قمة الرياض الـ 40 تفتح أفاق المصالحة وتعزز الوحدة الخليجية في مواجهة تحديات المنطقة

أمير الكويت رسول السلام الذي نجح في نبذ الخلافات الخليجية وفتح الطريق للمصالحة




قمة الرياض الـ 40 تفتح أفاق المصالحة وتعزز الوحدة الخليجية في مواجهة تحديات المنطقة 

أمير الكويت رسول السلام الذي نجح في نبذ الخلافات الخليجية وفتح الطريق للمصالحة

11/12/2019

الكويت - الميدل ايست تايمز الدولية: في ظل التحديات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة العربية بآسرها، جاءت قمة الرياض الـ 40 لتعلن عن تغير المسار نحو الطريق الصحيح المتمثل في المصالحة الخليجية وتعزيز كل سبل التي من شأنها دعم الوحدة الخليجية وترابطها بشكل قوي، لاسيما في هذا المنعطف الخطير التي لم يسبق أن واجهته الأمة العربية من قبل ، فقد كان احتضان العاصمة السعودية الرياض أعمال الدورة الـ40  للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي بحضور قادة وزعماء دول المجلس للبحث في المقام الأول سبل تعزيز التكامل الخليجي والتأكيد على وحدة الصف والمصير المشترك أمام ما تشهده المنطقة من تحديات أمنية واقتصادية وسياسية، وكانت العلاقة مع إيران والوضع في اليمن وسبل تأمين مياه الخليج فضلا عن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والوساطة الكويتية للمصالحة الخليجية من ابرز الملفات التي طرحت على جدول أعمال القادة في قمتهم السنوية .

سمو أمير الكويت مترأساً الوفد الكويتي خلال القمة الخليجية 

وناقش القادة الخليجيون في القمة التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة والتطورات السياسية الإقليمية والدولية وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس.

الدكتور نايف الحجرف الأمين العام الجديد لمجلس التعاون الخليجي

وكان المجلس الوزاري التحضيري للقمة قد رفع الثلاثاء الماضي توصياته وقراراته إلى اجتماع القادة الخليجيين للنظر بشأنها واعتمادها ومن ضمنها تولي مرشح الكويت الدكتور نايف الحجرف "وزير المالية الكويتي "منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومن المقرر أن يتولى منصبه في إبريل 2020 .

الأمين العام الجديد لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف

كما نستطيع أن نؤكد على أن صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رسول السلام الحقيقي الذي يتواجد في الخلافات العربية ليس إلا لحلها والعمل سريعا على عودة الأوضاع كما هي عبر مبادرات عربية صادقة من رجل منح لقب "قائد للعمل الإنساني " من قبل الأمم المتحدة  ليس على مستوى العربي بل على المستوى العالمي، فعندما اشتدت المحنة الخليجية التي تمثلت في مقاطعة دولة قطر خرجت أمير الكويت بعدة مبادرات لإعادة الأمور إلى وضعها الصحيح وراح يذهب الاتجاهين حتى نجح في تهدئة الأمور بشكل كبير وهو ما دفع قمة الـ40 ذاتها أن تضع  الوساطة الرسمية لحل الأزمة الخليجية القائمة حاليا  التي تقودها الكويت على مائدة المناقشات الأمر الذي أكده سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية مؤخرا على أن القمة المنتظرة ستكون محطة مهمة جدا في تعزيز اللحمة الخليجية.

وفي السياق نفسه جاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله قبيل القمة أن "الكويت تنظر للقمة الخليجية بكثير من التفاؤل والأمل في أن تحقق ما يتطلع إليه أبناء الخليج من امن واستقرار وتطور في مسيرة مجلس التعاون". مؤكدا في الوقت نفسه أن خطوات المصالحة الخليجية تسير باتجاه ايجابي ووفق "خطوات ثابتة ومتقدمة" وأعرب أمله في أن يكون التمثيل في القمة الخليجية على أعلى مستوى لتكون قمة الرياض "طريقا لعودة القمم الخليجية كما كانت".

الوساطة الكويتية وصفحة جديدة

في كلمته التاريخية بالقمة الخليجية الـ40 التي ينتظرها الكثير لاسيما المراقبين في الخليج قال سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه "إننا نشعر بارتياح للخطوات الإيجابية والبناءة التي تحققت في إطار جهودنا لطي صفحة الماضي" 

العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز خلال استقباله نائب رئيس الوزراء العماني سمو السيد فهد بن محمود آل سعيد

وتابع "سموه" نتطلع بتفاؤل إلى ما سيتم اعتماده اليوم في لقائنا من قرارات وتوصيات ستسهم بلا شك في دعم مسيرتنا وتحقيق طموحنا ، معربا "سموه" عن تمنياته أن يكون لقاء قادة دول المجلس اليوم بأجواء إيجابية مؤشرا على عزمهم لتحقيق الوحدة في مواقفهم والتمسك بوحدتهم.

وأشار "سموه " في كلمته إلى مهرجان رياضي في دولة قطر مشيدا بحسن التنظيم والاستقبال  قائلا "سموه" " بالأمس التقى شبابنا في مهرجان رياضي وفر له الأشقاء في دولة قطر كل أسباب النجاح ليسطر هؤلاء الشباب صور التلاحم والإخاء وليأتي لقاءنا المبارك اليوم تواصلا لتلك الصور لنعكس حرصنا جميعا على وحدة الموقف وصلابة العزم على الحفاظ على العديد من المكاسب التي تحققت لنا والإنجازات التي أضاءت مسيرة عملنا ولنتدارس أوضاعنا وما يحيط بنا من تعقيدات وبحث السبل الكفيلة بتفعيل مسيرتنا الخيرة ويسعدني بهذا الصدد أن أهنئ الأشقاء في مملكة البحرين على ما تحقق لهم من إنجاز بالفوز بكأس الدورة الرابعة والعشرين متمنيا لهم مزيدا من التقدم والنجاح.

وأضاف" سموه" في كلمته  أن مما يدعو إلى الاعتزاز أن تستضيف دولنا فعاليات عالمية يرقبها العالم جميعا حيث استهلت المملكة العربية السعودية الشقيقة رئاستها لمجموعة دول العشرين كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تتهيأ لاستضافة اكسبو 2020 ويستعد الأشقاء في دولة قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 ولا شك أن هذه الفعاليات تعبر عن حجم التقدير الذي ينظر فيه العالم لدولنا وعن حجم الثقة التي ينطلق منها في تقييمه لدورنا وتفاعلنا مع أحداثه ومستجداته.

 واستطرد "سموه" في كلمته قائلا: إننا نشعر بارتياح للخطوات الإيجابية والبناءة التي تحققت في إطار جهودنا لطي صفحة الماضي ونتطلع بتفاؤل إلى ما سيتم اعتماده اليوم في لقائنا من قرارات وتوصيات ستسهم بلا شك في دعم مسيرتنا وتحقيق طموحنا ولعل لقاءنا المبارك اليوم بأجواء إيجابية مؤشر على عزمنا لتحقيق الوحدة في مواقفنا والتمسك بوحدتنا.

وعن التحديات والظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا أكد "سموه" في كلمته " لقد تعرضت منطقتنا ولا زالت إلى تصعيد خطير هدد الأمن والاستقرار فيها ولقد كنا ندعو دائما إزاء ذلك التصعيد إلى التهدئة وتغليب الحكمة وتعزيز خيار الحوار لمواجهة ذلك انطلاقا من قناعة راسخة بأن البديل لغير ذلك سيكون الدخول إلى مصير مجهول ولقد تعرضت المملكة العربية السعودية الشقيقة جراء ذلك التصعيد إلى هجمات آثمة أعربنا ونعرب اليوم عن إدانتنا واستنكارنا لها ووقوفنا إلى جانب الأشقاء في دفاعهم عن أمنهم واستقرارهم.

الأمين العام الحالي لمجلس التعاون د. عبداللطيف الزياني

ولم ينس "سموه" في كلمته الأزمة اليمنية فقال "وعلى الصعيد العربي لقد تابعنا باهتمام بالغ الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي برعاية كريمة وجهود مقدرة من المملكة العربية السعودية الشقيقة وهو الاتفاق الذي يمثل مدخلا إلى عملية السلام المنشودة كما أننا نتابع بكل القلق والألم ما يجري لدى الأشقاء في العراق ولبنان وليبيا والجزائر من مظاهر تصعيد وعدم استقرار متضرعين إزاء ذلك إلى الباري عز وجل أن يتحقق لهم الأمن والاستقرار وأن يتجاوزوا هذه الظروف الصعبة والمؤلمة ولا يفوتني أن أهنئ الأشقاء في تونس على نجاح الانتخابات الرئاسية مؤخرا متقدما بخالص التهاني إلى فخامة الرئيس قيس بن سعيد على انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية الشقيقة.

"الإشادة بجهود الكويت"

ومن جانبه أشاد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي مشترك على هامش القمة بجهود سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الوساطة الخليجية مستمرة ومقدرة مؤكدا أهمية وحدة الصف وتعزيز العمل الخليجي المشترك.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان

وأكد الأمير  فيصل أن الدول الأربع تدعم جهود سموه في الوساطة الخليجية وحريصة على نجاحها ، لافتا في تصريحاته إلى أن القادة ناقشوا العديد من الأمور المتعلقة بالبيت الخليجي والتي تهدف إلى تحقيق التكامل والترابط بين دوله في كافة المجالات والحفاظ على المكتسبات التي تحققت منذ تأسيس المجلس".

