العسكر مستنفر بحراً وبراً.. فمتى ستقع المواجهة؟





العسكر مستنفر بحراً وبراً.. فمتى ستقع المواجهة؟

24  أيار 2019 -

 كلوفيس الشويفاتي

ماذا يجري في المنطقة التي تشهد سباقاً بين التحضيرات العسكرية والاتصالات والمفاوضات الدبلوماسية؟

ففيما تعتمد إيران سياسة التصعيد حيناً من خلال تهديد الولايات المتحدة من مغبة أي هجوم أو اشتباك عسكري، والتبريد حينا آخر من خلال الإعلان عن التمسك بالمفاوضات وبالاتفاق النووي وبإرسال تطمينات وتسهيلات. تضع الولايات المتحدة يدها على الزناد وتجري تحضيرات وتمهد لإجراءات قد تضع المنطقة على فوهة بركان. وقد كان لافتاً الإعلان الاميركي مؤخراً عن أن الادارة الاميركية ستدرس طلب القيادة الوسطى في الجيش الاميركي لإرسال 10000 جندي إضافي الى الشرق الأوسط بهدف "ردع" إيران، ليصبح عدد الجنود الاميركيين في المنطقة نحو مئة الف جندي يتوزعون على افغانستان 15000 وفي العراق 5000 وفي سوريا 2000 وفي الكويت 10000 وفي قواعد قطر 10000، فيما يتمركز الباقون على متن الاسطول الاميركي الخامس الذي يضم حاملة طائرات وعدداً من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من سبعين مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود. وتشير التقديرات إلى أن عدد البحارة الأميركيين المتمركزين في البحرين هو نحو 35000 فيما يقدر عدد السفن التابعة لسلاح البحرية الأميركي والراسية في البحرين بسبعة عشرة سفينة.

وتتلخص مهمة الأسطول الأساسية في تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران عن قرب، والإشراف على عمليات في الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي. كما يشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان، وفي مكافحة الإرهاب والقرصنة في المياه الدولية. منذ أواسط 2008 بدأ الأسطول بتوسيع قاعدته في البحرين، وتحديدا في ميناء سلمان شرق العاصمة المنامة، بتكلفة تقدر بحوالي 580 مليون دولار، واستكملت في 2015.

وينقسم الخبراء الاستراتيجيون والعسكريون بين منطقين وسيناريوهين، ففي حين يرى البعض أن الآلة العسكرية التي تتحرك وتستنفر في البحر والبر سيكون دورها فقط للضغط للوصول إلى تسوية تحافظ على الاستقرار وتضع حدوداً لكل الاطراف التي تهدد بالمواجهة، بينما يؤكد خبراء آخرون أن التسوية ستأتي بعد توجيه ضربات موجعة لإيران تجبرها على وقف نشاطها خارج الحدود، في سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين...

واستناداً الى ما تقدم من معلومات وأجواء، ماذا سيكون عليه وضع لبنان مع العدو الاسرائيلي؟ وما هي تداعيات أي مواجهة اميركية إيرانية على حزب الله، خصوصاً وأن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين وستشارك في ضرب إيران كما تتوعد وتهدد دائماً. فهل ستضرب إيران بغارات جوية تستعد لها وتجري مناورات تحضيرا لتنفيذها؟ وهل سيبقى حزب الله مكتوف اليدين ولا يتدخل بما يجري في المنطقة إذا وجهت أية ضربة لطهران؟

لم يسبق أن بقي لبنان بمعزل عن أيه احداث كانت تصيب الاقليم فلكل الاطراف امتدادات واذرع في لبنان وخصوصاً بين دول الخليج وإيران، وإذا قرر بعض الاطراف اللبنانيين دعم هذا أو ذاك بالوسائل المتاحة لكل طرف فعندها لا تعود سياسة النأي بالنفس قائمة وسنقع في المحظور الذي لا يمكننا تخطيه. فهل ستصرف اللبنانيون جميعهم بمسؤولية وتجرد وحياد كلي؟

عسى أن يحصل ذلك بعد كل التجارب والمحن التي عشناها ونعيشها.