قلق من قرار قد يُربك لبنان ويُدخله مجدداً في آتون صراع وتوتر سياسي كبيرين





قلق من قرار قد يُربك لبنان ويُدخله مجدداً في آتون صراع وتوتر سياسي كبيرين

17 آب 2019

غاصب المختار

كان الوسط السياسي والرسمي اللبناني يترقب بكثير من القلق والحذر نتائج اجتماعات رئيس الحكومة سعد الحريري مع مسؤولي الادارة الاميركية في واشنطن، وانعكاساتها على اوضاع لبنان الداخلية السياسية والاقتصادية، خاصة بعد التسريبات السلبية التي ظهرت في اليوم الاول للزيارة، من قبل خصوم "حزب الله" وايران، والتي كانت تؤكد على توجه الادارة الاميركية نحو مزيد من الضغوط والعقوبات على لبنان وأنها قد تشمل حلفاء الحزب في الحكومة اللبنانية... وسوى ذلك من تسريبات.

ووصل حد القلق الى أن ابدى نائب في كتلة كبيرة مخاوفه "من أن تعمد الادارة الاميركية الى استصدار قرار اميركي أو دولي شبيه بالقرار1559 يُربك لبنان ويُدخله مجدداً في آتون صراع وتوتر سياسي كبيرين، من ضمن الضغوط الاميركية على ايران وحزب الله وحلفائه، خصوصاً أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا يراعي أي وضع أو ظرف خاص يمر به لبنان"، لكن النائب المذكور أكد أن الحريري "لا يخطيء في أمور الثوابت الوطنية، وهو ذهب الى واشنطن بجو ايجابي لتخفيف الضغوط والعقوبات السياسية والمالية على لبنان، لكن المهم تجاوب إدارة ترامب مع مساعيه".

وقد بدد رئيس الحكومة بعد لقاءاته خلال اليومين الماضيين مع كبار مسؤولي ادارة ترامب كل هذه المخاوف الى حد كبير، حيث قال بعد لقائه ليل الخميس- الجمعة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو ومساعده لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ديفيد هيل، أنه " تبلغ من بومبيو دعم واشنطن لاستقرار لبنان واقتصاده". لكن الأهم ما أعلنه الوزير بومبيو الذي قال بعد اللقاء: "أكدنا إلتزام أميركا بمستقبل مشرق للشعب اللبناني، ونحن نستمر في دعم المؤسسات اللبنانية التي تتمتع بمصداقية داخل لبنان، وهي ضرورية للمحافظة على استقرار وأمن وسيادة لبنان، ولتوفير كل احتياجات الشعب اللبناني."

ومع هذه التصريحات الايجابية، لا زال القلق قائماً من ممارسة الضغط على لبنان عبر مسارب اميركية أخرى منها عبر بعض النواب في مجلسي النواب والشيوخ، المتشددين بدعم اسرائيل ومعاداة ايران، عدا عدم الثقة بالرئيس ترامب وما يمكن أن يُقدم عليه في حال تصاعد التوتر أكثر بينه وبين ايران، حيث يُطرَح السؤال: الى أي مدى سيتجاوب ترامب مع مساعي الحريري وحيثياته في طلب تخفيف الضغط على لبنان لمنع حصول أية هزات فيه؟ وهل تمكن رئيس الحكومة من إقناع المسؤولين الاميركيين بأن "حزب الله" لا يسيطر على قرار الحكومة اللبنانية ولم ولن يعرقل عمل الحكومة ومشاريعها، بل أنه ساهم في تكريس الاستقرار الداخلي؟

 ولكن على خط موازٍ، تقول مصادر نيابية في كتلة الرئيس نبيه بري: إن الرهان قائم ايضاً على مساعي بري لتحقيق المصالحات الداخلية وتكريس الاستقرار في ظل الهجمة الاميركية على ايران وحلفائها لا سيما في لبنان. ويرى هؤلاء أن الاستقرار السياسي الداخلي أهم عامل لمواجهة الضغوط الاميركية – الاسرائيلية، ولمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي.

وترى المصادر أنه اياً تكن الاجواء والمواقف المعلنة الواردة من العاصمة الاميركية، فإنه لا بد من انتظار النتائج العملية لزيارة الحريري لا سيما في مجالي الدعم المالي والاقتصادي من ضمن مقتضيات مؤتمر سيدر، وتحديد الحدود البرية والبحرية التي سيتولاها شينكر الشهر المقبل.