وتابع "الأمير فيصل" أن القمة أكدت أهمية قوة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه كما ناقشت العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وردا على سؤال حول التهديد الإيراني قال وزير الخارجية السعودي أن "التهديد يشملنا جميعا ولا يختلف عليه أحد بمنظومة مجلس التعاون الخليجي والجميع مجمع على التعامل معه بالطرق الضرورية" مؤكدا أن وحدة المنظومة الخليجية ثابتة وقائمة "حتى لو شابها بعض الأمور التي لا ترقى إلى أن تقلل من قوتها وتماسكها".

"مرحلة جديدة لدول الخليج"

كما  أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني في تصريحات صحفية له أن ثقته في قمة الرياض الـ40 سوف تخرج بقرارات بناءة من شأنها أن تعمق الروابط والتعاون والتكامل بين الدول الاعضاء وترسخ اركانه".

لافتا إلى أنه بفضل حكمة قادة دول المجلس ورؤيتهم الثاقبة تحققت العديد من المنجزات والمشروعات التكاملية التي تخدم هذا الكيان الخليجي بما في ذلك تدشين السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والاتحاد النقدي والربط الكهربائي وهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية والهيئة القضائية الاقتصادية وغيرها من الهيئات المتخصصة في مختلف المجالات الدفاعية والأمنية والتنموية.

وتابع "الزياني" أن دول المجلس وضعت ضمن أولوياتها أن تكون إنجازاتها المشتركة ذات مردود اقتصادي على مواطني دول المجلس الخليجي فالمواطنة الاقتصادية الخليجية تهدف إلى تحقيق المساواة التامة بين المواطنين في حرية التنقل والتملك والعمل وممارسة التجارة والأنشطة الاقتصادية والتمتع بالخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة والتأمينات الاجتماعية.

واشار الى ان ذلك اسهم في ارتفاع حجم التجارة البينية بين دول المجلس حيث بلغت 147 مليار دولار أمريكي في عام 2018 بينما كانت في عام 2003 لا تتعدى 6 مليارات دولار.

وفد سلطنة عمان الى القمة الخليجية برئاسة سمو السيد فهد بن محمود آل سعيد

ويتنظر ان تشهد المرحلة المقبلة تطورا كبيرا في تنمية علاقات مجلس التعاون مع العديد من الدول والتكتلات العالمية بما في ذلك استئناف مفاوضات التجارة الحرة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الصديقة.  

"وحدة الصف على رأس البيان الختامي"  

جاء البيان الختامي للقمة بعدة قرارات هامة وهادفة في المقام الأول إلى تعزيز التنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون في المجالات المختلفة والتأكيد على وحدة الصف امام التحديات الإقليمية والدولية.

واكد البيان الختامي على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967 وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

وحول العلاقة مع ايران شدد البيان الختامي على ضرورة التزام إيران بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي معربا عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة.

من ناحية أخرى رحب البيان بمباشرة الحكومة اليمنية الشرعية أعمالها من العاصمة المؤقتة (عدن) تنفيذا ل(اتفاق الرياض) تمهيدا لتفعيل كافة مؤسسات الدولة في جميع المحافظات المحررة لخدمة المواطن اليمني.

أما عن الشأن العراقي فقد أكد البيان أن مجلس التعاون ثابت على مواقفه وقراراته الثابتة بشأن أهمية الحفاظ على سلامة العراق ووحدة أراضيه وسيادته الكاملة وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية .

وفي الشأن السوري رحب المجلس الاعلى بتشكيل اللجنة الدستورية في سوريا والبدء في أعمالها معربا عن الأمل في أن يكون ذلك معينا للجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية يحقق للشعب السوري تطلعاته المشروعة مجددا دعمه لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لتحقيق ذلك.

وحول التطورات في لبنان شدد البيان الختامي على موقف مجلس التعاون وقراراته الثابتة بشأن لبنان وحرصه على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وعلى انتمائه العربي واستقلال قراره السياسي والوفاق بين مكونات الشعب اللبناني.

وفي الشأن الليبي أكد البيان الختامي موقف مجلس التعاون الثابت بشأن الأزمة الليبية ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي مستمد من اتفاق (الصخيرات) الموقع بين الأطراف الليبية في ديسمبر 2015.

من ناحية أخرى عبر البيان عن إدانته لما يتعرض له المسلمون (الروهينغيا) في ولاية (راخين) والأقليات الأخرى في ولاية (كاتشين شان) والمناطق الأخرى في ميانمار من اعتداءات وحشية وتهجير ممنهج داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لوقف أعمال العنف والتهجير.





 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط