل يوم، حرص الرئيس عون على الترحيب بالسياح العرب والأجانب الوافدين الى بيت الدين في اطار الجولات السياحية للتعرف على المعالم اللبنانية، فالتقى لهذه الغاية وفدا مصريا برئاسة الاب عيد نظمي حضر الى لبنان للمشاركة في "مؤتمر الرحمة الإلهية الثاني في الشرق الأوسط"، الذي عقد في دير مار يوحنا الحبيب في غوسطا الأسبوع الماضي بحضور وفود من مصر وسوريا والعراق والأردن ولبنان.