مفتى استراليا تعليقا على دهس المصلين في لندن يصرح




مفتى استراليا تعليقا على دهس المصلين في لندن  يصرح

        يختطف الإسلام فيكون الإرهاب بإجرامه وحماقاته ، وتختطف العدالة والديموقراطية وحقوق الإنسان فيكون جنون الكراهية وجنون العنصرية والتمييز.

        وبعد حادث كندا وقتل المصلين في المسجد كنا قد حذرنا من جنون الكراهية ، وها هي شرارتها تتكرر في لندن باعتداء إرهابي على مسلمين بريطانيين كانوا قد فرغوا من صلاتهم ومناجاة ربهم في المسجد، فإذا بالكراهية الإرهابية تتربص بهم فتقتل وتجرح وتسيئ لوجه الحضارة والديموقراطية.

        رئيسة وزراء بريطانيا قد أحسنت حين ذكرت أن الحادث يعلمنا أن للإهاب أكثر من وجه غير أن تباطؤ الإعلام العالمي في إدانة الحادث وتجنب وصفه بالإرهاب زاد الأمر سوءا وعكس وجها قبيحا من وجوة العنصرية وازدواجية المعايير في التمييز بين دم ودم، وضحية وضحية، وفق بشرة الفاعل ودينه وجنسيته. 

        ونذكر هنا أيضا بأن إزدواجية المعايير  شوهت وجه الحضارة الإنسانية وكانت سببا من أسباب تفشى الإرهاب ونمو ظاهرته، فإذا أضيف إليها جنون الكراهية وجنون العنصرية والتمييز في درجة الإدانة وفق بشرة الفاعل ودينه ، فهذا يعنى أن الإنسانية على شفا حفرة من السقوط ، حيث تغتال العدالة في أبسط صورها فيفقد البشر حقيقة العدل  في المساواة بين الضحايا المجنى عليهم،  بينما يتم التمييز والتفاضل بين الجناة المجرمين فنسارع بالإدانة والتجريم وكل أوصاف الخزي والسوء، بينما نسكت عن الفاعل في ذات الجرم ونتباطأ في وصفه بالإرهاب نظرا لبياض بشرته وخلفيته  الأوربية ، وذلك عار يجرح عدالة البعض  ويفقدهم مصداقيتهم ويفضح عنصريتهم وتربصهم  وانحيازهم  الأعمى ضد كل ما هو إسلامي .

        قلنا قبل ذلك ونكرر: الخوف كل الخوف من أن تتحول الكراهية والعنصرية من ظاهرة إلى أيديولوجية، ومن ثم تبدأ دورة العنف لتضرب في كل مكان وفي أي مكان، فتقع الإنسانية كلها في براثن نوعين من الجنون، جنون الإرهاب من ناحية، وجنون الكراهية والعنصرية من ناحية أخرى".

        "وإذا كان جنون الإرهاب خارج على القانون ومطارد به، فإن جنون الراديكالية الآن بدأ يتسلل ليمسك بالقانون ويُشّرع، ومن ثم فقد وجب على العقلاء والشرفاء في هذا العالم أن يشكلوا فرقا للإغاثة والإنقاذ من جنون الإرهاب وجنون الراديكالية الغربية الجديدة التي تتمثل في العنصرية والكراهية والعدوان الغاشم"



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط