كاهن رعية الجية الأب شربل نعيم القزي يشكر الراعي والحضور

الراعي خلال تكريسه كنيسة الجية: لتسقط آلهة المال والسلاح والنفوذ وليسقط معها كل الذين توكلوا عليها




كاهن رعية الجية الأب شربل نعيم القزي يشكر الراعي والحضور

الراعي خلال تكريسه كنيسة الجية: لتسقط آلهة المال والسلاح والنفوذ وليسقط معها كل الذين توكلوا عليها

13 آب 2017

تأسس مشروع بناء كنيسة سيدة النجمة في الجية، عام 1994 بمبادرة كريمة من رجل الاعمال جورج نعيم القزي الذي تبرع بالارض بعد شرائها من السيد سمير حاتم والمرحوم عطالله القزي.

وقام السيد جورج نعيم القزي، بكافة إجراءات البناء والخرائط وكل ما يلزم المشروع من تجهيزات.

لبنان - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، غروب اليوم، حفل تدشين وتكريس كنيسة سيدة النجمة في بلدة الجية، بدعوة من راعي ابرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار.

وبعد تبريك الكنيسة ترأس الراعي قداسا للمناسبة، حضره وزير البيئة طارق الخطيب، ممثل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة نجله كريم، النائب علاء الدين ترو ممثلا تيمور جنبلاط، النائبان دوري شمعون وجورج عدوان، ممثل النائب محمد الحجار الدكتور عبد الكريم رمضان، الوزير السابق ناجي البستاني، السفير الأوسترالي غلين مايلز، حشد من المطارنة والآباء والراهبات ورؤساء البلديات والمخاتير وشخصيات وحشد من أهالي الشوف والجبل.

العظة

وبعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16)، إيمان سمعان - بطرس بأن المسيح هو ابن الله الحي جعله الرب يسوع صخرة بنى عليها كنيسته التي هي بيت الله الروحي المؤلف من جماعة المؤمنين، والمسيح رأسها وراعيها ومحييها بروحه القدوس. في قيصرية فيلبس أمام قصر الأمبراطور الروماني الوثني المؤله، أعلن سمعان بطرس إيمانه. فيسوع هو المسيح الذي مسحه الله، مالئا بشريته من روحه، وأرسله مخلصا للعالم. وهو ابن الله الحي الذي يفوق كل سلاطين العالم ويثبت إلى الأبد، فيما هم كلهم يندثرون. هذا الإيمان عينه نعلنه نحن اليوم: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16)، وعليه نبني حياتنا".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية التي نكرس فيها كنيسة سيدة النجمة الجديدة ومذبحها، في بلدة الجية العزيزة، بدعوة محبة من سيادة أخينا المطران مارون العمار، راعي الأبرشية الجديد، الذي أتمنى له النجاح في خدمته الراعوية في أبرشية صيدا العزيزة، وبدعوة من الأب العزيز شربل نعيم القزي، كاهن الرعية، الذي أحييه مع نائبه المعاون الأب لويس الخوند، ولجنة الوقف وكل أبناء الرعية وبناتها، وأشكره على كلمة الترحيب اللطيفة.

ويطيب لي أن أحيي قدس الأباتي نعمة الله الهاشم، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، وأشكره على حضوره مع الآباء المدبرين العامين وسائر الآباء. وأود الإعراب عن تقديري للرهبانية الجليلة ولحضورها الروحي والتربوي والراعوي، في الجية: في الدير والمدرسة والرعية".

وأردف: "إني أوجه تحية قلبية لأهالي الجية الأعزاء، الذين ذاقوا مرارة التهجير وويلات الحرب وحرق بيوتهم وإتلاف جنى عمرهم وممتلكاتهم، وقدموا على مذبح الوطن اثنين وخمسين شهيدا، وهاجر من البلدة الجميلة والمحبوبة التي كتبوا تاريخهم على أرضها، حوالي ثماني مئة عائلة إلى بلدان الانتشار، ومعظمها إلى اوستراليا.

إن إيمانكم الثابت على صخرة المسيح جعلكم تتجاوزون المحنة القاسية. ففي سنة 1994 بدأ مشروع بناء الكنيسة الجديدة، بمرسوم أصدره المثلث الرحمة المطران ابراهيم الحلو أنشأ به لجنة الوقف والبناء. وبعد وضع التصاميم وإطلاع الأهالي عليها، وموافقة السلطة الكنسية، بوشر بالعمل في سنة 1995. وهكذا بعد مسيرة دامت اثنتين وعشرين سنة، كان خلالها أهل الجية، المقيمون والمنتشرون بموآزرة المحسنين، يبنون في آن بيت الله في كنيسة سيدة النجمة، وبيوتهم التي طالها الهدم والحريق، فاعلين ذلك في ظرف اقتصادي دقيق للغاية".

وقال: "وها هم ونحن معهم اليوم بفرح عظيم نحتفل بعيد تكريسها مع مذبحها. ففيها يعلنون إيمانهم "بالمسيح ابن الله الحي"، الذي أرسله الآب بمحبته العظمى ليخلص الجنس البشري بأسره، ويعطيه الحياة الجديدة وافرة بالروح القدس. ومعهم نلتمس من الله نعمة الإيمان مثل بطرس. فالإيمان هبة مجانية من الله، كما أكد الرب يسوع لسمعان - بطرس: "لا لحم ولا دم أظهر لك ذلك، بل أبي الذي في السماوات" (متى 16: 17). بفضل هذا الإيمان، سماه يسوع "صخرة" أي "بطرس" باليونانية، و"كيفا" بالسريانية - الآرامية لغة المسيح.

هذا الاسم استوحاه الرب يسوع من الصخور الشاهقة المبني في أسفلها قصر الامبراطور الروماني، الذي سيندثر وكل القياصرة. أما كنيسة المسيح المبنية على صخرة إيمان بطرس "فلن تقوى عليها قوى الشر" (راجع متى 16: 17). بل "تثبت إلى الأبد"، (راجع لو1: 33)".

وتابع: "في تأمل له حول المزمور 81: "أنتم آلهة وكبشر تموتون" (6-7)، قال قداسة البابا بندكتوس السادس عشر: هذا هو المسار الحقيقي لتاريخ الديانة المسيحية التي تشهد سقوط الآلهة وتحويل العالم ومعرفة الله الحقيقي وفقدان القوى المسيطرة على العالم. إنه مسار أليم شاهدته الكنيسة عبر مسيرتها التاريخية، إذ شهدت سقوط الأباطرة الإلهيين وكل آلهة البشر بفعل دم شهدائها.من بين هؤلاء الآلهة، نفكر برؤوس الأموال المجهولة الهوية التي تستعبد الإنسان، ولم تعد ملكا له، بل تشكل قوة مجهولة يخدمها البشر، يتعذبون بها ويقتلون. إنها قوة مدمرة تهدد العالم. ونفكر بالايديولوجيات الإرهابية التي تمارس العنف باسم الله، الذي ليس هو الإله الحقيقي، بل آلهة كاذبة، لا بد من نزع القناع عنها. ونفكر بالمخدرات التي تمد أيديها كوحش نهم إلى كل الأرض لتدمرها. ونفكر بنوعية العيش السائدة، كالروح المادية الإستهلاكية المطلقة، والتفلت من القواعد الأخلاقية، واعتماد مبدأ النسبية الذي ينفي كل مرجعية مطلقة.

ونفكر بآلهة المال والسلطة والسلاح والنفوذ التي تتحكم بالمواطنين الآمنين المؤمنين. هذه كلها آلهة كاذبة يجب أن تسقط، وستسقط ويسقط معها كل الذين توكلوا عليها. وتصبح كلها خاضعة للاله الأوحد يسوع المسيح".

وأضاف الراعي: "لقد اختبرتم كل هذه الأمور، يا أهل الجية الأحباء. إن هذه الكنيسة الجديدة وبيوتكم التي اعدتم بناءها خير شاهد. في كتاب رؤياه يخبر القديس يوحنا الرسول أنه رأى امرأة حاملا ولدت ولدا ذكرا سيحكم العالم، وتنينا عظيما كان يترقبها ليبتلع الطفل. أما الولد فقد اختطف إلى عرش الله. وهربت المرأة من وجه التنين. فقذف من فمه ماء كالنهر ليغرقها. فانفتحت الأرض وابتلعت النهر (رؤيا الفصل 12).

التنين هو قوى الشر، المرأة وطفلها هما العذراء مريم والمسيح، وهما الكنيسة وأولادها المؤمنون؛ النهر هو التيارات الهدامة التي تتحكم بكل شيء، والتي تهدف إلى زعزعة الحقائق الإيمانية، الأرض التي تبتلع التيارات هي الإيمان الصافي البسيط المتواضع، الذي نعلنه في المزامير: "إيمان البسطاء هو الحكمة الحقيقية". هذه هي قوة الكنيسة التي "لا تقوى عليها أبواب الجحيم" (متى 16: 18). إننا نصلي اليوم: "قم يا الله، خذ الأرض بين يديك، إحم كنيستك. إحم الإنسانية".

وقال: "أجل أمام إيماننا بالمسيح ابن الله الحي، وهو إيمان بطرس والكنيسة، تسقط كل الآلهة البشرية، أكانوا أشخاصا يؤلهون أنفسهم أم يؤلههم الناس؛ أو كانوا أشياء أو إيديولوجيات؛ أو كانوا أنظمة سياسية أو أحزابا تجعل النافذين فيها وكأنهم أنصاف آلهة. مرة أخرى، أقول لكم، يا أهل الجية الأحباء ولأمثالكم، إنكم اختبرتم بإيمانكم الصامد والثابت والبسيط سقوط الآلهة. فليكن هذا السقوط عبرة لكل من يظن نفسه فوق ما هو، يعطي صفة المطلق للأشخاص أو الأشياء التي هي حسنة بحد ذاتها، ولكنها دون الله وشريعته ووصاياه. في هذه اللوحة الإنجيلية انكشف إيمان البسطاء في شخص بطرس صياد السمك، الذي كسر أباطرة روما الإلهيين الوثنيين بدمه مصلوبا على تلة الفاتيكان التي أصبحت قلب الكنيسة الجامعة النابض، وتحولت روما الوثنية، حاكمة العالم، إلى مدينة الكثلكة".

وختم الراعي: "بهذا الإيمان الوضيع، إيمان البسطاء، نرفع نشيد المجد والإنتصار والقوة للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

ثم كرس الراعي مذبح الكنيسة. وفي ختام القداس القى جورج مخايل القزي كلمة باسم اهالي الجية المغتربين في اوستراليا، مشيرا الى ان الجية اليوم في عيد من خلال زيارة البطريرك الراعي، ثم القى قصائد من وحي المناسبة.

كاهن رعية الجية الأب شربل نعيم القزي

كما ألقى كاهن رعية الجية الأب شربل نعيم القزي كلمة شكر فيها الراعي والحضور على تلبيتهم الدعوة.

وبعد القداس، أزاح الراعي الستارة عن لوحة تذكارية. وانتقل إلى صالون دير مار شربل في الجية، حيث استقبل المهنئين.









 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط